متى يصحو الضمير؟
متى يصحو الضميرُ فقد تمادى
هديرُ القصفِ يزدادُ اضطهادا
فمن يُجلي الغمامَ إذا توارتْ
خيوطُ الشمسِ كي تُحيي الجمادا
وما بالُ الجفونِ تئنُّ ليلا
أمـِنْ أوجاعِنا تشكو السهادا
أَمِ العدوانُ يسْتشْري ويغزو
أَمِ الأشباحُ قد عاثتْ فسادا
أما آن الأوانُ لخيطِ فجرٍ
فَدُجْنُ الليلِ بِالتعتيمِ سادا
لِمَ البغضاءُ تستهوي شتاتاً
ونابُ الحقدِ بِالتمزيقِ زادا
وما ذنبُ الطفولةِ بينَ رُعبٍ
وتنكيلٍ ،فصوتُ الحقِّ نادى
لِمَ التَّهْجيرُ للأطيارِ يودي
بها في غيهبِ البلوى اقْتيادا
كأنَّ الْكونَ مسلوبٌ ويغفو
عنِ الطغيانِ أم صار اعْتِيادا
يلملمُ جرحَنا عزمٌ حثيثٌ
وحرفٌ بالشمائِلِ قد أجادا
فأنعمْ بالنشامى في ثباتٍ
ترى في النائباتِ لهمْ جِهادا
وهلْ مِنْ صَرخةٍ للنفسِ تُذكي
شموعَ الأمنِ تستهوي الرشادا
وهل مِنْ صَحْوةٍ للكونِ تلقي
وشاحَ السِّلمِ يستهدي العبادا
متى تنزاحُ عنا ذي الدياجي
ويشرقُ صبحُنا نورا تهادى
لك الأرواحُ يا ربي تناجي
لعل الفجرَ إيمانا أشادا