الخميس ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم عبد الله علي الأقزم

للصُّمودِ أجنحة ٌ لا تموت

هيهاتَ ينطفئُ العراقُ و نبضُهُ
بدروبِ أربابِ الجَمَال ِ يُرتـَّلُ
 
هيهاتَ يُمحَى مِنْ خرائطِ عاشق ٍ
و العاشقونَ نميرُهُ المتسلسلُ
 
و العارفون أمامَ كلِّ حضارةٍ
بظلال ِ ألوان ِ العراق ِ تشكَّلوا
 
مِنْ روح ِ كلِّ قداسةٍ أبديَّةٍ
نهضوا ينابيعاً و فاضوا هلَّـلوا
 
و همُ إ ذا ذكِرَ العراقُ فكلُّهمْ
سَفرٌ و في قصص ِ الخلودِ تنقـَّلوا
 
و همُ هنا شرفُ العراق ِ و عزُّهُ
و تراثـُهُ و فضاؤهُ المتأمِّلُ
 
و همُ على عتباتِ آل محمَّدٍ
شهْدٌ و صانعُهُ الألذ ُّ الأجملُ
 
صاغوا العراقَ روائعاً و يصيغهمْ
في كلِّ لؤلؤةٍ جمالٌ مذهلُ
 
ساءلتُ عنْ أسرارِهمْ و صفاتِهم
فوجدتـُهمْ بشذا العراق ِ تغلغلوا
 
مِنْ نهرِ دجلةَ و الفراتِ جميعُهمْ
و مِنَ الروائِع ِ كلُّهمْ قدْ أقبلوا
 
و همُ بمرآةِ العراق ِ نماذجٌ
سطعتْ و جوهرُها المضيءُ تعقـُّلُ
 
همُ و العراقُ توحُّدٌ لا ينتهي
و على اشتغال ِ القلبِ ينبضُ يعملُ
 
عِشْ يا عراقُ تلاوةً قدسيَّةً
فلنا بظلِّكَ في القراءةِ مشعلُ
 
عشْ نهضةً أبديَّةً لمْ تنكسرْ
و صداكَ في تحريكها مسترسلُ
 
هيهاتَ تخرجُ عنْ أساطيرِ النـَّدى
و لديكَ في روح ِ الملاحم ِ مدخلُ
 
و لديكَ تنتعشُ السَّماءُ تفكُّراً
فلئنَّ أرضَكَ فكرُها لا يُقفلُ
 
حطَّمتَ كلَّ الحاقدينَ بنظرةٍ
و همُ بسطر ٍ مِنْ خطاكَ تزلزلوا
 
ما أنتَ إلا صرخة ٌ علويَّةٌ
و حسامُكَ البتـَّارُ فيهمْ يفعلُ
 
ستظلُّ في صورِ التجلِّي نقطةً
و العارفونَ على سطورِكَ أكملوا
 
ستظلُّ بسملةَ الزمان ِ نعيشُها
وطناً و كلُّ حروفِ ذكرِكَ منهلُ
 
ستظلُّ في صدري و بين أضالعي
نهراً و عنكَ هيامُـهُ لا يرحلُ
 
ستظلُّ غيثاً لا تزولُ فعالُهُ
بألـذ حبٍّ في الخلائق ِ تنزلُ
 
قالوا سينهزمُ العراقُ و ظنـُّهمْ
سوسُ النخيل ِ و ضفدعٌ متسوِّلُ
 
خسروا فلنْ يَـفـنى ملاكٌ طاهرٌ
و المبدعونَ جناحُهُ المستبسلُ
 
كنْ يا عراقُ أمامَ كلِّ عداوةٍ
أسمى و ما لكَ في العداوةِ محفلُ
 
هيهاتَ مثلـُكَ أنْ يعيشَ مُمزقـاً
و فصولُهُ الإيمانُ لا يتبدَّلُ
 
هيهاتَ بوحُكَ لا يُخامرُ عاشقاً
و مسلسلُ الآتي بعشقِكَ أجملُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى