الثلاثاء ٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم عزيز العرباوي

لك الله يا غزة، لك أهلك الصامدون

كنت أتمنى من كل من فيه ذرة غيرة على غزة وعلى أهل غزة وعلى مقدسات غزة وعلى فلسطين كلها أن لا يتوجه بالنداء إلى حكامنا العرب الذين تبين بالملموس منذ زمان أنهم غير مبالين بفلسطين وأهلها وبالقدس وبمقسداتها العظيمة، وكنت أتمنى أيضا منهم أن يتجاهلوهم لأنهم لن يغيروا من الأمر شيئا ولن يقدروا على زحزحة الموقف الصهيوني والأمريكي والغربي من حماس والمقاومة في فلسطين وفي غزة بالتحديد لأن المقاومة هناك تعتبر حليفة لحماس وتقودها حماس ونحن نعلم أن أنظمتنا العربية عندها موقف من هذا الفصيل المقاوم والسياسي في آن. فلماذا هذا الجهد الذي لن يفيد في شيء ولن ينقذ أهل غزة من همجية الصهاينة المجرمين الذين يذبحون ويقتلون الأطفال والنساء بدم بارد ويهدمون المساجد والمقدسات وكأنها مجرد مواخير في ملكوت الله؟.

العيب كل العيب في هؤلاء عندما يطالبون حكاما أقصى ما يمكنهم فعله هو التنديد الذي شبعنا منه ولم يعد يحرك أي أحد أو يقنع أحدا. ولذلك فيصعب علي تفهم هذا النداء الذي بات من الهراء إن لم نقل أصبح من مخلفات الماضي. والدليل على هذا الكلام هو شهادة واحد من هؤلاء الحكام وهو العقيد القذافي الذي صرح أن الحكام العرب وجامعتهم المريضة بالخرس والبطء والفقر الفكري والعقلي وعدم الإحساس بالأخوة لن يستطيعوا شيئا ولن يقدموا أو يؤخروا شيئا لأنهم مساكين وفقراء إلى الغرب وأمريكا وإسرائيل وغير قادرين على زحزحة كأس فارغ أمام أنظار هذه القوى العالمية التي تخيفهم بطائراتها الحربية وبأموالها المتدفقة وبحمايتها السياسية لأنظمتهم الفاقدة لأي شرعية ممكنة.

ومن هنا نقول أن أهل غزة ما لهم اليوم سوى أنفسهم ومقاومتهم ودماءهم الزكية التي انتصرت على فصيلة دم جميع العرب من المحيط إلى الخليج والذين لا يستطيعون تقديم ولو جزء يسير منها في سبيل قضاياهم وقضايا أمتهم المكلومة. لأهل غزة إرادتهم القوية في مقاومة الهمجية والصهيونية التي تعيث في الأرض فسادا وفي الطبيعة جرما لا يضاهيه أي جرم في التاريخ. لأهل غزة إرادتهم العظيمة في كسر الحصار والتجويع والقتل والتدمير الممنهج والذي يغطي عليه النظام العربي الرسمي دون خجل. لأهل غزة الوفاء للمقاومة والحياة الشريفة والكريمة وما دونها مجرد غرق في ملذاتها التي يتبعها الخنوع والاستعباد والاسترقاق كما يحصل لأنظمتنا الرسمية التي استحلت الخنوع والرق والعبودية للغرب وأمريكا وما يدور في فلكهم.

يحز في النفس أن نرى شعوبا عربية تتظاهر ولا تستطيع غير ذلك لأنها عاجزة على تغيير قدرها الذي رسمه لها نظامها الرسمي الخانع، ويحز في النفس أن نتعايش مع بعض الحثالات التي تنتقد المقاومة وتمجد فعل الصهاينة من قتل وتدمير وهمجية في حق أهلهم وإخوانهم المسلمين في فلسطين. يحز في النفس أيضا أن نسمع بعض الخزعبلات والتصريحات على لسان بعض الساسة والمثقفين الذين يحملون مسؤولية الهمجية الصهيونية في غزة إلى حماس وكأن حماس هي التي تقصف غزة وتملك الطائرات والدبابات والزوارق وتمارس القتل وتذبح الأطفال والنساء والحيوانات والشيوخ وكل من يدب على الأرض في غزة.... وما أملك في هذا الأمر إلا أن أقول لهم استحيوا من أقوالكم واصمتوا على الأقل إن لم تجدوا ما تساندون به أهلكم في غزة وفلسطين فعلى الأقل ساعدوهم بالصمت و....

صعب أن يتحمل أي إنسان مثل هذه الهمجية الصهيونية ويسكت عنها حتى ولو بالكلمة الصادقة التي تخرج من أعماق القلب وتحمل في طياتها حبا لأهلنا في غزة وتبكي على عجزنا المطلق – وأقول المطلق بكل أريحية – عن مساعدتهم بأكثر من ذلك....

لك الله يا غزة أولا، ثم أهلك الشرفاء المقاومون العظام، ثم ثالثا دماؤك الزكية التي أريقت من أجلك لحمايتك من دنس الصهاينة المجرمين.....


مشاركة منتدى

  • وأسفا على أمة محمد جميعاً العربية الإسلامية
    بكل أسف على امتنا المسلمة وبكل أسى وحزن
    وألم ما جرى ويجري على إخواننا المسلمين
    في فلسطين وفي قطاع غزة على الخصوص
    من عدوان وقتل للأطفال والنساء والشيوخ
    وانتهاك للحرمات وتدمير للمنازل والمنشآت
    وترويع للآمنين ، ولا شك أن ذلك إجرام
    وظلم في حق الشعب الفلسطيني.
    حدث الأليم يوجب على المسلمين
    الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين
    والتعاون معهم ونصرتهم ومساعدتهم
    والاجتهاد في رفع الظلم عنهم
    قال الله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
    الحجرات /10 ،
    وقال عز وجل : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
    بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)
    التوبة /71 ،
    وقال النبي صل الله عليه وسلم :
    (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ
    بَعْضًا وشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ) متفق عليه،
    وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام :
    (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ
    وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ
    عُضْوٌ تَدَاعَىلَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بالْحُمَّى و السَّهَرِ)
    (متفق عليه)
    وقال عليه الصلاة والسلام:
    (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ
    وَلَا يُسْلِمُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ)
    رواه مسلم.
    والنصرة شاملة لأمور عديدة حسب
    الاستطاعة ومراعاة الأحوال سواء كانت
    مادية أو معنوية ،
    وسواء كانت من عموم المسلمين بالمال
    والغذاء والدواء والكساء وغيرها،
    أو من جهة الدول العربية والإسلامية
    بتسهيل وصول المساعدات لهم
    وصدق المواقف تجاههم
    ونصرة قضاياهم في المحافل والجمعيات
    والمؤتمرات الدولية والشعبية ،
    قال سبحانه وتعالى :
    (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) المائدة /2 .
    ومن ذلك أيضاً بذل النصيحة لهم ودلالتهم
    على ما فيه خيرهم وصلاحهم ،
    الحل الاقتصادي:
    لا شك أن الحصار الظالم المضروب على غزة
    قد أضرَّ كثيرًا بالشعب هناك، والناس
    في صبرهم يتفاوتون، والعدو الصهيوني
    ما رمى بضربه
    هذا إلا إلى تركيع المقاومة،
    مخططًا لانقلاب
    متوقع مِن الشعب على حكومته،
    بعد أنْ تعجِز أن توفر له لقمة العيش،
    وهذا ما لم يتحقق، وخاب توقعهم
    والحمد لله، الأمر الذي أفقد إسرائيل صبرها،
    وعجَّل لها باتخاذ قرار الدمار بعد الحِصار،
    الذي زعزع نوعًا ما أولويات الحركة،
    وهي ترى شعبًا يَئِنُّ تحت مطارق
    الجوع والظلام،لولا أن الله سلم.
    ومن أعظم ذلك أيضاً الدعاء لهم في
    جميع الأوقات برفع محنتهم
    وكشف شدتهم وصلاح أحوالهم
    وسداد أعمالهم وأقوالهم.
    ونحث إخواننا على فعل الأسباب
    لرفع العدوان
    على أرضهم مع الإخلاص في الأعمال
    لله تعالى وابتغاء مرضاته
    والاستعانة بالصبر والصلاة ومشاورة أهل.
    ولابد لعقلاء العالم والمجتمع الدولي بعامة
    للنظر في هذه الكارثة بعين العقل
    والإنصاف لإعطاء الشعب الفلسطيني
    حقوقه ،
    ورفع الظلم عنه حتى يعيش حياة كريمة،
    وفي الوقت نفسه نشكر كل من أسهم
    في نصرتهم ومساعدتهم من الدول والأفراد.
    نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا
    أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ،
    وأن يعز دينه ، ويعلي كلمته وأن ينصر أولياءه ،
    وأن يخذل أعداءه ، وأن يجعل
    كيدهم في نحورهم ،
    وأن يكفي المسلمين شرهم ،
    إنه ولي ذلك والقادر عليه.
    وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله
    وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى