الاثنين ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

قناديل القدس والشتاء المبكر

هل حلّ الشتاء باكرا هذا الموسم؟ هل احتل الشتاء خريفنا؟

ما زالت أوراق الدالية تتساقط. أشعر وأنا أجمعها بنوع من الأسى.

بت أخشى على قنديلي من شتاء قاس. من يسرج للقدس قناديلها؟ أمس صرح (رجب طيب أردوجان) بقوله إنه لن يسمح لقناديل القدس بأن تطفأ.
يتملكني خوف غامض على قنديلي في هذا الشتاء القارس، فأدعو الله بأن يلطف بي، وبه، وبها.

فجر بارد كان فجر يومي. شعرت ببرودة طقس اليوم فلم أحتمل البقاء طويلا هناك على شرفتي. انسحبت خائبا أبحث عن محطاتي التلفزيونية التي اعتدت مشاهدتها.

حديث عن مبادرات شبابية تستحق التشجيع. وأخبار وتقارير عن أنشطة ثقافية تسويقية سياحية.

لفت اهتمامي لقاء حول (الفساد) في التلفزيون الأردني، الفساد أنواع، وأشكال، ومهارات، ذو أجنحة وألوان، فساد مالي، وسياسي، وإداري، وفساد قيم وواجبات، وانتماء.
الفساد علم إذا! له مواصفاته، ومفاهيمه. وله رجاله والمستفيدون منه ...

هل الحياة الدنيا كذبة كبيرة؟ أم غيمة صيفية عابرة؟ أم فقاعة صابون؟

حضرت أسئلة الحياة وأنا أستمع لحديث الوصية الذي أوصته إحدى معلمات المدرسة النظامية لشقيقتها (عبير) زميلة (أم إياس)، " ديري بالك على الأولاد والبنات...."
الكلمة، في شحناتها العاطفية وثوبها الإنساني، تغوص في ثنايا إحساسي فتنعكس دمعا مكبوتا، وقشعريرة تسري في العروق وعلى الجلد.

فقاعة صابون هي الحياة، تكبر وتكبر ثم تتلاشى.

هل ما زال هناك مبرر لأن نتعادى بعد هذا كله؟ متى نتعظ؟!

ديري بالك على الأولاد والبنات...، وأسلمت الروح. تركت أطفالها، وطالباتها في المدرسة النظامية، وانتقلت إلى العالم الآخر...

قرأت ديوان (نوافذ) للشاعر (رفعت يحيى زيتون). بحثت عن فرح في النوافذ فواجهني الحزن، والوداع، والبكاء، والشكوى.

دعوة للأمل والتفاؤل بين الأسطر حملتها بعض النوافذ، لكنها ضاعت في البكاء الحزين على النهاية السريعة للإنسان.

هي صدفة غير مرتبة تلك التي قادتني للقراءة الحزينة وهي تبوح بمكنون الصدر لدى الشاعر ذي الإحساس المرهف والتوجه الإنساني الداعي للرضى والقناعة والإيمان والتفاؤل... فاكتملت معادلتي بحديث منقول عن الفراق الحزين.

النسيان نعمة. لو كانت الأحزان تدوم لما عاش الإنسان. لكن الحزن يعطي درسه وينير الأبصار لذوي البصائر، الحياة فانية فلا تتعادوا فيها، ولا تتصارعوا على غبار الجناح.

هل يدري (فتوّات) الحي فينا هذا المعنى؟! العنف يسود ويعلو لغة العقل فلا تجد لها مكانا.
... ليت قومي يعلمون.

قناديل القدس هل تطفأ؟ من يسمح بإطفائها؟ كيف لنا أن نحافظ على توهجها الدائم؟
كل يحمل قنديله في صدره...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى