الأحد ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم نمر سعدي

لم أقلْ.. آهِ كلاّ

إلى أدونيس

جسدٌ ليسَ إلاَّ
حفنةٌ من ينابيعَ تبحثُ في جسدِ امرأة عن مصَّبْ
لغةٌ أزهرتْ ، نجمةٌ أشرقتْ في أقاصي دماءِ المُحِّبْ
لم أقُلْ... آهِ كلاَّ
ليتني كنتُ أكثرَ من رغبةٍ أو أقلاَّ
لبكاءِ الخزامِ المُجَفَّفِ مثلَ علاقتنا في خيوطِ السُحُبْ
على طللِ القلبِ لا......
لم أقُلْ... آهِ كلاَّ
 
كلمَّا انهمرَ الصبحُ فينا.. على الجرحِ.. طارَ شعاعاً.. وأصبحَ ليلا
 
كنتِ لي ما تُربِّي المسافةُ ما بيننا من رياحٍ سديميَّةٍ
تركَتْ في حقولِ يدينا هواءً ، غماماً ، ضياءً ، وظلاَّ
كنتِ لي ما أكونُ لنفسي غداً ، وهلالاً على القلبِ
أرخى جدائلَهُ وأطلاَّ
كائناً لا يسافرُ في الأبجديةِ إلاَّ بقلبي ، وعينيَّ إلاَّ......
 
كيفَ فردوسُنا صارَ محلا؟
آهِ يا قمراً مثلَ عنقودِ كرمٍ تدَّلى
 
ليتَ ما ظلَّ منكِ كعنفِ الحمامِ الحزينِ لكفيَّ ، لهفةِ عينيَّ... ظَلاَّ
لم أقُلْ..... آهِ كلاَّ
 
رمادُ المساءِ المُلوَّنِ حطَّ على منكبيِّ القصيدةِ ، عابثَ زهرةَ عبَّادها ، واستوى بينَ قلبي وهاويتينِ ، استوى بينَ عاطفةِ الماءِ والمُرتقى الأنثويِّ ، استوى بينَ تبرِ مُعلَّقتينِ وصوتِ تأبطَّ شرَّاً وسحراً.......
رمادُ المساءِ المُدوَّنِ في سفرِ تغريبتي بدموعِ القوافيَ والياسمينِ ، انتهى فيَّ...
صارَ رذاذاً يهبُّ على جسدي من جهاتِ رؤايَ ، حليبَ كلامٍ تحوَّلَ في قبضتي... صارَ ما صارَ لي....كوكباً للغموضِ ، فضاءً بلا آخِرٍ ، ومزاميرَ من غيرِ ما شاعرٍ ، صارَ أنشوطةً للحدائقِ في ليلتي ، من دماءِ القصائدِ مجدولةً ، صارَ زهراً يُغلِّفني بحزيرانَ ، بالأرجوانِ البريءِ.... وفُلاَّ
لم أقُلْ... آهِ كلاَّ
 
ما توَّحدَ فيَّ وعانقني عندَ رأدِ الضحى والعبارةِ ،كالإستعارة، أجهلُهُ ، وأسمِّيهِ :
لا شيءَ ، كالضوءِ. لكنَّني صرتُ في لحظةٍ طيِّعاً في يدِ الشمسِ ، مُسترسِلاً في الندى.. عدتُ طفلاً تزملُّني وردتي في الرجوعِ الأخيرِ من الغارِ أو من سمائيَ ،
تحملنُي في العبيرِ جديلةُ نهرٍ فينيقيَّةٍ
نحوَ عزلةِ أقمارِ مملكتي ، نحوَ غيمٍ يُكوِّنُ فيَّ شتاءَ الأحاسيسِ
يذهبُ حتى غوايةِ أمطارها ، وابتدائي على خصرِ أوفيليا شجراً يتجلَّى
لم أقُلْ بعدَ هذي القصيدةِ ما كانَ يسكنُ حُلْمي من الزمنِ المُرِّ
هذا عشائي الأخيرُ ، مجازي الأخيرُ ، فما كانَ يبحثُ في القلبِ عن مخرجٍ
للدموعِ وللدمِّ.. ولَّى
... ليتَ عينيكِ من كوكبٍ تبرقانِ على شغفِ الروحِ نصلا
لم أقُلْ.... آهِ كلاَّ
لم أقُلْ..... آهِ كلاَّ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى