السبت ٦ آب (أغسطس) ٢٠١١
مصافحة..
بقلم بلقاسم بن عبد الله

ماذا عن أعلامنا الخالدين؟

..وهل جربت و لو مرتين أن تسأل عددا من طلبة الجامعة، عن بعض أعلام ورموز أدبنا الجزائري؟.. ماذا يعرفون مثلا عن بكر بن حماد التاهرتي، أو المقري التلمساني، أو ابن رشيق المسيلي، أو ابن محرز الوهراني؟.. بل ولماذا تذهب بعيدا، ولا تسأل مثلا عن محمد بلخير، أو الربيع بوشامة، أو الحبيب بناسي، أو مالك حداد، أو الطاهر وطار .. وغيرهم؟..

ترى، ما حجم ونوع الإجابات التي ستسمعها؟.. ستدهش حقا لمعلوماتهم الهشة والمغلوطة في غالب الأحيان، لكنك ستكون منطقيا وموضوعيا مع نفسك، فتتساءل بدورك: ماذا قدمنا لهم عن هؤلاء وأولئك حتى نسألهم عنهم؟..

وإ ذا رجعت إلى نفس الطلبة لتراجع معهم قائمة أسماء أدباء وعلماء تلمسان، بمناسبة تتويجها هذا العام عاصمة للثقافة الإسلامية ،ماذا يعرفون عن أعمالهم الموزعة عبر العصور والأجيال. سيذكر لك بعضهم سيدي بومدين الغوث وعبد الكريم المغيلي وابن خميس.. وقد يذكر إسم محمد ديب و عبد المجيد مزيان، وقد يضيف أحدهم عددا من الأدباء المعاصرين مثل محمد مصايف وعمار بلحسن وعبد الله عنان وعلال عثمان .. وتظل الصفحة نصف بيضاء.

هناك جهود متواضعة، من خلال عدة دراسات متناثرة ، عن أعلام الجزائر ورموز نهضتها الأدبية والفكرية، لكنها تظل قليلة محدودة الأثر والفعالية. وقد جاء كتاب: من أعلام تلمسان لمؤلفه الأديب الدكتور محمد مرتاض ليفيد كثيرا طلبة الجامعة بالدرجة الأولى، حيث قدم مقاربة تاريخية نقدية لعشرين شخصية دينية وأدبية عبر العصور.

و لعل أكبر جهد في هذا الصدد هو الذي قام به عميد الأدباء ورائد المؤرخين الدكتور أبو القاسم سعد الله، حين أقدم على رصد ومتابعة "تاريخ الجزائر الثقافي" ليسد نقصا كبيرا تعاني منه مكتبتنا الجزائرية. و هو جهد عظيم، رغم تواضع صاحبه، سوف لن تبخل الأجيال القادمة عن تكريمه، بعد أن أغفلت أو تناست ذلك أجيالنا الحاضرة التي لم تعرف أو لم تتعود بعد على تقاليد التكريم.

عادة ما نتكرم ونتفنن في إقامة الملتقيات بأشكالها والمهرجانات بأنواعها، نتحدث أثناءها ونتجادل، لنخرج بمجموعة من التوصيات نتركها حبرا جافا على ورق مصقول، إلى أن يلف العام دورته، ونتذكرها لنذكرها في اللقاء الموالي، نظل هكذا ندور في حلقات مفرغة لا تضيف سوى الرتابة والتكرار.

لماذا لا نفكر جيدا وجديا في المسألة، لعلنا نجد الجواب الكبير على السؤال الأكبر: ماذا نعرف عن أعلامنا و رموزنا في الأدب والدين والفكر والتاريخ؟..

وقبل هذا وذاك، ما الذي يمنعنا من تشجيع طلبتنا على إعداد رسائلهم الجامعية حول شخصياتنا الأدبية والفكرية، فيتحول النفع إلى فوائد جمة؟.. ما الذي يحرمنا من نشر وطبع وتحقيق كنوزنا النفيسة التي لا تزال مبعثرة ؟.. لماذا لا نعطي الأولوية لنشر وطبع الدراسات المعدة عن أدبائنا وأعلامنا المشهورين والمغمورين؟.. ثم لماذا لا نحرص اليوم وليس غدا، على كتابة تاريخنا الأدبي والثقافي عبر امتداد المكان والزمان ؟..

إنها ورقة أسئلة تبحث عن أجوبة عملية، ولن يتم ذلك إلا بفضل إرادة وجهود جميع المختصين والمهتمين، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى