الخميس ٣ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم محمد قصيبات

قصائد حب إلى جيومار

للشاعر الأسباني : أنطونيو ماشادو
(1)
 
لم أعرف
إن كان الذي تحملين في يدك ِ
ليمونةً صفراء
أم خيط َ نهار
يا جيومار
في خيوطِ الذهبِ
رأيتُ شفتيك تبتسمان لي
 
ماذا تعطيني؟ سألتها
أالزمن في فاكهة ٍ
تقطفها يدك ِ
من نضرةِ البستان؟
أزمن العشياتِ الساكنةِ الفارغة
أم الغياب الذهبي؟
أم لعلها صورة في المياهِ الراكدة؟
 
أمن جبل ٍ لآخر محترق ٍ
يرحل النهار؟
هل يكسر الحبّ ُ
في المرايا الباهتة
خيوط َ الغسق؟
 
(2)
 
رأيتكِ في المنام ، يا جيومار
وأنت ِ في بستانك
من تحتك ِ الأنهار
كنت ِ في بستانك ِ الذي
من زمن ٍ تحيط به قضبانٌ باردة
 
رأيتُ عصفورًا
يغني في العطش وحيدًا
بنعومة على شجرة "الميس"
عند النهر المقدس ،
حيث العطش وحيث النبع
 
في ذلك البستان ِ ، ياجيومار
يولد بستانٌ آخر
من إتحادِ قلبينا
فتذوب أوقاتنا بعضها في بعض
ونعصر معًا
عناقيد الحلم ِ
في أقداحنا النقية
فننسى حكاياتنا المزدوجة
(الأولى عن رجل ٍ وأمرأةٍ
هما كالغزالة والأسد... جاءا يشربان معًا
والأخرى تقول :
ليس الحبّ ُ سعيدَ الحظ ّ
إنه وحشتان في وحشةٍ واحدة )
 
يفكر الشاعرُ فيك يا جيومار
والمسافة بيننا من ليمون ٍ ومن بنفسج
والحقول لم تزل خضراء
تعالي مع ، يا جيومار
سوف يلتهمنا الجبل ُ
 
من الأيكة إلى بستان السنديان
يتعب في مشيته النهارُ ، وقطارنا يمضي
يلتهم سكته مع النهار
ويتحرك الرتم إلى الظلِّ
ويفقد "الخوادامارا" لونه الذهبي
لأن أميرة ً وعاشقها يهربان معًا
وخلفهما يلهث القمرُ
ويختفي القطارُ ويدوي
في جسدِ الجبل ِ
 
الأرضُ عاقرٌ ، والسماءُ عالية
خلف جبال ِ الجرانيت
وجبال ِ البازلت
ها هو البحر واللا منتهى...
فنرحل معًا ...إنها الحرية
 
(3)
 
أكتبُ لك من عربةِ القطار
في ساعةِ اللقاء الوهمي
حين يكسر المنحدرُ قوسَ القزح في الريح
ويتصدع حزنه على ظهر الجبل ِ
 
الشمسُ والأجراسُ في أبراجها القديمة
فيا لهذه العشية الهادئة والمنعشة
ويا لهذا المساء الطفولي الذي أحبه شاعرك
ويا لهذا النهار... نهار الصبا
أيام كنت ِ جسدًا
بلون الوردِ على الشاطئ...

الشاعر في سطور:

 ولد الشاعر الأسباني أنطونيو ماشادو في إشبيليا عام 1875 وترعرع في بيت كبير كان يملكه أبوه المدرس وجامع التراث
 أصدر الشاعر أول دواوينه عام 1903 وكان بعنوان “الوحشة” والذي كان تحولاً مهماً في مسيرة الشعر الأسباني في ذلك الوقت
 في عام 1906 عمل مدرساً في اللغة الفرنسية في إحدى مدارس سريا ، وكانت سريا مدينة صغيرة تقع على مرتفع بالقرب من جبال أراجون . قابل ماشادو في تلك المدينة امرأة تدعى ليونور فتزوجها قبل أن يسافر معها إلى باريس للدراسة في السربون ، لكنه سرعان ما يعود إلى سريا بعد أن تمرض ليونور مرضاً خطيراً لتموت بعدها بأسابيع فيقرر ماشادو العودة إلى الأندلس ، وتعود ليونور كثيراً في شعر ماشادو تحت اسم جيومار
 في الأندلس يكتب الشاعر ديوانه الثاني “كاستيليا” ليصبح بعدها عضواً في جيل 1898 ، الجيل الذي ضم مفكري أسبانيا الكبار مثل خوان رامون خيمينيز وميخيل دو أوناميو وفاسنتي أليكسندر ولوركا ، وكان ذلك الجيل يحاول وقف الهزيمة التي لحقت بالأدب الأسباني منذ نكسة أسبانيا في حربها ضد أمريكا

 في عام 1924 أصدر ديوان ” أغاني جديدة”، وفي عام 1926 ديوان “الأغاني” وفيه يظهر ماشادو في عنفوان آخر يتغني فيه بالحب والغيرة والربيع… وبجيومار

 في عام 1927 يصبح الشاعر عضواً في الأكاديمية الأسبانية حتى الحرب الأهلية ، ففي شتاء 1939 يرفض الشاعر الهزيمة فيقرر السفر إلى فرنسا عبر الجبال ليموت بعد وصوله هناك بأيام
 تأثر الشاعر أنطونيو ماشادو بالشعر العربي الأندلسي وبكتابات ابن عربي وأثر هو في كثير من الشعراء العرب من بينهم الشاعر عبد الوهاب البياتي

للشاعر الأسباني : أنطونيو ماشادو

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى