الجمعة ١٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم نوري الوائلي

للحسين وفاء

عزف النفاق وعشعشت ظلماءُ
واحتل رايات الرسول وباءُ
ورث الخلافة كالملوك ببدعة
من عاش يلهو والذنوب كساءُ
وعلت منابره عمائم ردة
الدين فيها ملبسٌ وغطاءُ
من قال إني للضلال مبايع
حفظ الرقاب وماله نكباءُ
طلبوا الحسين مبايعا ولجورهم
وهْو ابْن بنت نبيهم ويُساءُ
قد خُيّر السبط التقيّ وسيفهم
يعلو الرقاب وكيدهم حرباءُ
إمّا يبايع كالذليل منافقا
أو أن يموت وجسمه أشلاءُ
لكنهُ أسد فآل ركوبها
خيل المنايا , والجزاءُ دماءُ
لله أعلن رافضا ومناديا
نفسي وأهلي للعزيز فداءُ
رفع الحسام من المدينة ناهضا
فتحا يبشّر والردى أرجاءُ
وخرجْتَ رغم اللائمين وثنيهم
فإذا الحشود أمامك الأعداءُ
وخرجتَ ترسم للحياة مبادئا
لا سيف يغمد والفساد بقاءُ
من بعد نصح لم تقصّر عاطيا
نفسا وأهلا , والعطاءُ سخاءُ
قدّمتَ نحرك والأسود لوقعة
أثرى لها السجادُ والحوراءُ
الرأس يقطع والرماح تجوبه
والجسم للخيل العتاة فناءُ
الرأس فوق رماحهم شمس لها
في العالمين توهجٌ وسناءُ
لا زال حتى اليوم رأسُك واهجا
فوق الرماح وفتحك الوضّاءُ
لو بايع السبط النفاق تقية
ما عاد يعلو للأذان نداءُ
ولنام جفن الظلم دون توعك
وعلا له في الخافقين بناءُ
ما كنت تاريخا يقال لعبرة
أو كنت فاجعة لها أعباءُ
بل كنت مدرسة وغيمة موسم
ونجوم هدْي ٍ للتقى أضواءُ
ما للخلافة , فالحسين خليفة
فهو الأمام وغيره أسماءُ
ماذا أقول ? أثورةٌ , بل نهضةٌ
للحق لا خفتتْ لها أصداءُ
ما متّ من سيف الطغاة وانّما
بالموت أنت الخالد المعطاءُ
من بعد قتلك لم يدم ظلم ولم
يُشهدْ له نهج عليه رداءُ
فلقد كشفت وجوههم وفعالهم
ونزعتها فاذا الوجوه خواء
علمتنا حب الجهاد فأنه
للقائمين تمائم وشفاءُ
علمتنا نحيا بقرآن السما
ء ونهتدي بالحق كيف يشاءُ
علمتنا أنَ الحياة مراكب
مر العصور يقودها الشهداءُ
ذكراك إحياء لنهج محمّد
ومنابرٌ للعالمين سقاءُ
ذكراك مدرسة الهدى ومجالسٌ
قد عُمّرت , يفتي بها العلماءُ
ياليتنا يوم الطفوف بكربلا
معكم , لفزنا والجنان جزاءُ
ما نبكي من بطر فأن مصابكم
أبكى الضمائر فاعتلى الداءُ
نبكي لقتلك والقلوب بحسرة ٍ
حزنا فأنّا للحسين وفاء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى