ما قَبْلَ رَحِيْلِ المَعَرِّي
غَدَاً حِيْنَ يَكْبُو الزَّمانُ
و تَصدَأُ في مُعجَمِ السَّائِرِيْنَ قَوَافِي الذَّهَبْ.
سَيَبكي عَلَيكَ النَّدى و الخُزامى
و يُسْرِفُ في نَوْحِهِ طائِرٌ أطلَقَتْهُ يَدَاكَ بُعَيدَ التَّعَبْ.
سَيَبكي الَّذي لَمْ تُطِقْهُ..
و مَنْ لَمْ يُطِقْكَ..
و مَنْ لَمْ تَنَمْ فِيهِ لَيْلَ العَتَبْ.
رَهِيْنَ الكَلامِ الكَلِيْمِ سَيَجْثُو النَّهَارُ عَلى رُكْبَتَيْهِ لِيَشْرَبَ مِنْ جَدوَلِ البارِحَهْ،
هُدُوءاً ، هَوَىً ، لَذَّةً سانِحَهْ،
إذا وَجْهُكَ الغَضُّ في مُقْلَتَيْهِ انسَكَبْ.
و مِنْ كُوَّةٍ في جِدارِ الغِيابِ سَتُشْرِقُ بَسْمَتُكَ الشَّاحِبَهْ،
كَما شِئْتَ دَوماً..
سَتَأوي إلى الأعيُنِ الذَّائِبَهْ،
لِتُصبِحَ خالِدَةً كَالمُنى و دُمُوعِ الطُّيورِ ،
طُيُورُ الأماني الَّتي لَمْ تُصَبْ.
كَمَا شِئْتَ دَوْماً..
كَأيِّ نَبِيٍّ عَلى مُنْكِرِيْهِ تَهَاوى الغَضَبْ.
رَسُوْلاً مِنَ الفِكْرَةِ المُشْتَهاةِ
إمَاماً عَلى كُبْرَيَاتِ الأدَبْ.
تَضُجُّ بِكَ الذِّكْرَياتُ فَتَرضى،
تَفِيْضُ رُؤىً ،
يَسْتَقِلُّ الشَّذى مَنْكِبَيْكَ،
اتَّقِدْ..
إذْ تَرَى ما تَرَى شَارِحاً لِلظَّلامِ اللَهَبْ.
و قُلْ لِلرَّحِيلِ افتَقِدني إذا أرهَقَتْكَ الطَّرِيقُ
و لَوَّحَ لِلمُدنَفِيْنَ القَصَبْ.
و حَسْبُكَ أنَّ الحُضُورَ مُمِلٌّ
و أنَّ الغِيابَ عَدِيْمُ الصَّخَبْ.