الأربعاء ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٤
بقلم سعاد جبر

قراءة نقدية في نص " قنديل الجبل الأوسط "

يرصد لنا نص " قنديل الجبل الأوسط " مساحات دقيقة لمسارات اللغة الوصفية السردية في النص في إحداثيات أفقية تدور في أبعاد الغوص وسبر منحنيات الطبيعة في جمالياتها المبدعة وأسرارها الدفينة وإحداثيات متعالية في إعلاء صوت الضمير اليقظ ورسالة الأرض في الهوية ، في اقتناص لحظات الماضي والحاضر والمستقبل من خلال مساحة مفروزة من الكاتب بدقة في النص ، تدور في تركيبات الجمل الوصفية السردية المعبرة عن مساحات خالدة من نبل الكلمة التي تتراقص برشاقة في دنيا الحان الحرية .

ويطل مبدعتا د علي الطرابلسي من من خلال نصه القصصي" قنديل الجبل الأوسط " على عوالم سندسية في عكس الطبيعة على السطور فتستشعر بهاء الطبيعة وانسامها العليلة ورفرفة أجنحة خالدات ، في رقصات الحروف ، تحمل في سويداء قلوبها حكايا النصر المجيد ومقامة قفص القيد بكل أبعاده والتحليق حرا آبياً في سماءات العزة والكرامة

ويفرز لنا هذا النص المبدع مساحات الوصف الدقيق الغواص لمادة الطبيعة بكل معطياتها في النص التي تندرج في مساحات اتساع مسافات سبر أغوار الطبيعة في لغة الوصف الدقيق المتجانس مع النفاس التشويق التي ترتفع أصواتها في النص بالتدريج في لغة تؤامة بين الإحداثي الأفقي للوحة الوصف مع الإحداثي العمودي لآليات التشويق في النص

ويستشرف القارئ الغواص من هذا النص المبدع مشاعر رقراقة لكاتبنا في التشبث بالأرض وجذورها في هوية الذات، وتتشكل الشخصيات في عمر الطفولة البرئ المطل على عوالم الدهشة والغرابة في مجريات الأحداث التي تتفتق عن نظرات ذكية ، تقتنص الأسرار من وراء الأشجار . لاتلبث أن تكشف ركضاتها في الإرادة عن كشف المدلهمات ، واكمال الصورة الناقصة في عين الفضول ، وعكس الرمز ـ في أبهة طلته في الجوهرـ على السطور النابضة بالعشق السرمدي للحرية ، وهنا يكون التلاقي الحر بين صفحات الإصرار وعشق الحرية بين صفحات الزمان والمكان على اختلاف أطيافها في احتضان جنين الحرية في رحم الماضي والحاضر واشراقات المستقبل بيننا ، ليطل علينا سطورا حية حرة نابضة بالحياة وكرامة الحال والمقال ، وتتفتح أكمام النص الوردية في ظلال شخصية " العم بودبوس التي دار تكثيف مجريات القص لكشف النقاب عنها وتشويق القارئ إلى جوهر نبلها في النص ، ورسالة ضميرها الحي في التواصل مع الحرية والإباء ، من خلال التجسيد الرمزي لها عبر منظومة المفردات الحية السلسة المتدفقة حياة لوجود لابد أن يحلق حرا آبيا وطاقات حركية مندفعة تشكل خيوط لامعة من المثابرة والإصرار والجلد في نصنا هذا المترع بأحاسيس حارة تختزق مساحات ذبذبات النص في القص فتشعل دينامية خاصة فيه ، في لغة فك الأسوار واحتواء الطبيعة في قلب الحر الأبي .

وتسدل النهايات في ثوب زماني يختزل كل أطياف أجناس اللحظات في لحظة عمر واحدة ، تحمل في جنباتها كل دقات الماضي في علو طرقات الحرية وطرقات الآن في مدلهماته والمستقبل في وحي الاستلهام الحر الأبي في هوية الذات والوجود

ويرسمها الكاتب في أناقة لوحة عبيرية شاعرية تنعكس عليها أشرا قات الشمس فيزهو حرف الحكاية في تؤامة النصر والحرية ، المتشكل في لغة الأشجار المتعالية في الأفنان وتراقص إشعاعات الشمس عليها في اختصار اللحظات في لحظة شاعرية تتراقص بين أيدينا وتسافر بعيدا في بساط أفق الحرية الشاسع في أثيره وهمساته الدافئة فيمتد ليحتضن القلوب الحرة معه في قلب شجرة سندسية واحدة في حكاية قرية حرة ابية ولسان حال نجم يسكن بطن سماءها المتعالية في إحساس الكرامة وانتفاضة الرفض الحر للذوبان والانكسار

تحايا التقدير المعبق بالياسمين لكاتبنا المبدع : د .علي الطرابلسي

وكل دعوات التوفيق والتميز له في عوالمنا الأدبية الجميلة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى