الثلاثاء ٣١ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم أحمد مظهر سعدو

قبلة وراء الشمس

في زحمة الموجة الدرامية الرمضانية، وضمن حالة الإقبال على الدراما السورية المنفلتة من عقالها، وفي سياق البحث ضمن هذه الأعمال الدرامية عن رؤيا درامية جديدة ومتجددة، وفي الوقت الذي تتبدى فيه بعض الأعمال الملفتة، وكذلك الرديئة، فمن " باب الحارة" في جزئه الخامس والذي يعيد نفسه بشكل مقيت وبائس، إلى ذلك الـذي يسمى " ما ملكت أيمانكم "عبر استعارة غير موفقة من القرآن الكريم، لعنوان دأب نجدت أنزور على إسقاطه ضمن واقع، آثر أن يغطيه بالإساءات للدين الإسلامي، ولواقع المجتمع السوري برمته، إلى " أبو جانتي" وقالبه الكوميدي الخفيف والطريف في كثير من الأحيان .. ومن ثم الجزء الثاني من مسلسل "صبايا" الغارق في استعراض الفتيات ولباسهن، وبهرجتهن الاستعراضية ليس إلا .. يبرز بين كل هذه الحمى الدرامية عمل درامي موفق بعنوان " وراء الشمس " استطاع عبره الكاتب محمد العاص، وكذلك مخرج العمل سمير حسين أن يلامس نصاً اجتماعياً جديداً بكل معنى الكلمة، ومن ثم معالجة مسألة الإعاقة والمعوقين في المجتمع، ومدى تقبل الأسرة لقادم معوق، عبر حبكة قصصية، متميزة وقدرة حكائية غاية في الجمال والواقعية، لينقلنا من مشهد إلى آخر برؤيا عميقة تم الاشتغال عليها بكل اقتدار، ولا ننسى بالطبع تلك المجموعة المختارة من الممثلين المبدعين وأولهم بسام كوسا بلمسة إبداعية قل مثيلها، وكذلك الفنان سليم صبري العظيم بتجسيده للدور، وقدرته التمثيلية المبهرة، وتلك الفنانة الكبيرة ثناء دبسي وإمكانياتها الفنية التي يقف المشاهد أمامها فاغراً فاه، أمام هذه المقدرة التمثيلية التي لا يعلوها شيء، وكذلك الفنانة صبا مبارك وتمكنها من الدور بامتياز، فحق علينا، في ذلك أن نرسل قبلة لهذا العمل "وراء الشمس" لكاتبه ومخرجه وممثليه المبدعين، فكانت القبلة وراء الشمس بل أمامها وبين جوانحها، خاصةً وأن هذا العمل من الأعمال التي تحفر في الذاكرة موقعاً لها، وتلامس مشاعر إنسانية حياتية ما زلنا جميعاً نحتاج إليها .. خاصةً عندما يستطيع الكاتب أن يتناول الحالة المجتمعية لمسألة الإعاقة بهذا القدر من التناول الناجح والمتألق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى