الثلاثاء ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٠
بقلم عبد العزيز زم

ليلٌ يضيءُ الياسمين

عودي إليَّ كما يعودُ الليلُ
في صيفِ الحنينْ
قمراً يسامرُ حيرتي
يتبادلانِ الصَّمتَ والأفكارَ
والذّكرى وميضٌ
/كاستعارِ الشّوقِ تحتَ رمادِهِ/
جمرٌ دفينْ
عودي إليَّ فقد أعودُ هنيهةً
قصباً يودِّعُ صمتَهُ
يصغي لِما تأتي الرِّياحُ لقولِهِ
عن ما سيأتي من سنينْ
من قبلِ أن يلقى ثقوبَ سهامِ عينيكِ
اللتين أصابتا خشبَ الفؤادِ
فصارَ ناياً
باتَ يشجو حزنَهُ للعاشقينْ
مازال في الأيَّامِ متّسعٌ لنحيا
فوقَ هذا الكوكبِ المتصدِّعِ،
المتراكمِ، المتآكلِ، المحشوِّ بالحُممِ،
المُـقـنَّعِ والمُـقـفَّعِ
والغريبِ عنِ المحبِّ وعن حبيبهِ
والحزين
مازال في نفسي تمرُّدُ شاعرٍ
حتّى لو احترقَتْ قصائدهُ بنارِكِ
ألهِمِيني
علّميني كيف أكتبُ عن لهيبي
كيف أجعلُ من حريق الكونِ
نوراً يهتدي العشّاقُ فيهِ
ويلتقي فيهِ القرينُ مَعَ القرينْ
مازال في الليلِ اتّساعٌ للرُّؤى
هل تحلمينْ؟
إنّي أحبّكِ منذ أن راودْتِني عن شاعري
فانصاعَ للـنَّـزواتِ
مالَ عنِ البلاغةِ لِلمَجَازِ
تجرَّدَ المعنى من الكلماتِ
لملمَ ما تيسَّرَ من شظايا المفرداتِ
تسرّبَ المغنى كضوءٍ من ثقوب الذّكرياتِ
وصار لحناً من أنينْ
هل تسمعينْ
إنّي أحبّكِ ربَّما
لكنّني أحيا فِراراً من ظلال الموتِ
تحتَ فروعِ قافيتي
أدوِّنُ ما سأشهدُ
ثـمَّ أهربُ نحوَ قافيةٍ جديدةْ
هل أنا المنفيُّ عنكِ وعن قراءتكِ البعيدةْ
هل سأنجو بالقصيدةْ؟
قد يفكُّ رموزَ شعري
سرُّ زهرِ الياسمينِ
أتنظرينْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى