الثلاثاء ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٥
بقلم عبد الحسين المطر

ليلة السبت

أصوات انفجارات داخل رأسي .. انفجارات متتالية.. أمواج الماء .. تصعد إلى الأعلى .. تهوي على رأسي .. مرات ومرات .. هدوء .. أصوات النوارس الجائعة .. طيور الماء تهوى سريعا تنهش في البطون البيضاء للأسماك الطافية على ظهورها فوق سطح الماء . السماء والأشجار وصوره وجهي مقلوبة في عيون الأسماك الميتة .. تسحبها الشباك نحو الساحل(1) ..

اسحب رأسي من تحت الوسادة .. انظر لسقف الغرفة ..ها هم يبدأ ون بالظهور من جديد ، أيديهم تتحول إلى قوائم وسيقان ،آذانهم تتدلى نحو الأسفل ، جلودهم الصوفية مجزورة .. هاهم .. وا..حد.. أث....نان ..ثلا ...ثة أربعة خراف ، ومنذ الطفولة كان الخروف الخامس يُفترس من قبل قطيع الذئاب الذي كان يأتي وسط ثلج أحلام اليقظة . الذئاب والخراف تبدأ بالاختفاء .. لا يتبقى سوى خيوط وبقع دم حمراء تستحيل إلى ازرقاق عتمة بحر تترجرج أمواجه فتتحول إلى رمادي معتم ، مكدر النفس ، عندها تبدأ أشياء الغرفة الغاطسة في مياه بحيرة كدرة بتغيير نسبها إلى بعضها ..بعضها يكبر .. يقترب من العين .. الآخر يبتعد ، يصغر .. أنية الزهور فوق خزانه الكتب تتمدد حتى السقف .. الثلاجة البيضاء تبعد وتصغر تصبح بارتفاع السرير .

يبدأ جسمي بنز العرق البارد تحت الدثار .. ابعد الدثار عني . سعفات النخلة وأغصان شجرة الكالبتوس تتطاول وتقرع نافذة الغرفة .. لا افتح ، لكنها تمد أشباحها داخل الغرفة(2).. أعيد الدثار الذي يجثم الآن على صدري كجثة فقمة نافقة ..أنفاسي تختنق ، أحاول نسيانهم .. لا .. محاولة نسيانهم سوف تستدعيهم .. سيظهرون مرة أخرى ،امنع نفسي من التفكير بهم .. ليسوا موجودين .. ولم يكونوا يوما وعلى فرض وجودهم فلا علاقة ولا شأن لي معهم ، ماذا يريدون مني ؟ بأي شيء يفكرون ؟ ها هم يظهرون..أبدا بالارتجاف .. ما يخيفني أنهم لا يفكرون ، ليسوا لأنهم لا ستطيعون ذلك ..بل لأنهم مشغولون بأفكاري بما أُوحي لهم به .. إنهم يدعون إنني واحد منهم وللحظة بدأت بالاعتقاد بذلك .. و أكثر خيل ألي إنهم يسكنون داخلي ..أنهم وهم لا يظهر إلا حين لا استطيع النوم ليلا . ولكن الحقيقة أنهم اخذوا يظهرون في وضح النهار متنقلين في شوارع المدينة بأوجههم المثيرة للرعب والشفقة والشعور بالخزي وربما الشعور أعظم ينذر بقرب حدوث كارثة غامضة الأسباب(3) .

وما كان يثير حنقي أن الآخرين من معارفي و من عامة الناس لا يدركون وجودهم ..ربما يتظاهرون بعدم وجودهم ، وللحظة ظننت إن الآخرين أذكياء ، إذ أنهم نجحوا فيما فشلت فه فقد توصلوا إلى اعتبارهم غير موجودين للتخلص من لعنتهم ولكي يستطيعوا النوم ليلاً بسلام . ولكني اكتشفت أن الآخرين قد وقعوا أيضا في مصيدتهم ، فكل ما في الأمر أنهم كانوا مثلي لا يستطيعون أن يبوحوا لأي احد أنهم يرونهم ويسمعون صوت همسهم و همهمتهم الحزينة والمقيتة والتي تشبه أنينا مكبوتا يصدر بفعل يد ضخمة وضعت على فم وانف من يريد أن يتقئ شيئا ضخما يسد مجرى تنفسه .

والواقع أن ما يوحي لي بهذا الشعور المقر ف هو وجود تجويف كيسي ضخم يمتد بين أذقانهم وحناجرهم ، خلت أنهم يحتفظون داخله بمادة دهنية تساعدهم على قذف الكلمات المبهمة من اجو افهم إلى الخارج ، كانت كلماتهم مصحوبة باللعاب ، يبدو أن أصوات حروفها لا تنبع من مخارج الأصوات في الحنجرة أو في الفم بل أنها كانت تندفع من اجو افهم مباشرة أو تنزل من أنوفهم مصحوبة بكمية من البلغم الملوث بالدم . كنت أحاول جاهدا أن افهم ما يريدون قوله .. لعلهم كانوا يريدون بث شكوى معينة ، ولليالي طويلة سيطرت علي هذه الفكرة .. أنهم يريدون أن يتدخل احد ما ويغيرهم ..ثم بمرور الليالي .. انتابتني حالة من اليأس ، فلم يكن بإمكاني أن أغير أياً منهم . ربما أن جل ما يريدونه هو أن يكفروا عن ذنب اقترفوه .. إنهم يريدون أحدا ليساعدهم على تطهير أنفسهم.(4)

وما كان يوحي لي بهذه الفكرة هو حاجة أجسادهم إلى التنظيف من القاذورات والطفيليات التي اعتاشت على مص دمائهم مختفية في الوبر الكثيف الذي يغطي جلودهم الغليظة .. لقد كانوا يلعقون بالسنتهم كل ما تصل إليه من أجسادهم ، ولم يكن يدهشني أن ألسنتهم كانت تصل حتى باطن أقدامهم وتلتف حول رؤوسهم لتنظيف صيوان آذانهم . لقد كانوا في حالة استحالة وتغيير جسدي ونفسي مستمرين ولم اعد اعرف ما ستؤول أليه حالتهم في اليوم التالي.(5)

لكنهم هذه الليلة شكلوا حولي حلقة كبيرة .. أصوات قرع الطبول وأغاني الصيد الحزينة تمتزج مع أصوات مجاديف تلطم أمواج البحر ..قرع طبول شديد وسريع .. يرقصون بعنف ، كل أجزاء أجسامهم تتحرك بجنون .. الشخص الأخير في الحلقة يبدأ بافتراس الشخص الأول الذي بجانبه ، يلتهم أعضاءه عضوا .. عضوا.. قرع طبول وصراخ .. أضواء حمراء وزرقاء .. أمواج البحر تزداد صخبا في ارتفاعها و هبوطها .. تخرس نشيد الصيد.. يخرسها نشيد الصيد.. الشخص الأخير يصبح الشخص الأول .. الجمهور الملتف حول الحلقة يطالب الحلقة بشئ مجهول .. يعلو صراخهم .. صراخ، ابتهاج وغضب .. الشخص الأخير يبدأ بالتهام الشخص الأول الجديد .. ويستمرون هكذا..طبول ..طبول، رقص مجنون ..كل الجمهور يرقص الآن ..وحالما ينتهي احدهم من افتراس الشخص الذي بجانبه يكون هو الضحية الجديدة التي ينقض عليها الشخص الآخر الذي بجانبه ، لكن الحلقة لم تكن تتناقص أبداً ، إذ أن الجمهور كان يمدها بالمتطوعين الجدد .. كانوا يطالبونني أن انظم إلى الحلقة صرخت بأعلى صوتي .. لا .. لا .. جذبوني من ذراعي .. رفسوا خاصرتي .. كنت كدودة تتلوى على عشب ندي .. صوت أنين البحر يصك مسامعي، نشيد الصيد ينخر روحي . . اضو اء زرقاء داكنة تسلط على برك الدم الحمراء المتناثرة حول الحلقة . .الأحمر يتحول إلى ارجو اني داكن . .ثم الى رمادي مسود . .رائحة حادة . . رائحة أجساد تُشوى . .أجساد فسدت أعضاؤها ومسخت إلى أعضاء لا بشرية . .الحلقة تضيق من حولي اخذوا يلحسون قدمي بالسنتهم الملوثة بالدم . .قدماي ترتجفان ، تتشنجان ثم تأخذان بالتصلب شيئا.. فشيئا لم اعد اشعر بالدم يجري فيهما..فخذاي أصبحتا كخشبتين صلدتين مملؤتين بالنشارة الرطبة والدود الأبيض.. السنتهم وصلت الى بطني وصدري.. ثقل هائل أحسه يجثم على قلبي ..لا أستطيع تنفس الهواء .. صدري كصندوق من الحديد أو النحاس ..تنز من جوانبه سوائل كريهة ..زيوت ودهون محروقة ...رائحة شياط . .انفي يتحسس كل رائحة على حدة . .عيناي لم تعودا تريان سوى اللونين الأبيض والاسود . . يدأي اللتان اصبحتا خشنتين تتحسسان وجهي . . نتؤان بارزان على جانبي خدي المملؤين بالشعر الخشن . .ازحف نحو الباب . .أتشبث بطرف السرير . .اسقط على الأرض.. اسحب جسدي الصخري.. يدأي تمزقان كل ما تمر به . .فمي يصدر اصواتا ترعبني .. . . تاكدت ان الباب مؤصد باحكام ..كنت اخشى ان يحطموه ..جموعهم خلف الباب تستعد لسحقي وافتراس أعضائي ..بحثت عن شئ أدافع به عن نفسي ..كان ظلام الغرفة حالكا ..كان أملي الوحيد أن ينبلج الفجر فتتمزق صورهم ويتبعثر جمعهم ، أو أن اخدعهم بان أضيء مصباح الغرفة . .حاولت الوصول إلى زر المصباح ، لكني أدركت أنني الآن أواجه المرآة تماما فتملكني رعب قاتل في أن اضغط على زر المصباح ، ففي المرآة يترقبني واحد منهم !

( ا )

هواء البحر البارد ينفذ إلى عظامي إثناء تجوالي بين أكوام الأسماك التي أفرغتها المراكب عند لسان الساحل . بدأت السيارات الفارهة بالوصول . .نزل أصحابها ذوو الكروش المنتفخة . .موظفو هيئة بيع الأسماك هرعوا أليهم لعقد الصفقات السرية بينهم وبين أصحاب المراكب .لن أستطيع أن ادخل أي مزاد فمن يمتلك البر يمتلك البحر ، كانوا يتحكمون بأسعار السوق فالمراكب التي تبيع خارج المزاد تُصادر حمولتها . كنت و أمثالي من المغامرين الصغار نبحث عن تلك المراكب التي ترسو على بعد مسافة من الساحل لكي لا تخضع لابتزاز موظفي هيئة الصيد ، الذين كانوا يأخذون عمولتهم الدسمة من التجار .دخلت مع شخصين آخرين في سباق محموم للوصول أولاً إلى احد المراكب التي نأت عن ساحل المزاد. كان لجو آذار المتقلب يد خفية في تسيير أمور هذه التجارة المحفوفة بالمراهنات . نزل وابل المطر على رؤوسنا . .كان نصف جسمي البارز فوق سطح الماء يصارع هذا الجو الغاضب فيما أنغرست قدمي في الوحل . دخل احد الأسلاك الشائكة المتروكة بعد انتهاء الحرب في قدمي . .سال الدم الحار. .شعرت بحرقة ماء مالح يغسل الجرح و افو اه الأسماك الصغيرة تلتصق به . .تمتص الدم . .السمك يملأ جوف المركب . .قلبت الأسماك ، كانت جميعها منتفخة البطون ومفقوءة الغلاصم. ((- منتفخة من المطر !))

قالها الرجل ذو الأسنان العريضة المتفرقة ضاحكاً و غمز للرجلين الآخرين اللذين دخلا إلى قمرة المركب هاربين من المطر ، سألته مستغربا ً:((- أ قتلت بالمتفجرات !؟) أفرغت السماء شحنة نقمتها في الماء . .صمتنا . .دوى صوت الرعد بشدة . .ارتجفتُ من البرد . .قال الرجل ((-السمك أمامك ، لا مساومات ولا هيئة)).
أخذت بعد النقود . .مد الرجل يده . .فاحت رائحة زفرة حادة . .امسكَ رزمة النقود المبتلة بالدم !

(2)

((- سيعطيك أبونا ثمن السمك بعد يومين ))

.كانت عائلة صديقي زهير زيا قد رحلت إلى المدينة منذ سني طفولتنا، التقينا من جديد في علوة الأسماك ، اصطحبني إلى بيتهم . اللوحة الكبيرة للام التي تمسح بيدها الرقيقة راس وليدها العاري ما تزال في غرفة الاستقبال غير أنها أضحت باهتة الألوان .كنت متعبا فلم استطع التعرف على القسمات الهادئة لوجه الرجل الذي دخل مرتديا جبة سو داء،طويلة و واسعة الأكمام .غير أني تذكرت صوته الذي أصبح اشد حزنا ((- أيها الطفل الشقي ..يا ه ، لقد كبرت لكنك لا تزال تفاجئني بمقالبك الجنونية وتلعب معي لعبة التاجر والفقير ..))ارادنى أن اضحك ، لكني صافحت يده النحيلة بجد واندهاش ، لقد أكلت المدينة شبابه تركته كشبح يرتدي السواد بعد أن خلع قميصه ذا الورود الحمراء والرصاصية الذي كان يرتديه في أثناء عمله مع والدي في صناعة القوارب الخشبية القديمة . كان أبي يبارك كل مركب جديد حين نزوله إلى البحر لأول مرة بقراءة سورة الفاتحة والمعوذتين فيما كان عمو زيا يعمده بان يضع يده على جبهته ثم على الجانب الأيمن والأيسر من صدره ويحرك شفتيه بكلمات لم استطع سماعها يوما .

(3)

تركنا زهير وذهب للتنزه مع أحدى قريباته ، مصطحبين معهما كلبا ابيض ذا شعر قطني الملمس . كان الكلب يبتعد فيبتعد عنا صوت الجرس المعلق في رقبته .قدمت لي نغم قدح شاي وابتسمت لي ذات الابتسامة الطفولية العذبة التي منحتها إياي يوما ونحن نختبئ معاً تحت سرير القصب والتي فضحتنا اذ أنها تحولت إلى ضحكة عالية جعلت زهير يعثر علينا لينتقل دور الشرطي إلي بعد أن كنت ونغم ( حرامية ) نتبادل القرصات الخفية تحت سرير ال .. .

 أين ذهب خيالك . .؟ - ها. . ، احم . .شايكم لذيذ . - والمشروب . .الن تجربه ؟ الشباب كلهم يشربون . . - المشروب يحرمه ديننا . - دينكم يحرم أشياء كثيرة . .المشروب ولحم الخنزير واسمك الميت . .أليس كذلك ؟ - ماذا تقصدين ؟ ((-مرحبا )) .(( -مرحبا. . أعرفكم . .ابنة خالتي لوليتا وخطيبها . . . صديق أخي زهير)) ثنت ركبتيها وجلست فوق بساطنا . .فخذاها مجدافان . . ويداها شراعان . .كانت عيناها اللوزيتان ترسلان شررا خفيا كلما نظرت إلي ، وحينما التئمت حلقة الرقص انتظمت إلى جانبها في احدي الدبكات . .رقصنا ملتصقي الاكتناف . .صدرها المرتج اخذ ينز عرقا معطرا بعث في خدرا لذيذا ما لبث أن تحول إلى شعور عدواني . كنت افترسها في خلوة هذا البر. .أشجار الأثل اللائي تحولت إلى نساء يشبهنها . .ركضن أمامي و هن يصرخن بغنج ودلال. .لم يسمح لها سروالها الضيق أن تجري أكثر فتعثرت وسقطت في شبكتي . .في شب . . .

((- شباب . .هيا شباب ، استمروا بترديد أناشيد الصلوات . .)) قالها زهير بصوت عال ،فيما كان أبونا ينظر إلي بعينيه الهادئتين .كنت صامتا كمقبرة تخفي أسرار موتاها ، موزعا نظري بين ما يجري داخل الباص الضاج بأجساد الفتيان و الفتيات وبين أشجار الأثل التي استمرت تركض مبتعدة . . .

(4)

رفعت ستائر الغرفة ..دخلت أشعة شمس آذار ..ملأت رائحة الغبار انفي ..كانت نغم تكس أرضية الغرفة ..حركت جسدي ..فتحت عيني قليلا..كانت أشعة الشمس تسقط على ظهرها ..على كتفها البيضاء .. أدرت وجهي متصنعا النوم .. - انهض يا كسول .. - أين زهير؟ -ذهب إلى سوق الجمعة ....أحضرت لك الإفطار . . أخذت بمضغ اللحم والبيض ووجه نغم ..فكاي يتحركان ببط ء ، أحس بوجهي يتقلص ويتمدد بفعل صداع خفيف تبقى لي من كأس سهرة الليلة الماضية .. - هل تذكر ..حين كنا صغارا ، كنت ادعوك "الاسود" ؟ - ها .. وهل أنا اسود حقا !؟ - لا اسمر ..طبعا ..انتم أكثر سمرة منا . - منكم !؟ وهل تختلفون انتم عنا . .نحن وانتم شعب و احد . - لا . .أجدادنا كانوا برتغاليين و إيطاليين جاءوا لهذه المدينة كفاتحين ومبشرين ثم استوطنوا مع السكان العرب . - هذه أكاذيب . .الحقيقة أن نبو خذ نصر أتى بأجداكم من فلسطين ثم أنكم دخلتم في دين تبع الحميري حين دخل مدينة الابلة فاتحا .
 وماذا يعني كل هذا . .؟
 يعني أنكم منا ولستم غرباء عنا . . - لا تزعل . .فنحن منكم . . وابتسمت ابتسامتها الطفولية الأزلية الغامضة .

(5)

لم يبق لي سوى ساعات وارحل عن هذا البيت ..أتسلم نقودي وارحل ..صوت الأذان يقبل من جهة مسجد صغير أرى منارته العالية من نافذة غرفتي ..اللـــــــــــــه اكبر..يد ذات كم ابيض تصافح يدي لعقد صفقة تجارية ..الله اكبــــــــر..يد ذات كم اسود تفتح لي باب سيارة فارهة ذهبية اللون ..اشهد أن لا اله إلا الله ..عيون نغم الطفولية تبتسم لي بعذوبة ..اشهد أن ....صارت عيونها رباً لي اعبده من خلف الظلمات .. حي على الصلاة ..لا استطيع النهوض للصلاة .. الصداع بدأ يغرز أظافره الوحشية في خلايا دماغي..حـــــــــي على الصلاة .. أناء الماء بقربى .. أمد يدي للوضوء .. الدم يلوث الماء .. سمكة تنزف دمها في قعر الإناء ..أبعده عني ..أحاول العودة للسرير .. حي على الفلاح.أحس برغبة بالتقيو ..حرارة جسدي تبدأ بالارتفاع .. حي علـــــى الفـــــلاح .. اقذف سائلاً أخضر من فمي .. اقذف كل السمك الذي أكلته في وجبة العشاء، رأسي منكس لقذف القيء .. عيناي مغمضتان .. صحن يحوي رأس سمكة وعمودها الفقري الملوث بالدم .. شوكة طعام في أطراف رؤوسها قطرات دم ..لا الــــــــه إلا اللـــــه .. أبونا يقف عند الباب ينظر إلي بعينيه الحزينتين .. يد زهير تربت على ظهري بلطف : ((- لماذا لا تنام ؟ ))


مشاركة منتدى

  • ألحان متباطئة تتدرج في السرعة ، فتبدأ المقدمة بجملة موسيقية من طابع رهيب عميق . وكأنها تنذر بعاصفة هوجاء أو مأساة حزينة . فداك نفسي يافخر المطر بما أعرفك به يابن أمي فأوتارك تعزف الحان الأمل والتفاؤل ، وسجالاتك تسجل نغمات الحزن والأسى . وهكذا تستمر الألحان في تطورها وتفاعلها حتى نصل إلى جملة رهيبة تؤديها يمينك. وقد نلمس في استرسالك السريع فواصل تبعث الأمل وتعيدني عشرون عاما أيام المطر والاقدام العارية مشتقة من نضران أيامي.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى