الاثنين ٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم لين الوعري

لــيلـتان

(1)
 
دعوني أمرّ فلي حلمٌ مهاجر ينتظر
كي نخبزَ للغربة خبزها
ونحظى بفتاتِ ما حجزته المعابر!
حقيبةُ رحيلٍ يتيمة تسافر بلا هودجٍ
ولا أفواهَ تهزج الفرحَ تُقلّها
..رحيلٌ إلى غربةٍ لم تنادنا يومًا مصادفة
..رحيلٌ يخلّفُ غربةً أعتى في قلبِ
شموعٍ لم تراقصها الغبطةُ على نغمات (يا إم العريس)
وحنّاء تاقت لهرج ليلتها
ولا صورةٌ لثوبٍ أبيض تهدهدُ لوعة أمٍّ مؤرّقة.
 
(2)
 
دعوا أسرابَ القطا تمرّ
ففي البحر وحشٌ يصادر خياشيم السمك
ويجعل أيامنا أكثر ملوحةً
لم تعد السماء وحدها منفذًا لرحيل الأجنحة
هنا تصنعُ الأرضُ قوانينَ الحدود
لتنكأ عين سجّانٍ (يشْبَحُ) أحلامها.
لسيرة الخبزِ كتابٌ مختلف
فمن رحم الأرض يأتي سنبلاً
ومن رحم الأرض .. ينمو طحينًا
وفي رحم الأرض مدرسةٌ تعلم القطا درسَ البندقية
أرضنا حبلى بكل احتمالات السفر!
 
(3)
 
دعوا فيضَ جراحنا يمرّ على محفّة
فلمآقينا نورٌ جائعٌ للدواء
وعلّتنا في مشافٍ
لوجبةِ رضىً تقايض أبصارنا
بقِدْرٍ فارغٍ
من وكر الغول!
 
ليلةُ الداخلين.. عبرَ حدود الحلم ..!
دعونا نمرّ فلنا مدينةٌ في العناية المركزة ..!
تهذي اشتياقًا بأسمائنا
وتهذي أرواحُنا بأسماء شوارعها.
 
******
معلّـقين على قيد أملٍ من جوازات السفر
كلما انسلت شمسٌ، نسلت خيطًا
من سترات ذاتنا المكانية
أرواحنا غدت أكثر شحوبًا
الوسادات تغدق تعاطفها على
غول وحشتنا-
 
******
..وضّبت نفسها سريعًا
كلّ حقائب الخيارات متاحة
لكن غربةً من نوعٍ ما توزعُ مجانًا
مع أي قرار
 
******
في المنفى..
لا نوافذ مشرعة أمام شطحات الجنون
الحب والذكريات أصصٌ للزينة الداخلية
الذكريات..
تذوي على حلم الشمس
والحبّ..
هذيان البحث عن رحابة الجدران .
 
******
قلقٌ يذرعُ غرفَ الروح
ممّ؟
مرّي على ذاكرتنا
كي ندرك أننا ما زلنا أحياء
أيتها الأحلاااام الهااااربة!!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى