الأربعاء ٣١ تموز (يوليو) ٢٠١٩
بقلم محمد علّوش

لوحتان

(1)

ماسح أحذيةٍ ينكره الخلقُ
وتنكره الأيدي المرتجفة
يدان مشققتان
عيونٌ تنزف أوجاعاً ومواكب
ووجوه الغرباء
تترصد من يمسح أحذية الكد
ويحني قامته للخبز ودمع الطرقات
ولا ترصد من يسفك أرواحاً
تدنو قامته لحذاءٍ
ينزف كبراً ومناصب
كي يكسب فرحاً مفقوداً
في ساحة قهرٍ
يتسلق فيها الأشباه
وينتحلون مرايا وحكاياتٍ
وخيوطٍ تتشابك
من نسج خرافات البلهاء
ووجوهٌ تتعرى
تندلعُ الألسنُ أشبارا
تتكشفُ أنيابا
ويكون البهتان طريقاً أقصر للمشهد.

( 2 )

أذهب للموتِ مبتهجاً بالحياة
وأذهب للحياة مبتهجاً بالموت
فكلاهما
حافة للحزن
مراود للدماء .
تحاصرني أشواك الذكريات
طفولةٌ تغرقُ بالملح
نهدان عاريان يستحمان بأقمار النور
يدان مبتورتان
خطفتهما هاويةُ الغول
قدمٌ وحيدةٌ
وحيدةً تمشي تحت خيوط النزف.

هو الموتُ
شقيق الحياةِ
وهي الحياةُ
رضيعا قدرٍ مغلق
تعانقا
وتفارقا
وتوحدا
وتناقضا
في رحلة الشقاء
وفي طريق آلامي البعيدة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى