الخميس ٢٤ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم شفيق حبيب

ليلى العامِريـّـة ُ في بَغــداد

ما أشبهَ اليومَ بأيّام عاصفةِ الصّحراء

مُمَــزَّقٌ أنــا .. لا أهْـــلٌ ولا عـَــــلـَمُ
تاهت دُروبي وضاعَ الوَعْـدُ والحُلـُمُ
جَفـَّتْ على شفتي الأشعارُ وانتحَبَتْ
إلهـة ُ الشـِّعْر ِ حتى عَضـَّها الألـَـمُ
* * *
جاءَتْ من َالغـربِ أرتالٌ تسانِدُهــا
قطعانُ نجـــدٍ .. جـِمالُ البيدِ والغـَنـَمُ
وهَرَْوَلـَتْ راقصاتُ النـّيل ِ في مَرَح ٍ
ومن ذ ُرى الشـّام جاءَ "اللـّيثُ" وَ"الخـَدَمُ"
أرضُ الحجاز ِ غـَدَتْ وَكـْرا ً ومُنطـَلـَقا ً
وَ "الفهدُ" من لحم ِ قتلى أهلِنا بَـــشِمُ
فارقـُص على جُثـَث ِالموتى فأنتَ لها
واسْكرْ فصوتُ ثكالى نصْر ِكم نـَغــَمُ
لم تـُخـْلـَقوا لتكونـــوا غيـرَ راحِلـَـة ِ
فالذلّ موروثـُكـُم والخِزْي ُ.. والصَّمَمُ
والعارُ تاريخـُكم والفـُسْقُ يدْمَغـُهُ
من صَحْوَةِ الشـَّعبِ لا يُجديكـُمُ النـَّدَمُ
 
فالخيـرُ بالذ ُّلِّ تأتيكـم مواسِمُـــهُ
في ظلِّ "عاصفة ِ الصحراءِ" والنـِّعَمُ
غدا ً سترحلُ أحـلافٌ مُدَنـَّسَـــة ٌ
وأهـْلُ بغــدادَ ما لانـوا وما هُز ِمـــوا
هذا زمانـُكِ يا فحْـشاءُ ! فانتـَشِري
في شرقِنا يَسْتـَوي القِدّيسُ والصَّنـَمُ
حِلفُ الثلاثينَ..حِلفُ الِّرجْس ِ مُجْتمِعا ً
فـوقَ الفريسَــة ِ والأعــرابُ تبْتسِــمُ
مـاذا أقـولُ لأشباه ِ الرِّجــال ِ سوى :
لا خيـرَ فـي أ ُمَّــةٍ أســـيادُها عَجَــمُ
* * *
ليلى المريضة ُ في بغــدادَ تقـتـُلني
والجُرحُ في صدر ِ ليلى كيفَ يلتـَئِمُ ؟
مُعَذ َّبٌ أنـا في عِشـْقي ويربطنـُي
بأهـل ِ ليـلى وتيـنُ القلـب ِ والذ ِّمَمُ
ساءَلتُ دارَكِ يا ليلى فرَدَّ صدىً :
أيـّــــامُ ليلى عـلى أحبــابـِها غـُمَــمُ
لم يبقَ يا دِجلـَتي !جـِسْرٌ أ ُحَدِّثـُهُ
عن عِشـْق ِ ليلى ، فدمعُ المُقـْلـَتيْن ِ دَمُ
باتَ النـّخيلُ حزينا ً نازفا ً لهَبا ً
يُسـاءِلُ الأهـلَ : ما يجري ويحتدِمُ ؟؟
 
رُدّوا عنِ الحَيِّ غِربانا ٍ مُحَمَّلة ً
بالنـّار ِتحـر ِقُ أغصـــاني فتنقصِــمُ
صُـدّوا الجَـرادَ الذي يغزو بيادرَنا
فللدّخيــل ِعلينـــا المـــوتُ والعَــدَمُ
ليلى..عشيرتـُها في العامريَّةِ ما
زالت على النـّار ِ تـُشـْوى واللـّظى ضـَر ِمُ
طِفـلٌ ذبيحٌ ينادي ثدْيَه ُ مِزَقــا ً
في الرُّكـن ِ يبحثُ عن أشلائـهِ هَــر ِمُ
* * *
غنـَّيْتُ بغدادَ شمسَ العِلـْم ِ ساطِعَة ً
يــا دُرَّة ً في جبيـن ِ الشـَّمْس ِ تـَنـْتظِمُ
ما جَفَّ ضِرْعُكِ يا بغدادُ! فاصْطَبـِري
يحميكِ في النـّائباتِ السَّيْفُ والقـَـلـَمُ

من ديوان ليكونَ لكم فيَّ سلام


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى