السبت ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧
بقلم نزار صميدة

قَصِيدَةٌ خَاصَّةٌ جِدًا

عذلتْني قصيدتي
و قالت إنّيَ عاجزٌ فوق الفراش
إنّي هيكلُ مركبٍ ينخره السّوس
و فرّت منه الرّيح و البحارْ
روحٌ تبحث عن جسدٍ
عن اسمٍ، عن وطنٍ، عن مدارْ
ظلّ فارق ظلّهُ
زيتونة هجرتها أوراقها
و ظلّت طريقَها الشّمس و الأنهار
حضارة في الأرض ضربت جذورها
مرّ عليها الرّوم و التّاتار
 
قولي ما شئتِ أيّتها القصيدة
و اطعني في الظهر في القلبِ
و انشري السّبق مع آخر الأخبار
ما عاد يهمّني إن سكن سِكّينكِ الوريدَ
أمْ خنجر الغربة، أم سيف الأقدار
أنا جثّة لا تتنفّس
اقتُلِع من عرض البحار سمك،ٌ
لا يأبَه إنْ كان حديدًا شبك الصيّاد
أمْ ناعما صنّار جارحا،
أنا مُنهكٌ منذ البداية يا صغيرتي
و أجهَض الشّغفَ و الأنفاسَ أرقُ المشوار
غيمة حُبلى كنتُ يومًا
بالحبّ، بالخِصب بالأمطار
بعثَرَ عناصري شتّتني
جُمّ الرّعد و هول الإعصار
فكرةٌ مبهمة في أوّل الصّفحة
قيّدني الحرف
و أعدمني التّكرار
ذاتٌ خانت ذاتها
شمسٌ أحرقت نفسها
و دفاترها و ذكرياتها
و لم يبق لها إلاّ الانتحار
سأكتفي بالصّمت هذه اللّيلة
كنُصبٍ للموت
كهرم أعياه التّذكار
لا تنفعلي إن لم أكتبْكِ
و صلّي أن يحمل الغدُ البعيدُ لي
بعض الإلهامِ
و شيئاً من نزق الثّوّار

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى