الخميس ٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم أشرف توفيق إبراهيم

قمة

مرَّ الكلبُ على قِطّتِنا ثم تنهّدْ..
قال بضعفٍ:
يا سيّدتى القطّة عذراً إنّى مجهدْ..
قططٌ شتّى ملأتْ بطنى من جيرانِكِ أنتِ وأبعدْ..
ما كان بحسبانى أنّ طعامى سوف يُحَوَّلُ ضعفا..
لو أعلمُ هذا
لأكلتُ النصفَ وأجَّلتُ إلى العام القادم نصفا..
عُذراً.. أسهبتُ كثيرا..
قد جئتُ اليوم إليك لألقىَ تحذيرا..
واعتبرى أنَّ التحذيرَ الآن يُعدُّ أخيرا..
فى العام القادم مثل اليوم
وبعد استرداد القوّة..
سأجيءُ إليكِ وفى كفّى..
سنبلة سلامٍ وأخوّة..
وسآخذُ أرضَكِ بهدوءٍ وبصمتٍ
من غير متاعبْ!!
وإذا قاومتِ ففى رأيك يا قطّة
من منّا الغالبْ؟
فبعقلى أفكارُ ثعالبْ..
ومعى أنيابٌ ومخالبْ..
ومعى أحلامٌ متّقدة..
وسأصنع من أجلك معدَة
وإذا قاومتِ فلا جدوى..
فهناك كلابٌ متّحدة !!!
موعدنا فى العام القادم
وسآتى طلباً للثأرِ..
والحرب لها اسمٌ كودىٌّ..
" الحربُ لتحريرِ الفأرِ"!!
القطّة من أمرِ الكلبِ غدتْ مهتمّة..
ماذا تفعلْ؟
عقدتْ قمّة!!
جمعت كلّ القطط الأخرى لمناقشةٍ..
" كيف سنكشف هذى الغمّة؟"
قالت إحدى القطط الصّغرى:
يا أهل الوطن "القططىّ" ..
إنّى وبأظفارى العشرة سوف أقرّ..
أنّى رغم وجودى معكم سوف أفرّ..
الكلب بعيدٌ عن أرضى
فلماذا أشغل تفكيرى
فيثور ويأتى الدور علىّ؟
غنّت جارتُها فى خوفٍ :
"إن كنتَ حبيبى أخرجنى من هذا الدرب..
فأنا لا أتقن فنّ الحرب..
لو أنّى أعرف نيّتكنّ.. لما لبّيت..
لو باب القاعة مفتوح حقّا.. لمشيت..
لو أعرف أنّ الحرب أتت.. ما كنت أتيت"!!
صرخت إحدى القطط الكبرى :
يا للجبن ويا للعار!!
لابد من الوحدة فينا دون فِرار..
همست إحدى القطط الأخرى لصديقتها:
تلك القطة تصرخ فينا..
والكلب يمرّ علانيةً فوق ثراها ليل نهار!!
أكملت القطة كلمتها بعد سكوت الكلّ وقالت:
الكلب إذا هزم القطةَ بعد المدّة..
سوف نُصابُ بسهم الحرب
إذن فعلينا رسم الخطّة
والتفكير بأمر العدّة..
إنّى أعلم حقّاً ما أسبابُ الحرب
ولماذا سوف يجيء الكلب
الكلب يريد البئر..
وحظّ القطةِ منه كثير..
فلماذا الحرب إذن..
ولماذا القسوة والتدمير؟
سيعيش الكلبُ برفقتنا
وسيكفى البئرُ جماعتنا
فالبئر كبير!!
قالت قطّتنا فى غضب:
يا من قد بعتم عزّتَنا..
ورسمتم فوق العين قداسة ..
يا سوق نخاسة..
إن ولَغَ الكلب بطرف البئر فكلّ البئر
حَوَته نجاسة..
قالت إحدى القطط الأخرى:
الذنب على هذى القطة
كيف اضطرّت هذا الفأر
ليشكوَ يوما للأغراب؟
هى من جعلت مستقبلَنا اليوم بأمر
كلاب..
لو كانت للفأر صديقة..
لو تركت كلّ الفئران تعيش طليقة..
لو أخذت ما فى البئرِ
وتركت حتّى للفئران بريقَه..
لخرجنا من هذى الغمّة
ولعشنا فى ألف سلامٍ
وسلِمنَا من هذى القمّة..
قالت قطّتنا بهدوءٍ:
ليس الوقت بوقت مَلامْ
سوف يمرّ علينا العامْ
القطّة من أول يومٍ فى الدنيا للفأرِ عدوّ..
صارت بالسنوات طبيعة..
كلٌّ منكنّ لها فأرٌ
سوف يجيءُ الدورُ عليهِ
لكى يصبحَ للكلبِ ذريعة..
يا أخواتى.. تلك خديعة!!
صرختْ إحدى القطط الأخرى:
منذ صباح اليوم ونحن نناقش هذا الأمرَ..
بلا تفكيرٍ فى المستقبلْ..
رأيى أن يُجرَى استفتاءٌ للحرب على هذا الكلب..
إذن..
مَن تقبلْ؟
لمَّا دارَ الأمرُ سريعاً ..
سكَتَتْ قططُ القمّة فوراً..
وانطفأتْ أنوارُ القلبِ..
كلٌّ منهنّ غَدَتْ تصرخُ للأعضاء:
أنا!!
ما ذنبى؟!
...... يا لَلحسرةِ..
كيف نحاربُ كلباً جاءَ..
وكلُّ القططِ غَدتْ كالكلبِ؟!!!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى