الجمعة ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم صلاح عليوة

قمر يطل على الفراغ

فلتفعل الأشياءُ
ما يحلولها
في غيبتي
شجرٌ سيكبرُ
عند بدء حكايتي
ومعاولٌ تمتدُ
في النسيانِ
ثم يجئ من بلد الغيومِ
مسافرٌ
ويمر أغرابٌ
إلى وطنٍ يضيعْ
 
فلتفعل الأشياء
ما يحلولها
جدرانُ منزلنا
تصير لغيرنا
أوينطفي
مصباحُ شارعنا
يغير بيتنا عنوانهُ
ويصير رمزاً
في غناء الراجعينِ
من الرجوعْ
 
فلتفعل الأشياء
ما يحلولها
شجرٌ وراء السورِ
يبقى بعدنا
مدنٌ تغادر أمسنا
وقبائلٌ
تنسل من تاريخنا
ويعود صرعى
نحوقاتلهم
ويجتازُ الصدى
جسداً خرافياًّ
ليسقط كالصريعْ
 
فلتفعل الأشياء
ما يحلولها
شمسٌ مكررةٌ..
سماءٌ..
مولدٌ..
موتٌ معادٌ
والأصائلُ
تحتها تعبٌ رماديٌ
وآلامٌ وجوعْ
 
فلتفعل الأشياء
ما يحلولها
كانوا هنا الآباء
مسوا مثلنا
وجهَ الضحى
غسلوا الجرائمَ
بالندى
جابوا بلاداً
فتتت أقدامَهم
وتجمعوا ليلاً
ليرووا قصة الغرباء
ترتجف الظلالُ وراءهم
وأمامهم ضوء التذكرِ
والشموعْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى