الأربعاء ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم خالد عبد الرضا السعدي

قبلاتي وحدها التي هزمتْ الإمبراطور

لأنها ليست لكِ..
ولأن شفتيّ لم تمرّ على مسامات الخلود..
ولأن روحي لم تتحد مع روحك الأبدية النقاء..
ولأن الغيوم علقت بأصابع القدر
فانفلتت الجراح خيباتٍ على وطن اللوم
قبلاتي مشبوهةٌ
ودمي بارد ككأس نبيذ في ثلج الخدر
وعمري لم يعد يعني المنجمين الجدد..
فأنت لستِ معي..
الأرض ليستْ معي والمدارات والمجارات
والشمس هي الأخرى ليست معي..
قبلاتي مشبوهةٌ لأنها لم تلامس شفتيكِ
وتغرقان فيكِ إلى أبد العاشقين..
هكذا انخرطت بالتعاليل وأنت لا تردين على مكالماتي
الهاتفية البعيدة..
ربما أصبح لك رجل آخر
أكيد ليس شاعراً
وإلا لماذا أنام أنا على موائد الأسفِ
وهو لا يحلق معك الا بجناحي غراب..
إلى ما ليس يدري..؟؟
سيدتي الغافية..
أرجو أن تصحي الآن من نومك
فأنا ما زلتُ نائماً كذلك ولكن على ذكرى وجهك
ولهف الشروق الذي انكسر في عينيكِ
قبلاتي لكِ ولكل العاشقات اللواتي لم يتركن
الكرم يذوي والذكرى تموت
والشمس تدور مع الغروب
" وردُ يا ناي الأمانْ ..
ما كان كانْ..
والحب أغنيةٌ تعيش ولا تموت مع الكمانْ.."
العمارات التي بناها نبوخذ نصر المبجل
هوت بغزوة هولاكو..
والأجساد التي تشبه جسدك احترقت بحراب
"المارينز" ويدي لم تعد أكثر من عكاز
يا حنين المشاوير إلى دارنا العتيقة
وحارات بغداد القديمة..
يا شناشيل الأماني المعلقة بين سواد الأرض
وحمرة السماء..
أيتها الشاعرة ..
هكذا تحدثت الأسطورة الإغريقية..
وهكذا يهرب الرجال
وترتعد الحيتان
ويختل التوقيت...
سوف لن أنفجر قبل ساعة الصفر ليوم الأحد..
فبغداد ما تزال تحبو الى جهنم..
والطبّالين يلمعون أحذية القتلة..
والشوارع خائفة..
خائفة
خائفة...
وأنا ما أزال أبكي عليك يا نوارةَ التواريخ
وعطر الحدائق...
وأعصر ما تبقى من دمي كي أنزف قصيدة
لا تخلع قميصها لــــ"لجورج دبليو بوش"
و لا تصاحب السيارات المفخخة بمواليد أخرى
للموت الآخر الذي أنتزعه الحمقى من أسرار الله
وأخرجوه من قمقمه..
إلى بلاد"الميزوبوتاميا"
لو ان لك أن تكوني حمامةً
لو أن لك أن تكوني عصفورةً
لو أن لك أن تكوني ملاكاً يظهر لي عبر شاشات الأبنوس
لقبلتك حدّ السكر
..ولعنتُ الحرب والمولولين لرماد السنوات
قبلاتي وحدها التي انتصرت على ظلام القياصرة
وسيوف الأباطرة
لأنها لم تعرف غير أجزاء جسدك
المذاب في فمي..
قبلاتي وحدها التي لا يمكن أن تعتقلها الهمرات..
ولا يمكن أن تنسفها العبوات ولا يمكن أن تمحوها رصاصات الطواويس..
لأنها مرتْ ذات يوم عليك وعلى العراق..
قبلاتي وحدها التي انتصرت على الإمبراطور..
طوباك يا هولاكو...قتل الأطفال بلغمِ الشهوةْ
وبقيتَ تلاحقك الحظوةْ
ودم الزنجيّ...وثياب مسملةً لهنود بلدي السمر
طوباك يا هولاكو..هلك النخل ..ما أنحنى
ترى هل تدري من أنا؟؟
أيها السادة المهرجون ..
لقد طاحت الأغنيات على شجرة الحريق..
وتصاعدت ألسنة العار من أفواه الأفاكيين..
وقميصي أيضاً تعلق بغصن شجرة التوت..
ووجهي لم تغيره الحراب والرصاص..
فأنا عاشقٌ يموت ببطء داعر..
ويرمق المواويل بالنحيب..
ولا يبيع القبلات لمجندة أسقطت حملها على جرف دجلة
ولا إلى سيدة باعت خبز تنور الطين بالصمون الحراري المستورد من تنانير الجيران..
أنا شفةٌ تغني..بين شفاه تموء وأخرى تعوي
وعشبٌ يورق نجمة تألق في جدائل حبيبتي
التي أعرفها بقبلاتي و ما تزال تشتهي أن أسميها سنبلة "آدم"
وتفاحة السرير..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى