الجمعة ٢٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم سامية مصطفى عياش

لا أعرف

منذ بدء العدوان على غزة وأنا لا أعرف!

أشك الآن أني أعرف شيئا على وجه التحديد، فقد فقدت الكلام وبدوت بلا صوت، الهواء يخرج ويدخل دون أن يحرك أحبالي الصوتية! ما يخيفني أكثر أني بلا شكل في المرآة أيضا! إضافة إلى الروح التي تغادرني لتسافر في مكان ما على وجه هذه المعمورة الصغيرة حد الاختناق، لتعود منكسرة في آخر الليل..!

صحيح، هل تبدو المعمورة كبيرة - مثلا- عند آخرين؟

أسخر من التفكير في ذلك، فهي صغيرة جدا والدليل أنها تضيق على أهل غزة.

هل هذا يعني أني بدأت أعرف؟!!

الإجابة تجلب الحزن.

هو ذاته يميد فجأة في غزة، لا لا، عذرا.. أخطأت، فالحزن كان هناك منذ القدم، لكنه يتشكل كل مرة بطريقة مختلفة، لكن السؤال: هل تبدو الطريقة مهمة؟ هو سؤال ليس إلا على سبيل اللغو.

كثيرون يهاجرون للمرة الثانية أو الثالثة، منذ ال48 والهجرة تتسع كبقع من النفط الأسود على بحر من التاريخ الذي لم يعد له وجه واحد واضح.

"إسرائيل" التي تدخل عدوانا جبانا يشبه فكرة حصول كلب على بقايا عظمة من فم قطة صغيرة، ويتجاوز ذلك ليس بسرقة بقايا العظمة - الكنز- بل وبالحصول على القطة ذاتها كـ رهينة كونها تهدد مصدر الرزق في المنطقة بأسرها!

ثم ما تلبث أن تبتلعها مبررة ذلك لنفسها قبل أولئك الذين لن يسألوا عنها: هي لم تسمع الكلام من الأول، لو كانت فعلت ذلك لكانت الآن ضيفتي على عشاء فاخر!!

فما الذي تريده إسرائيل بعد ذلك؟

وهل تبدو حماس كائنا ذو مرض معدٍ حتى يتفرق من حولها خائفين من بثرات ذاك المرض الذي يتوهمون وجوده بكثرة على الوجه؟

وكيف ستجتث إسرائيل حماس وهي بين جنبات جسد يسمى غزة؟

وما الذي يمكن أن تفعله "إسرائيل" أكثر إن هي أدركت – هذا على فرض أنها لا تدرك فعلا- أن غزة –أغلبها- يحمل فكرة المقاومة، سواء كان من حماس أم لا،

لكن السؤال الذي على إسرائيل الإجابة عليه حقا: هل حاربها الطفل الرضيع أو الجنين في بطن أمه يوما كي يستحق كل ما استحق..؟؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى