السبت ٢١ آذار (مارس) ٢٠٢٠
بقلم د. عبد العزيز زم

كيف تتلاشى الجبال

طفلاً صغيراً
يتراقصُ شعري الأشقر على سرعةِ الدرّاجةِ الناريّة
وعلى وقعِ قصيدةٍ تدورُ في رأسي
ولا أجيدُ كتابتها.
أستندُ إلى جبلٍ أعبَلٍ خلفي
تنحدرُ على مسامعي أغنية
"عزيز يا عزيز
والحبّ شو لذيذ
تركنا الطبقة ... وسافرنا ع باريس"
كان سؤالي الوجوديّ حينها:
كيف سأزهرُ على هذا الجبل؟
أصبح عندي الآن سؤال واحد:
كيف تتلاشى الجبا !!؟؟
...................
لمّا رأيتـُـكَ بازِغاً في كلِّ كلّي
كالياسمينِ تظلّـلُ دربَ أحلامي
قلتُ هذا ربّي ... هذا أعظمُ ما رأيت
لولا أن هديـتَـني
..................
لأنّني لا أحتملُ فكرةَ رحيلكَ عنّي
أو رحيلي عنك،
قرأتُ عن الخلودِ كثيراً
كونديرا أعطاني الأمل
لكنَّ جلجامش أصابني بالإحباط
.................
أعرفُ أنّ الموتَ ولادةٌ أخرى
لم أشهدْ ولادتَكَ الأولى لأفرح
ولمّا أصحُ من هولِ الأخرى لأحزن
................
لماذا لا تسعفني الدموع
على رحيلكَ؟
ربّما هذه تجربتي الأولى
مع بكاءِ الروح
ربّما غيّرتَ إيقاعَ الحزنِ في مرثيتي
غيّرتَ من شكلِ الغيابْ
لم يبقَ في الدّنيا حضورٌ كاملٌ
أأنا على دربِ الذهابِ أمِ الإيابْ
هذا ممرٌّ معتمٌ من فقدِ نوركَ
هل نلتقي في آخر السِّردابْ
..................
إنهض قليلاً
هناك شيءٌ لم تعلّمْنيهِ بعدُ
ماذا سأفعل حين ترحل؟
إنهض كي تجيبَ عن السؤالِ الجوهريّ
ماذا بعد؟
ماهوَ الزمنُ؟
ما الموتُ؟
و كيف تتلاشى الجبال؟
...................


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى