
لن ننتظر العيد

هناك على أبواب طفولتي
كنت أرسمك
فرحا على شفاه الياسمين
أقلدك لآلئ القلب
حمرا
أطل من بوابة حلم أبيض
أحملك على أجنحتي
أحتفي بك
أشرب نخبك
في أخر صفحات ديسمبر
تعال هنا
إني انتظرتك عاما طويلا
لملمت أثار الجراح عن أروقة أوردتي
تعال نعلو نرقص
في بتلات الروح
على أنغام الريح
والمطر يتسلل في خطواتنا
ثم ماذا؟
شيء ما بيننا انكسر
انت تعلم أنك قريب
وأنا أدرك كم أنت بعيد
في سراديب الليل
خلف ستائر النسيان
في صناديق الذاكرة
كم عاما مضى منذ لقاءنا الأخير
كم من الضحايا ناموا
حزنا على أعتاب انتظارك
ها أنا اليوم على أعتابك
يتيمة القلب
عارية الخيال
ألملم رفاة أحلامي
أبعثرها على شفاه الوقت
دون صدى
تلسعني ألسنة الصمت
مازلت أراك
أيها العابر شرايين المسافة
بين بين
ها هنا أقف بعد الثلاثين
أجمع بقاياك في روحي
أشيد قصرا من جليد الغياب
وأنتفي
هناك في ذاك المدى المفتوح
على بعد مسافة منك
حيث الصبية الصغار
عراة القلوب
أيتام الفرح مثلي
يلعبون
على حبال صوتك
تتلعثم صرخاتهم في دواة سكونك
يجمعون حبات صمتك المبعثرة
يعمرون مقبرة
نعم لقد تبعثرت أشلاؤنا
أضاءت زينتك
لونت ثيابك
وها أنت تأتي
كما أنت
يسألونك
من أنت بلا ضحكاتنا
لا تملك إجابة
يشعلون جراحهم
علها تطفئ شهقة الموت
في أرواحهم
ويصرخون
ارحل اعبر حدود الصمت
وامض
ارم أفراحك في القصور الفاخرة
مثلنا لن ينتظر بالعيد
مثلنا ينتظر الآخرة