الاثنين ٢٥ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم شهاب محمد

مرسوم آخر بالاستقالة

أمام سيف الدولة الحمداني

واحر قلباه، طال البعد والألم
وزاد من وجع، أوجاعنا السقم
وحط هول، على هول وكارثة
وصارت الطير مزقا ..لحما ورم
وداهمت جنة الفردوس فاجعة
تلك الفواجع، في أغوارها الألم
وحط سيل، على سيل ونازلة
وضاع من حولنا،نوح ومعتصم
وغادرت ذات حمل حملها،وترى
وجه الحقيقة مكلوما، وينكلم
وأثقلت رأسها الأوهام من زمن
ولم تصدق، بأن الحق ينهزم
وان آخر سطر في البيان هو
الحطام،الذي ما زال ينحطم
 
وان آخر وعد في الرجاء هو
السراب، الذي ما انفك ينعدم
والخليل والليل والبيداء غافلة
والسيف غاف، وحتى الرمح والقلم
وكل من يقرأ التاريخ تصعقه
صواعق في لظاها العرب،والعجم
وقال قائلهم، إن الرؤوس إذا
ما أينعت حصدتها، حاصداتهم
وقال إن لهذا الكون مظلمة
وإننا في نظام الكون،نختصم
وإننا إذ نرى في العدل معضلة
فإننا للقضاة العدل،نحتكم
هاتوا براهينكم، ان الدماء إذا
تقاسمتها ذئاب الغاب،تنقسم
قولوا متى كان هذا الوعد،هل سلمت
من غدرها عاد، إذ دانت لكم إرم
تمزقوا حيث أنتم، لا يوحدكم
ا رث، ولا فيكم، يستنجد الكرم
تفرقوا حيث لا ماء،ولا شجر
ولا نشيد،ولا بيت،ولا علم
قد نالنا منكم، ما نالنا وكفى
ما زال، يحفر في الأذهان، يرتسم
أنا لنشعر أن الأرض، قد نسفت
وفجرت تحتها،النيران، والحمم
وكان في صبرنا صبر،وفي يدنا
أمر،وقد جاورت هاماتنا القمم
لم تسترح خيلنا دهرا، ولا خمدت
أرواحنا منذ أن جادت لنا قدم
وتسكن الريح والإعصار في دمنا
وحولنا، حولنا النيران تضطرم
أين النظام، حكومات ممزقة
ورأسها خرب .. في رأسها ورم
أين النظام، وأين العدل كيف إذا
يبدو لنا الرأي .. لا لاء ولا نعم
أين الحقيقة لا وجه ولا صور
ولا جموع لنا، في الرأي تنقسم
أين السماء، وأين الناس، أين تُرى
فوارس .. أو رجال أين، أينهم
هذا انكسار صباح .. وانتهاء رؤى
وقد أحاطت بنا .. من حولنا الظلم
فكل منهزم في ثوبه وثن
وكل منكسر، في صدره صنم
وأصبحت لوضيع الدار منزلة
هذا ..وساداتها،في بيتهم خدم
هذا جدار من الأهوال منتصب
ولن يهز جدار الفصل ما هدموا
ولم يزل بحرنا بحرا،وفي دمنا
عهد ... وعند حدود الفجر نلتئم
وما ترجل فينا فارس وعلى
أعناقنا، يستريح البيت والهرم
لأننا وحدنا التاريخ والقدم
وكل مؤمنة فينا .. ومرضعة
قد أنذرت، ثم أوفى نذرها القسم
القدس قلعتنا .. القدس موطننا
والقدس موعدنا .. والبيت والحرم
يا قدسنا يا عرين الأسد، موعدنا
آت .. وأسراؤنا نصر ومقتحم
يا قدسنا يا ديار الخلد .. يا وطنا
فيه الاباء، وكحل العين فيه دم
الليل ما طال ليل فيه منزلة
للثائرين .. وثغر الفجر يبتسم
والليل ما الليل،إن طالت موائله
فإنه وجع ..يغدو وينهزم
والريح تحمل في أسرارها،لغة
تغني الحياة.. فلا موت ولا عدم
انا نعوذ بهذا الظن، من أحد
يغتاله الظن، أو يشقى به صمم
نحن الحياة، عرفناها بما فعلت
وما ارتضيناه،لا ما قدرت لهم
وكم شربنا كؤوسا في مرارتها
وما شهدناه، لا خوف ولا ندم
هل بعد هذا يقود الدرب مرتهن
ويختفي الذئب، والصيحات،والغنم
وبعد هذا يصاغ الأمر في عجب
وتنتهي صرخة .. أو يستقيل فم
ما أبعد الخوف عن قلبي، وعن لغتي
عند الفجيعة.. لا وهم ولا ألم
وما الحقيقة إلا نبض قافيتي
وما انتهيت.. وكلا ما انتهى الكلم
ستشرق الشمس يوما لا يؤخرها
ظلم، ولا يصم الأحرار،ما يصم
ستشرق الشمس دهرا،لا مرد لها
والليل مستتر،والكيد منهزم
شمس العروبة مهما طال موعدها
فأنها آية،في الوجد ترتسم
وإنها غاية الأحرار من زمن
وما تحول عنها الأهل، كلهم
أما الطواغيت، مهما طال موعدهم
فهم على الغي، رهط الضيعين هم
فأكتب نشيدا بحرف الضاد من دمنا
واهتف بربك، واسلم أيها القلم
نحن الأصالة، في أرواحنا ألق
ونحن فينا طباع الخلق، تزدحم
وفي إرادتنا الأبعاد ما ارتحلت
فينا المسافات .. أو زلت لنا قدم
أعود، أعلنها في كل موقعة
نحن الشجاعة، والإقدام والقيم
ونحن شعب إذا غنى السلام له
فإنه قمر يشدوه أو نغم
ونحن شعب إذا عز السلام له
فإنه في لهيب النار ينتظم
وكل مرضعة،في حضنها ولد
وكل مولودة،في جيدها قسم
والحال مهما تردى الحال في زمن
فإن أزماننا،تدنو وتقتحم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى