مثل حلمٍ في مهب شذا آذار
في تساكن مع قصة "رسالة عاطفية من فتاة غريرة" للروائي القاص الدكتور علي القاسمي *
1
ما شاء
يخدِش السّردَ
حتى همس المطرْ
على رفْرَفِ
غربياتٍ شواردَ
غمائمُ أدجتْ
لديها خفت البرقُ يمرُقُ
من تلافيفَ دوَتْ
في حنايا السماءْ
عثر النثرُ في صيّبٍ
آن ينهلّ على ثغور
وأخاديدَ
وحوافِ سقفٍ يرعشُ
بموسيقا الحياةْ
إليهِ بَهث المدرّج
حشدُ ممرّاتٍ
وقاعاتٍ حائدَه
2
هيفاءُ في تراخ ٍ
بِدلف فاختةٍ
كدأبها مراتٍ
وقد قطّب السّارد في حِيرةٍ
حييّاً جبينهْ
بطاولتي الورقاءِ
دسّت لي
بِخفوٍكتابَهْ
لعلّه المطر خِلتُ
بِمِرْودٍ يُروّق الحلمَ بعد شرودْ
أم صبا أهباءً
ستشتته حدّ وَهاءٍ
على أشَناتِ جذوعٍ
عشبِ أخشاشٍ
سفوحٍ وواحاتْ
3
في باحة بحذو مَقصِف
حبيباتُ دبال شذَت
برشفات ندىً رخيّةٍ
إثرَ ما نوارسُ
غرُبت عن مغانٍ
ربتْ يبَساً
وأعشاشٍ كثّ فيها رمادْ
لمْحاتٍ رقائقَ أتمثل
في غربتي
بين دفّتي كتابْ
أمداً تنِدّ عني العبارة
غَرثى نافرةً
ثم تلوح
تشِفّ في خفْت بياضْ
4
أخفَّ من رُفَة
أهوّمُ فوقُ
أثمَلُ إلى تخوم أنأى
حيث ثمَلٌ أشهى
ينحني شجو مدائنَ
تنهلّ غوانٍ
في رداء يخضورٍ وَطيفْ
فذرني شذا حلمٍ
به يخبو
وصَبٌ صبيبْ
فما خلف دَيجور مُوَلٍّ
بياضٌ
سيقلنا في قاربٍ
ينقل أنداءً
نسغك
كنسغي
لأنفاس جريدْ
ويهطل الطّل آبٍ
مفوَّفاً
بموسيقا الحياةْ
5
حسراتٍ كسوتُ ذبولي
يتأسّى رَقوداً بأبجدية صمتٍ
كأني فِينوس في حِداد تمّوزْ
مشرع لريح أبَيتٌ أنا
به شعلة في فتور
أم قلعة لسفحِ شدائدَ أفداد
أم فرشة
تجرع قشّة تُربها في عبثْ
أهيم
ينحسرُ الخِصبُ
يرتاع راع
إلهُ شمس لم يسعفهُ
أن فاءَ آذارُ نِدّاً لمناحة الصيفْ
أم أنيّ غمام نائح
في مأتم سفينة نجاةْ
لم ترس
على أي شطءٍ بعد تِيهْ
أنهار آنها وَهاءً
كملح مبخّراتٍ منبوذ
أسفل سهلٍ
غفواً من موجٍ غردٍ ماردْ
6
في عَبْرِ حروف
عشا الخِباء
شامسةً هففتُ
كريح إمّا لامستْها جرائدْ
أو كوكبٍ ذري
أو درويش متقدٍ يدورُ
يستجدي من باب بيته
معشوقهُ
بدبك كثيف جاذبْ
كفوفاً شَفافُ ثوبي
يلهبُ
مشدوهةً إلى سواقٍ
وكثبان نديّة
في صبْوِ يدي
هملت حروف هشةً تسدى
أماهها القطرُ ولم يمح
عتهاً غفا لوثة
في مضاءِ غِرّةٍ هوجاءْ
* علي القاسمي، رسالة عاطفية من فتاة غريرة (قصة قصيرة)