الثلاثاء ٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم حسن برطال

قصص قصيرة جدا.. (بابا عَيْشور)

بابا عَيْشور.

خرجتِ الطفلة من المحل التجاري رفقة أبيها و هي تتأبط علبة من الورق المُقَوى ملفوف بداخلها
حذاء جميل... الصغيرة تطير من الفرح.. ترفع غطاء العلبة الورقية.. تكشف عن ما بداخلها..

تتباهى.. تطلب من المارة أن يتفرجوا على الهدية.. اقتربتْ امرأة بدوية يبدو من هندامها أنها حديثة العهد بالمدينة فصرختْ في وجه الأب قائلة:

— عيب أن تُشجع ابنتكَ على السعي وراء جَمْع فلوس (بابا عَيْشور).../

حمار الطاحونة.

كان صديقي يلعبُ دَور الحمار.. أضع الحبل حوْل عنقه.. وأصدقاء آخرون يمَثلون دَوْر الركاب..
يصطفون في طابور داخل حَلَقة الحبل.. وأنا أقود العربة.. نركض جميعا.. العربة تجوب شوارع
الحي.. تسافر من درب إلى درب.. يـــا ســــلام..

لم نكن نعرف بأننا نقرأ الفنجان.. و نتنبأ بالمستقبل.. فهاهم الأصدقاء الركاب يركبون اليوم فعلا..
والصديق الحمار لازال حمار حتى الآن.. أما أنا فقد ورث من أبي (عيالا) لأستمر في قيادة
العربة بمفردي.../

عادة سرية.

وضعوه فوق آنية من فخار.. كل الطقوس التي تنص عليها مراسيم (الختان) كانت حاضرة..
تحايل عليه (الحجام).. أمره بأن ينظر إلى السقف و سيرى (عصفورا).. ابتسم الصبي.. ولما
فعل على الفور سمع (زقزقة) المقص و رأى الدم يسيل..

صرخ بشدة.. عانقته الأم لتخفف من ألمه ، لكنها سرعان ما اكتشفتْ بأن الصبي يبكي حزنا على
ذبح (عصفوره) من قِبل الفقيه لتعود البسمة إلى شفتيها.../

خيلوطة.

المناسبة عيد الأضحى.. وبعد عملية الذبح مباشرة خرج الأولاد إلى الخلاء ومع كل واحد منهم قطعة لحم
من خروفه.. طبخوا وجبة غداء مشتركة.. يسمونها (خيلوطة).. تجمَعُ بين ألوان و أشكال من اللحوم..

ربما يختلط فيها المعزيُ بلحم الخروف المُسِن.. و أحيانا بالنعجة.. المهم أمها تروق الصغار ، فيأكلون
حتى التخمة..

يعود الطفل إلى البيت مساءا.. يجد أمه و إخوته.. زوجة أبيه الثانية و أبنائها.. وأخاه الأكبر و أبناءه
كل واحد قد استقل بمطبخه و كانونه.. فيقول لأبيه:

— ما ألد ( الخيلوطة ) يأبي.. لماذا لا نُحضرها في البيت..؟؟.. لكن الأب (الاشتراكي) حتى النخاع صمتَ و لم يقل شيئا..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى