الاثنين ٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
من الشعر الكوردي الحديث
بقلم مكرم رشيد الطالباني

كراسٍ فارغة

كراسٍ فارغة
تنتظرُ من يجلسُ عليها لهنيهة
أو يستريحَ للحظاتٍ
طرقٌ معبدةٌ
عند أطرافِ القرية
لم يسلكها إنسان
سماءٌ صافيةٌ
تنتظر قدوم غيومِ خريفٍ متأخرٍ
جدولٌ رفيعٌ
يشتكى قلةَ تردّد العصافير
على مياهه الرقراقة
عيونٌ جاحظةٌ
تندهشُ من هولِ الصدمة
ينابيعٌ تعبى
تسترقُ السمعَ لحكاياتِ فتياتِ القرية
وهنّ يسردن مغامراتهن
في زمن الطفولة
شبابيكٌ ملونةٌ
تزدان بظلالِ أشجار السرو
مفتوحة على مصاريعها
في وجه رياح الأحبة
أبواب مواربة قليلاً
في إنتظار مرور عشاق
ما زالوا خارجاً
دموعٌ منهمرة ٌ
راسمةً رسالةَ وداعٍ
على وجناتٍ وخدودٍ
لم تمسها شفاه القُبل
شفاهٌ يابسةٌ عطشى
على قارعةِ طريقِ الوعد
ترنو نحو ينبوع العشق
لترتوي من عسلِ الوجد
أمنياتٌ عجلى
تسير وسط شارعِ الرغبةِ
للإلتحاق بمترو البشرى
أسرابٌ من زرازير الوجد
تملأ أفق الإنتظار
لترفرف في سماء اللقاء
أغانٍ لم تكتب بعدُ
تبحثُ عن ملحنٍ
أضاعَ معطفهُ الصوفي
في مترو أنفاق
قصائدٌ متشردةٌ
تطاردها شرطة النقد
لتزج بها في سجن النسيان
ألحانٌ قديمة
تقبعُ فوقَ رفوفِ ازمنةٍ
يعلوها غبارُ الهجران
كلماتٌ من دون حروفٍ
تستلقي بين صفحاتِ قاموسٍ
بلا عنوان
حقولٌ متراميةٌ
من رغبات آنيةٍ
تسورها أسيجةٌ
من تقاليدٍ باليةٍ
قبلٌ عطشى
تتهالكُ في أزقةٍ
تسلكها عاشقاتٌ هائماتٌ
يبحثن عن جسدِ قمرٍ
ورِثَ الأغنيات
أسرابُ حمامٍ
تحوم في سماءٍ
تلبدها غيومُ حزنِ
رحيلِ نجمةَ المساءِ
لهيبٌ من نيرانِ الفراق
تحذر من قدومِ شتاء النسيان
في موسمٍ
تهاجر فيه طيورُ الحلمِ
إلى غاباتِ أملٍ
تسقيها أنهار الزمان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى