الثلاثاء ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم مقبولة عبد الحليم

قطرات أطفئت... وهج الحر

كان يوما صيفيا حارا بل ولافحا بلغت حرارته حد الجنون ، فأخذت الجباه تتصبب عرقا والدماء تتصعد إلى الوجنات فتجعلها حمراء قانية بلونها ،والقلوب تنتفض داخل الصدور بنبضات أقوى من قرع الطبول معلنة يأسها وتعبها وتسعى لان تقوم بتمرد ما وبأي شكل من الأشكال على ذلك الحر اللاذع واللافح والذي سيحرق كل ما يقف في وجهه من إنسان أو حيوان أو حتى جماد .....

وفي ساعات ما بعد الظهر من ذلك اليوم وكأن الله قد استجاب لاستغاثة تلك القلوب المتعبة اليائسة، والتي لم يعد باستطاعتها تحمل ذلك الجو الملتهب وتلك الدماء التي تتصعد للجباه والعروق ربما باحثة عن طريق للخروج............

غيوم بغاية الكثافة غطت صفحة السماء الزرقاء وقرص الشمس اللافحه فبدأ الوهج والحر يخبو قليلا قليلا وبدأ الغيث ينهمر بغزاره ...

وهكذا قد أسقط الغيث عنجهية الحر المتعالي على كل شيء واخمد ناره المتوهجه والتي كانت ستحرق في طريقها الأخضر واليابس .

فما أجملك غيثا وما أحلاك أفرحت قلوبا قد غادرها الفرح منذ زمن فكم كانت تشتاق إليك وهي تتمناك وترجو لقياك لتطفئ نار الحر الملتهبة ولتمسح العرق المتصبب على الجباه ولترجع الدم المتصعد إلى الوجنات قانيا ، ليصبح ورديا جميلا فيضفي على تلك الوجوه المتعبه راحة و جمالا خارقا، فيجعلها شعلة من النشاط ويملئها نورا من نور الإيمان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى