الاثنين ١٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٤
بقلم أشرف شهاب

محمد صفاء عامر: الفتيات يردن الزواج من "رفيع بيه"

يعتبر المؤلف و السيناريست محمد صفاء عامر واحدا من أهم الكتاب الذين ركزوا فى كتاباتهم على نقد العادات السيئة فى صعيد مصر. فتألق من خلال مسلسلات مثل "ذئاب الجبل"، "الضوء الشارد"، و"حلم الجنوبى"، و "الفرار من الحب". وتألق هذا العام من خلال مسلسل "مسألة مبدأ". مراسل فلسطين فى القاهرة أشرف محمود التقى الكاتب محمد صفاء عامر وأجرى معه الحوار التالى:

 فلسطين: تعودنا أن تناقش فى كل مسلسل من تأليفك قضية مهمة من قضايا الصعيد المصرى، وفى هذه المرة ناقشت مشكلة الثأر رغم أنها نوقشت قبل ذلك كثيرا فى الدراما المصرية.

 محمد صفاء عامر: أنا لم أعالج مشكلة الثأر بشكل أساسى فى المسلسل، ولكننى عالجت قضية تجارة السلاح فى الصعيد المصرى. وأنا أعتبر هذه المشكلة واحدة من أخطر المشاكل التى تواجه تنمية صعيد مصر. كما أنها تتسبب فى انتشار العنف. وكانت هذه المشكلة قد بدأت تتوارى عن الأنظار، لكنها عادت وظهرت بقوة مرة أخرى فى مجموعة من الحوادث التى سمعنا عنها أخيرا فى الصعيد. وبالتالى وجدت أن المشكلة ما زالت تحتاج إلى معالجة درامية.

 فلسطين: ما الذى تراه جديدا فى المسلسل بصفتك مؤلفا له؟

 محمد صفاء عامر: أولا أنا أعتبر هذا المسلسل استكمالا للخماسية التليفزيونية التى بدأت بمسلسل "ذئاب الجبل" وانتهت بمسلسل " الفرار من الحب"، و بينهما كان "الضوء الشارد" وبعده "حلم الجنوبى". وبالنسبة لمسلسل "مسألة مبدأ" فهو مسلسل اجتماعى- سياسى- رومانسى. يعالج القضايا الملحة فى الصعيد. وبالتالى لا يمكن فهم المسلسل فى سياقه الكامل إلا من خلال المسلسلات السابقة له لتتضح الرؤيا، وتكتمل الخيوط لأى ناقد يريد أن يطرح وجهى نظر متكاملة حول هذه الأعمال. وأنا مهتم جدا بمعالجة المشاكل الاجتماعية، فعندما تصاعدت وتيرة التطرف والإرهاب.. عالجتها فى مسلسلى "الضوء الشارد"، و"ذئاب الجبل". وعندما ظهرت مشكلة التجارة فى الآثار عالجتها فى "حلم الجنوبى". أما فى العمل الأخير فهناك تحليل لظاهرة العنف وسيطرته على السلوك المصرى عموما، والصعيدى خصوصا.

 فلسطين: معظم أعمالك تستخدم اللهجة الصعيدية، فكيف تساعد الممثلين فى إتقان تلك اللهجة؟.

 محمد صفاء عامر: يتم ذلك من خلال الكتابة الجيدة للسيناريو، وللحوار، وبتوفير مراقب للهجة الصعيدية داخل الأستوديو أثناء التصوير. وغالبا ما أقوم أنا بهذه المهمة، ويسمح لى المخرج بالتدخل لوقف التصوير عندما ألاحظ خطأ فى النطق.

 فلسطين: هل من الضرورى أن يعيش الكاتب البيئة التى يكتب عنها، حتى ينجح فى معالجتها دراميا؟

 محمد صفاء عامر: أعتقد ذلك. فعندما أكتب عن الصعيد أكتب عنه من الداخل بصفتى صعيديا. وهذا هو نفس حال الأديب العالمى نجيب محفوظ، الذى نجح فى توصيل روح الحارة المصرية و القاهرة القديمة. ,اعتقد أن سر نجاحه هو أنه عاش فى تلك الحارة، واستوعبها، وبالتالى تدخلت موهبته للتعبير عنها بشكل ناجح وجذاب.

 فلسطين: أنا شخصيا لا يمكننى أن أنسى بعض الشخصيات التى رسمتها بشكل ناجح. هناك "رفيع بيه".. "البدرى بدار"، وغيرهم . ألا ترى أنك بالغت قليلا فى رسم تلك الشخصيات بصورة مثالية؟

 محمد صفاء عامر: أتفق معك فى أن بعض الشخصيات الدرامية كانت فيها مبالغة. ولكننى أعترف أيضا أنها كانت مبالغة مقصودة. والهدف منها هو تقديم القدوة فى زمن اختفت فيه القدوة. ومن هنا رأيت أن من الواجب أن أتصدى لذلك بتقديم نماذج بشرية تمتلك صفات البطولة مثل الفروسية، و الشهامة. وجسدت ذلك فى شخصيات مثل "البدرى بدار"، و "رفيع بيه".. والحمد لله نجحت من خلال هذه المبالغة فى الوصول إلى قلوب الناس. و فى بعض الندوات التى ناقشت مسلسلاتى وجدت بعض الفتيات يعبرن لى عن رغبتهن فى الزواج من رجل بمثل مواصفات "رفيع بيه".. ووجدت سيدات قلن لى إنهن اشترين جلابيب لأزواجهن حتى يكونوا مثل "زكريا أبو العمدة".

 فلسطين: الكاتب والسيناريست محمد صفاء عامر عمل فى السلك القضائى حتى وصل لدرجة مستشار. ومع ذلك لم نشاهد فى كتاباتك اقترابا من عالم المجرمين أو المحامين الذين تحتك بهم يوميا؟

 محمد صفاء عامر: الكتابة اختيار. والاختيار عند الكاتب لا يكون اختيارا واعيا أو مقصودا. وفكرة العمل الفنى تنبع فى عقلى بصورة عفوية. وعندما أفكر فى مسلسل جديد أجد نفسى مشدودا للتتابع الدرامى الذى يقودنى حتى نهاية المسلسل. وهكذا ترى أننى لا أجلس فى بيتى وأقرر الكتابة عن موضوع معين. وإذا واتتنى فكرة للكتابة عنها تدور حول هذا العالم فسوف أفعل ذلك فورا.

 فلسطين: هناك رأى يقول بأن محمد صفاء عامر فى التليفزيون أقوى منه فى السينما. فما هو تعليقك على ذلك؟

 محمد صفاء عامر: قدمت للسينما فيلم "صعيدى.. رايح جاى"، وفيلم "اتفرج ياسلام"، وأعتقد أنهما حققا قدرا جيدا من النجاح. ولكن بشكل عام طريقة التعامل مع السينما تختلف عن التليفزيون. فالمؤلف فى السينما لا يسيطر على العمل الدرامى كما هو الحال فى التليفزيون. فالسينما تعطى للمخرج فرصة أكبر للتحكم فى العمل. السينما ابنة المخرج. أما فى التليفزيون فالدراما ابنة المؤلف.

 فلسطين: البعض يقول إن العمل مع التليفزيون أكثر ربحا.. لذا يتجه معظم كتاب الدراما إلى التليفزيون.

 محمد صفاء عامر: لا مجال للمقارنة. صحيح أن أجر المؤلف فى المسلسل التليفزيونى أعلى. ولكن الجهد الذى يبذله المؤلف فى العمل السينمائى لا يتجاوز جهد حلقة أو حلقتان فى المسلسل التليفزيونى. تقنيات الكتابة للسينما تختلف عن تقنيات الكتابة للتليفزيون. هناك فارق كبير بين أن تكتب فيلما سينمائىا مدته ساعتين وأن تكتب مسلسلا مدته 22 ساعة مثلا.

 فلسطين: من هم المخرجون الذين تفضل التعامل معهم؟

 محمد صفاء عامر: من أحب المخرجين إلى قلبى الأستاذ مجدى أبو عميرة.

 فلسطين: وما هى أقرب أعمالك إلى قلبك؟

 محمد صفاء عامر: كلهم أبنائى وبناتى. ولكننى أحب بشكل خاص مسلسل "حلم الجنوبى"، ولا أنسى فضل مسلسل "ذئاب الجبل"، فهو أول أعمالى باللهجة الصعيدية.

 فلسطين: ما هى القضايا التى تشغل بال المواطن المصرى والإنسان محمد صفاء عامر؟

 محمد صفاء عامر: هناك قضيتان تؤرقاننى بشدة. القضية الأولى هى الفساد الذى تجاوز كل الحدود فى مصر. والقضية الثانية هى قضية التطبيع مع العدو الإسرائيلى. ولا يمر يوم واحد فى حياتى دون التفكير فى هاتين القضيتين.

 فلسطين: و ما هو الجديد لديكم بعد مسألة مبدأ؟

 محمد صفاء عامر: أقوم حاليا بالتحضير لمسلسل "عدى النهار".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى