الاثنين ٢٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٢
بقلم إنتصار عابد بكري

كنت أريد أن أكتب دستورًا

كنت أريد أن أكتب دستورًا
يمنع السفر إلى دُبي أو جزر هاواي
أن أفتح أمامهم فقط الحدود إلي المخيمات ومواطن المشردين …
وأن أمنع دجاجات الحي من القرقرة تحت نافذة الجياع…
كنت أريد أن أكتب دستورًا
يُلغي الجوارب من الأقدام
وأن يصبح الحفي قانونًا…
سأكتب أركان الدفء على أبواب الخيبات
فلا شيء يدفئ قلب صغير
سوى عناق،
جواربه من حفي الطريق
وقبعته طبقة ثلج ….
كل أشيائه مبتلة
حلمه
والورقة البيضاء
والقلم المتجمد
والدمية المصنوعة من بقايا قماش.
فقط بقيت مظلته تحميه من دفء الشمس
والخيبات تلو الخيمات …
لم أعلم كيف سجدت الشمس في جمجمة الغيمة،
لكنّي أعرف جيدا كيف سدلت وجدلّت خيوطًا من ماءٍ وظل.
ورقصت البطاريق
والدببة المشتاقة
لخلية عسل وضجيج حبة الكستناء .
يقفز وحبات المطر
تتراشق من بقع ماء ،
فيبتل حتى الوجه
وقدميه تغوص في الوحل تارة
وتارة يصنع خريطة وطنه على سقف الثلج قبل أن يذوب .
لا تزال قلوب العصافير تتجمد
وقلوب الحمقى تتصلب
وتصدقون بأني شبه سعيد
 انتظر يا طفل الخيبات
يا طفل الخيمات،
سنقفز سوية
ونكتب سوية دستور الحياة……


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى