الثلاثاء ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٦
بقلم وفاء شهاب الدين

كتاب «السراب»

صدرت مؤخرا عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الطبعةىالثانية لكتاب "السراب" لمؤلفه جمال سند السويدي المدير العام للمركز وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات العربية المتحدة.، الوكيل الحصري في مصر وليبيا مجموعة النيل العربية وتنبني الأطروحة المركزية للكتاب حول فكرة السراب السياسي، الذي يترتب على الوهم الذي تسوقه الجماعات الدينية السياسية للعديد من شعوب العالمين العربي والإسلامي، في حين تستغل هذه الجماعات الإسلام لمصالح سياسية أو شخصية، وتصر على خلط الأوراق وتحميل مسؤولية التخلف والتراجع الثقافي والحضاريةللعالمين العربي والإسلامي، وتحتكر تفسير الدين، وتروّج، لمفاهيم غيرواقعية، مثل الخلافة والبيعة، ويذهب العديد منها إلى تكفير مخالفي الرأي وقتلهم، مخالفا بذلك أسس ومبادئ رئيسية تم ترسيخها بالدين الإسلامي الكتاب الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب جاء كأنّه تعبير عن رؤية ذاتية تنطلق من أنّ الصراع الذي يخوضه عدد من الدول في العالمين العربي والإسلامي، ضدّ الفكر المتطرف وجماعاته وتنظيماته، ليس محصوراً في نطاق أمني عسكري، بل هو حرب ممتدة وذات طابع فكري في الأساس. يُناقش «السراب» إذاً ظاهرة الجماعات الدينية السياسية، من زوايا متعددة: فكرية وسياسية وعقائدية وثقافية واجتماعية. ويركّز أيضاً على الفكر الديني السياسي في شتى تجلياته وجماعاته، عاكساً الفروق والتباينات الفكرية والتنظيمية بين هذه الجماعات. ويرصد الكتاب هذه الظاهرة تاريخياً، متتبعاً إيّاها وصولاً
إلى ذروة صعودها السياسي في بداية القرن الحادي والعشرين.

حرص الكاتب من خلال فصول الكتاب على إظهار آرائه وقناعاته بأنّ الجماعات السياسية/ الدينية ليست هي الوجه الآخر للإسلام الحنيف، ولا تعبّر عنه، ومن ثمّ فإنّ الاستسلام لمزاعم هذه الجماعات يُمثّل إساءة بالغة للدين وقيمه الوسطية السمحة. وهذا الفكر نحتاج الى الإضاءة عليه في مثل هذه الظروف التي يعيشها عالمنا العربي اليوم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى