الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم سامي العامري

للمرأة، لرئة الحرية

وطني سؤالاتي التي لم ترقدِ
حتى يجيبكَ بعد حينٍ مولدي
مع زهرِ نيسانٍ وُلدتُ وموطني
زاهٍ تثنى بالمعاني الأغيدِِ
كم من رياضٍ للفنون وللحِجى
ما فارقت بالي وبال العسجدِ
قاموسُ أديانٍ ثراهُ، وشعبه
أقوامُ نصفِ الأرض، كم من مرقدِ!؟
واليومَ أضحى ورطةً وفضيحةً
أو صِفْهُ بالبلوى ولا تتردَّدِ
وكم احتملنا المقرِفين يقودهم
متأسلمٌ يسعى لقتل المُلحدِ
من راكعٍ في تكية أو هاتفٍ
في شارعٍ ومفجِّرٍ في مَعهدِ
وإذا اختلى في بيته فلجُبْنهِ
يُجري السياطَ على النساء ويعتدي
وهو الأحقُّ من النساء بمنزلٍ
يَستقبل الجدرانَ فيه كمُقْعَدِ
والحُبُّ بالإكراه أعدى خصلةٍ
في العالمِينَ فكيف يُجزى المعتدي ؟
الصبرُ أنت وفي التصابر حجةٌ
فهمُ العبيدُ ولستِ أنتِ... تأكّدي
تأتي نسائمُ منك عابثةً بنا
نشوى فنمخرُها كنهر زمرَّدِ
وكذا فِعال الرائعات مُواكِبٌ
فيهنُّ دفءُ العيش دَلَّ تبَغْدُدِ
لا طعمَ للأشياء والساعات لا
حتى تُدافَ بوقتهنَّ السرمدي
هنَّ البشارةُ ما تألق كونُنا
وحديثهنَّ جَنى الفمِ المتورِّدِ
قالوا : فسادٌ كلُّ ما يأتينه،
قلنا لهم : أنعمْ بهِ مِن مُفسِدِ
أنعمْ بمَن تعطي الصباحَ نبوغَهُ
فالوردُ جمرُ شعورها المتوقدِ
لا فرقَ، لحنٌ هلََّ في أيامنا
أم مِزنةٌ من نبضكِ المتغرِّدِ
أو كلمةٌ من وحي أمسكِ تنتهي
بالنور والرجع الحميم لتبتدي
حيرَّتِ طاغيةً بعشقك للثرى
ولَكَمْ شكوا من سفْرك المُتمجِّدِ
أنت المعلمةُ التي أجيالُها
ستبزُّ أفلاكاً سمتْ في سؤددِ
وتهذبين الذوقَ في النفس التي
سلختْ مشاعرَها غلاظةُ مُنْشِدِ
لكنَّ من ضلَّت بصائرُهم مضوا
لا يبصرون فضيلةً في المشهدِ
فالطائفيةُ آخرُ الصيحاتِ في
فنِِّ التقابُرِ بعد عيشٍ مُؤصَدِ
يتجمعون لخطبةٍ مكرورةٍ
كرَّ الزمانُ على صداها المُجهَدِ
وحرارةُ الإيمان لا في جمعهم
فالله يُعْبَد حيث كنتَ كمفردِ
لا بل يُكلَّمُ في انخطافٍ وحيُهُ
وإذا الكلامُ يتيهُ غيرَ مُحَدَّدِ
مُفتي ديارَهمُ ومالكََ أمرهم
حتى السعال غدا بفتوى فاحصدِ!
هي دولةٌ وعدوُّها طاحونةٌ
لا عقلَ يحكمُ كي تناشدَها : اصمدي
ومناهجُ التعليم أقدمُ لعنةٍ
فالدارسون محَجََّةٌ لتبلُّدِ
يتعلمون لأجل نَيلِ وظيفةٍ
لا لاكتنازٍ معارفٍ بتجرُّدِ
والطفلُ ليس بحضنِ أسرتهِ نما
لكنْ بحضنِ قُمامةٍ وتشرُّدِ
والغربُ هذا الكافرُ الملعونُ هل
سَكَرَ الإلهُ فصاغَهُ كالفرقدِ ؟
حاشا الإله وإنما هو كذبُنا
وهو المكابرةُ التي لم تنفدِ
لم يمنحوا للشرع دوراً إنما
إنسانهم عينُ الرهان الأوحدِ
علماً وآداباً، وحرياتُهم
جاءت تحاكي فطرةً من مُوجِدِ
لا عصرَ إلا صانعٌ دستورَهُ
لا شيءَ إلا صاح فيكَ : تَجَدَّدِ
ولتجمعِِ الأقوالَ من ماضٍ مضى
عن تقنياتٍ أسكنتهم في الغدِ
عن أحدثِ النظمِ المُعَدَّة للعُلا
وافتوا إذا كانت حلالاً نقتدِ!
مازال وعيكمُ كأضيق قِرْبةٍ
صُنعتْ وصوتُكمُ كأخشنِ مِبرَدِ
جَوعى لعلمٍ ناسنُا وليقظةٍ
كبرى تطيح بنكسة الزمن الردي
جَوعى لحرياتهم ممهورةً
بالكبرياء، وبالفضائل تهتدي
جوعى همُ للسلم وللعمران لا
للعيش في ظلمات ماضٍٍ أجردِ
جَوعى العيونِ إلى الجمال مُشعِشعاً
للفن، للأشعار، للّحنِ النديْ
لكنَّ ما تأتيه عَكْسُ رجائهم
قد جئتَهم جهلاً بما لم يُعْهَدِ
ضحِكوا طويلاً حيث حَقَّ بكاؤهم
لَمّا طبختَ الأكلَ تحتَ الموقدِ!
حيث اللحى المتقوساتُ أصالةًٌ
والبدلة الأغلى دليلُ تَعَدُّدِ!
أعدادُهم في البرلمان , شعارُها
تحيا الولائمُ... كيف أشرحُ سيدي ؟
يا موطنَ الخيراتِ أمسى جائعاً
وسعتْ خطاه بِلَوعة المستَنجدِ
نهبوك حتى كلِّ فردٍ منهمو
قِِطٌّ تضخَّمَ بطنُهُ كالمُنْجِدِ!
شعراؤهم حجزوا المناصبَ عنوةً
من فاشلين ومن حثالةِ مِربَدِ
وتقول لي : عارٌ فضائياتهم،
لا فُضَّ فوكِ , وعشتَ من مترصِّدِ
دعهم يكيلون التزندقَ لي غداً
حتى تبينَ لهم نظافةُ مَقصدي
كُونوا جميعاً أوفياءَ لعصركم
ذُوبوا به مَهما ارتدى وسيرتدي
ولأنت يا فرداً يوافقُ هذيَهم
من هلوساتِ الأبله المُتشدِّدِ
لا تخشَ فقداناً لحوُرٍ أو سواقٍ
من خمورٍ أو بريقِ زبرْجَدِ
أو دانياتٍ من قطوف لذةً
فأنا سأضمنها لكم ضمنَ اليدِ
أنا ضامنٌ لكم الكرامةَ إنها
نِعْمَ النجاة وجنةٌ لمُخلَّدِ

(*)
بدأتُ بكتابة هذه القصيدة قبل أيام من يوم المرأة العالمي ولم أنته منها إلا بعد انتهاء المناسبة بأيام! وفي هذا ربما فائدة وهي أني لأسباب مُعيَّنة لا أحب النشر في أيام المناسبات خاصة والقصيدة هنا متعددة المواضيع.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى