الأحد ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم مكرم رشيد الطالباني

قراءة في ديوان فان إيروتيك للشاعر قوباد جلي زادة

عن دار آراس للطباعة والنشر في مدينة أربيل صدر للشاعر قوباد جلي زادة ديوان (فان إيروتيك) وهو ديوان شعري أنيق في الإخراج والتصميم والطباعة، وغني في المحتوى والمضمون، جل قصائد الديوان كالمقاطع الشعرية اليابانية أو السوناتا الشعرية، قوية في إختزال الصور وغنية في مغزاها تشبه البرق في إصابة الهدف أو إصابة نظر المرء، وقد أزدانت صفحات الديوان بصور تخطيطية ملونة من عمل الفنان رستم آغاله، حيث أعتبر الشاعر والفنان هذا العمل عملاً مشتركاً لهما، وقد أصدر الشاعر قبل عمله هذا ديوان إعدامات الجنة حيث قام الفنان رستم آغاله برسم التخطيطات لهذا الديوان، كما قام الفنان آغاله بعمل غلاف مجموعة الشاعر الشعرية المعنونة بإعدامات الجنة .

يمتاز عمل الشاعر هذا بالتعبير والجمل القصيرة والمعاني القوية التي تصدم المتلقي وتؤثر فيه ليشعر بجمال تلك التعابير والإبداع الشاعري الجميل المتفرد الذي يدفعه إلى التفاعل مع الصور المعبرة والإندهاش والإنبهار بها، ويقول الشاعر والفنان في مقدمة مشتركة لهذا العمل المشترك أنهما حاولا عن طريق الكلمة والصورة التعبير عن خلجات الإنسان ورفع الخجل عنه وخاصة في المجتمع الذي ينتميان إليه الذي يخفي وجهه الحقيقي منذ قديم الأزمان والإفصاح عن هذا الوجه الحقيقي له من خلال الكلمات والصور القوية التي تصيب أهداف الشاعر والتخطيطات المعبرة التي تحول الكلمات وخلجات النفس البشرية إلى صور، كثيراً ما يتمناه الشاعر أو بالأحرى الفرد المنتمي لهذا المجتمع الحديث القديم، وقد يقولان أنهما حاولا تحرير النصف الآخر مثلما حاولا في عملهما هذا تحرير الرجل أيضاً من العقد والخلجات التي يشعر به! ا ويريد التعبير عنها أو التمني بفعلها وهو يعيش في هذا المجتمع الذي يخفي العديد من الصفات التي تجعله ينبهر لرؤية صورة تخطيطية عارية أو قصيدة عارية مليئة بالصور المعبرة التي تدفعه إلى التمني برؤيتها .

هذا ويتكون هذا الديوان من محاور ثلاثة، المحور الأول عن فان ملكة الجمال والعشق ويخصص الشاعر لها مستهلاً من ثلاث نجوى وإحدى عشر ليرة عبارة عن مقاطع شعرية والمحور الثاني من أثنين وعشرين مقطعاً والمحور الثالث من مقاطع مختلفة قصيرة نحاول ترجتمتها كاملةً :

فان ..

خرجت ذات صباح (فان) ملكة الجمال والعشق من كهف شاندر(1) ورفعت جيدها الأهيف وتوجهت بنظراتها للشمس وقالت :

إلهي ...

أن اللحظات التي تمنحها لإرهابي، كي يذبح فيها طفلاً، لم لا تمنها للعشاق المتلهفين .. ليمارسوا فيها العشق !؟؟

إلهي ..

إن الأراضي الواسعة التي تمنحها لإرهابي كي يلغمها لإغتيال العشق، لماذا لا تمنح شبراً منها لعبادك العشاق .. كي يزرعوا فيها العشق والورود !؟

إلهي..

إن بحار السموم المترامية ، التي تضعها يومياً في قبضة إرهابي، كي يعدم فيها الجمال، لماذا لا تجعلها نبع سكرٍ وتبتل به ريق رضيع يتيم !؟؟

فان..

وقبل أن تعود إلى الكهف نثرت جعبة من ليرات العشق عند أقدامها، منحتها لها شاعر عاشق أشيب الرأس في موعد لقاء ليلة ظلماء !

الليرة الأولى

أعطني كأساً من خمر شفتيكِ

كي أمتلأ

زقزقة الشباب !!

الليرة الثانية

أنسجي من خصلات شعركِ الذهبية

جناحاً لي

كي أطير به

نحو حدائق السؤدد المعلقة !!

الليرة الرابعة

أعطني ..

أعطني باقة من طيف نهديكِ

كي أبحث في الليالي الحالكة السواد

عن ورود السعادة الضائعة .

الليرة الخامسة

أعطني

من جرة عينيكِ السكرتين

كأساً

كي أرى إمرأة الأعناب عارية !

الليرة السادسة

أعطني

خنجراً للإنبعاث ثانية

ومعولاً

كي أحفر به ضريح الخلود في شط العشق

الليلة السابعة

أعطني الليلة طفلاً مؤنفلاً

أمنحيني قدراً من الرحمة

الليرة الثامنة

لقد سمُلَتْ عيني

أعطني

كأساً من النوم !

الليرة التاسعة

خذيني تحت هطول أمطار ناظريكِ

لكي ينبعث

صحراء الروح

في أتون السَكرِ !

الليرة العاشرة

أتركي يدي

سوف أجد بنفسي تلك الطرق

التي تؤدي إلى الفراق !

الليرة الحادية عشرة

أيتها الرضيعة لا تمسكي يدي

إنني خبرت

كافة بساتين التوقد

مد مجنون ذي لحية رثة ممزق الثياب رأسه نحو فوهة الكهف وغنى أغنيات ثلاث لـ(فان ) :

1

نحن نقتل الرجال علناً

ونمارس القبل في السرّ

2

في طفولتنا..

قبحوا صورة الرب والمرأة

في نظرنا

الإله سيف

والمرأة العورة

3

خلق الرب فان

في ست ليالٍ

وأستولى على جمالها

ثم أستراح

28 من الشهر

(فان) .... من كهف شاندر إلى زاوية جميلة في سرجنار(2)

1

سرجنار غارقة في النور

يقولون أن نجمة قد هوت

فوق تلة !

2

من يوطيء بقدميه على التلة ..

تهطل

الورد

والقطن

والعسل

والطيف

واللذة

معاً !

3

تلك التلة..

التي تسمع وقع خطواتنا

تغدو شجرة باسقة

و نتحول نحن الأثنان

إلى حمامتين بيضاوين ؟

4

ملأتِ ناظري جمالاً

إلى أي من أعضاء جسدي

تتدفقين بعد

5

لو لم يكن هناك ثقل جمال (فان)

لكانت الأرض

تدور أسرع حول الشمس !

6

لو لم تكن فان

لكانت الأحلام بالأبيض والأسود !

7

تنام الشمس في شعرها

والقمر

على صدرها ليلاً !

8

بقي لفان شبراً

كي تصل يدها للسماء !

9

في تلك الليلة

كانت فان

أطول قامة من جل أشجار سرجنار !

10

لم يكن فماً

كان موقد جمرٍ

أحرقت شفتي تارة

وتارة لساني !

11

غدت قبلاتنا

جدولاً من الألوان

ليصب في نهير سرجنار !

12

غسلتني فان بالعسل

وجففتني بالطيف

وغطتني بالشعرِ

13

من ناظريها السكرتين

تندلق جرتين من الشراب

في روحي

14

من طيف صدر فان

وشعري الأبيض

تهطل أمطاراً فضية !

15

لو لم يكن نور فان

لكانت شفتاي

واناملي العشر

تضيع في الليالي الحالكة !

16

حتى أن لملمت فان

عسل التلابيب المندلق

وطيف النهود المتناثر

وعقد القبل المنفرطة

فقد أقبل منتصف الليل

17

لا زالت أصابعي تتوهج

إنها توهج طيف

نهود فان النورانية

18

وقبل أن تهم فان بالنزول

وضعت قلبي في حقيبتها

اليدوية

لتفرّ به !

19

يفوح مني عبق فان

أخاف دخول البيت

سأنام الليلة ... في سيارتي !

20

وحيداً

سأعود إلى التلة

فتسأل التلة عن أخبار فان

سيمتلأ كأسي دموعاً

ويمتلأ حضنها

قبلاً ذابلة !

21

هذه التلة

تعلمت العشق منا

فمنذ المساء وحتى طلوع الشمس

تتبادل الرسائل مع التلة المقابلة

22

سافرت فان..

لذا تراني إلى الأبد

في هذه التلة المهمومة

شجرة

من أشجار سرجنار الكدرات

القبلة

القبلة

موقد تطير الروح

من الخطايا

الموج

النهر

يغتسل بمياه الامطار

ورغوة الأمواج الصغيرة

ثوب

يرتدي النهر دوماً

ستياناً

طويـــــــــــــــــــــــلاً

وخفيفا

تشمس

فتح الماء

أزار صدره

وبدأ يتشمس

الوداع

نواظر السحب تذرف الدموع

البستان مهموم

والريح مصاب بالخدر

أنه موسم رحيل الأوراق

الشراب

قال العنب :

أن سبب مرارتي وملوحتي

هو حقداً من ضيق وحلكة

الجرة !

حجاب

حين تكون الشمس في السماء

يتحجب القمر

بحجاب الخجل !

عشق

أندلقت نجمة

على سرداق

إمرأة !

نبع

إنه جرح قلب الارض

الذي ينزف دوماً !

فلذة كبد

الشمس زوج القمر

والنجوم

فلذات كبديهما !

خليج

النهر

شاب طويل القامة ، رفيع الخصر

يسير على عجل

حاملاً باقة من الورود

تنتظرها في الطرف الآخر من العالم

إمرأة ذات عينين زرقاوين

اللص

يتلصص القمر

من منافذ الهوادج

على عرينا !

ملاك

الغيم

رجل أشيب

ماسوشي

لن يقر له قرار

حتى ما ان تعمد الملائكة إلى ضرب

ظهره وخصره

بالسياط

نيزك

النيزك

طفل السماء

المجهض !

الكلة

كي لا تراهما النجوم عاريين

يلتقي القمر والشمس

في ناموسية السحب !

العريس

كيف يقوم البرعم

بكل رقته هذا

بتزريف فروع أشجاره ؟!

تفتح

حكت النحلة

نكتة للبرعم !

اللون

بلل المطر

جناح فراشة

غدت الفراشة

قطعة من الألوان !

قلادة

صفصافة طرية

سقطتت قلادتها

في النهر

فأبتلعت كل سمكة

خرزة منها !

بذور

الذي يتساقط من السماء

لقاح

يملأ

رحم الأرض

برضع الأوراق والزهور !

رضيع

تلك الريح

لا زالت لم تنمو لها جناح

تلعب مع أوراق الشارع المتهاوية !

ربيب

النجوم الأصطناعية

التي تمر مسرعة في كبد السماء

ارباب القمر

اربعة عشر

حين يشعر القمر

أن السمنة قد أدركته

يمارس رياضة الحبال يومياً

وفي الليالي

يمارس السباحة في البحار والمحيطات

حتى يدركه التعب

جنبذة

لقد نزعت كل هذه الورود حجابها

غير أن هذه الجنبذة

تشبه فتاة أفغانية محجبة

تخجل من أن تنزع حجابها !

رغوة

في هذه البحيرة الصغيرة

ترى نجمتان

تغسلان الظهر الأملس للقمر

برغوة الشعاع

عطف

تمسك الريح بساعد ورقة سقطت على الارض

تريد إعادتها من ساق الشجرة

إلى حيث الفروع !

ستيان

فتشت الريح

وجدت جيوبها مليئة

بحاملات النهود

سروال

عكس الإنسان

فإن السماء وقبل أن تهم بالتبول

تلبس سروال الغيوم !

الوسن

جراء آهات الأوراق المتساقطة

ومعاناة الشجر

لا القمر يخلد إلى النوم

ولا قطة تتثاءب !

إستراحة

في كل ليلة

أفرش لباداً من حرير الشعر

...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى