الخميس ٧ شباط (فبراير) ٢٠١٩
بقلم حنين استيتية

لعبة الحياة

لطالما تأملت لعبة الشطرنج، فهي تثير في نفسي الكثير من المقارنات، هذه الرقعة البسيطة التي تقف عليها رموز رخامية لطيفة وظيفتها حماية الملك، فهي مسرح تدور أحداثه كلها حول الملك، كما هي حياتنا، ماذا لو كان الملك هو (أنت)!!؟؟.
ستجد من حولك، منهم (الجندي) الذي لم ولن يقدم لك سوى خطوة واحدة مهما حاولت واستثمرت فيه، لا عجب أنهم كثر!!!.. ثم تضيق الدائرة من حولك شيئا فشيئا لتصل إلى قمتها (الوزير)، صلاحياته تتسع لتشمل التحرك بجميع الاتجاهات من أجلك، وهو وحيد لا مثيل له (كوالديك)، لا يقبل البدائل ولا النظائر، وغير قابل للتعويض، حبه لا مشروط، يقدم لك الرعاية بأقصى طاقته، سيلازمك دوما، وهناك حصانك الذي يهب لمساعدتك، حتى أنه مستعد لتجاوز الآخرين لأجلك، ثم تأتي القلعة والفيل اللذان يحيطانك بمحبتهم المشروطة -بعدم تجاوز الآخرين- لا تفكر كثيرا، فليسوا كحصانك في تركيبتهم وأدائهم.
جميعهم بلا استثناء لهم دوما بدائل عدا وزيرك الأمين.
قد تفاجأ عند دوران الأحداث بمن يتقدم من بين الصفوف ليضع نفسه أمامك متلقيا الضربة عنك، كان يرقب خصومك عن كثب دون علمك، أصبح الوقت ترفا لم تعد تملكه لتشكره، فدوره انتهى من حياتك واصبح خارج أسوار اللعبة.
أحيانا تتحول حياتك بسبب هؤلاء إلى مسرح دموي، عندما يخونك حصانك ليقف متفرجا عند اقتراب جندي صغير منك ليشبع لديه رغبة دفينة في أن تحصل على لقب (كش ملك)، وقد تكون قلعتك حمقاء غبية فتحصل على نفس اللقب بسببها دون سوء نوايا من طرفها.
وأحيانا تطول اللعبة وتطول لتبدو صراعا لا نهائيا فيما لا زلت تستثمر جاهدا فيمن حولك.
لا تتعجب ان اكتشفت ان لديك حصانا خائنا، فهناك حصان آخر يفديك بروحه، فجميع من في مسرح حياتك سيؤدي دوره بإتقان.
استثمر في قلعتك وحصانك وحتى في جنودك، وكن على يقين انك لن تعلم النوايا الا عند النهايات مهما طال مسرح اللعبة، وقد تدفع من نفسك ثمنا غاليا لقاء كل ذلك، لكن تأكد أنه.....كلما انتهت لعبة.........
ستبدأ بعدها جولة لعبة جديدة.

حنين استيتية


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى