مسرحية عن تشي غيفارا والثورة الكوبية تلمس مشاعر اللبنانيين

تعرض في العاصمة اللبنانية بيروت مسرحية غنائية تتناول حياة الثائر الماركسي الأرجنتيني المولد أرنستو تشي غيفارا ودوره في الثورة الكوبية.

وكان غيفارا الساعد الأيمن للزعيم الكوبي فيدل كاسترو خلال الثورة التي قام بها كاسترو ووصل عبرها للحكم في كوبا عام 1959. وفي وقت لاحق زار غيفارا الأمم المتحدة قبل أن تغتاله القوات الحكومة البوليفية بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية بعد أن تم أسره في بوليفيا مع مجموعة من الثوار في جبال بوليفيا في أكتوبر 1967 لدى محاولته إشعال ثورة هناك. ويقول الممثل اللبناني عمار شلق الذي يلعب دور غيفارا في المسرحية إن العمل ليس له علاقة بالأزمة السياسية الحالية في البلاد مشيرا إلى أن لبنان يحتاج إلى ثورة حقيقية.

وينظر كثير من اللبنانيين إلى المظاهرات الحاشدة التي خرجت في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري باعتبارها ثورة ضد التدخل الأجنبي. وأجبرت هذه المظاهرات سوريا على سحب جميع قواتها من لبنان منهية عقودا من الهيمنة على جارتها الصغيرة.
وبعيدا عن غيفارا تستعرض المسرحية حياة ثائرين آخرين من أبطال الثورة الكوبية هما الزعيم فيدل كاسترو وسيليا سانشيز رفيقة غيفارا وكاسترو في كفاحهما.

وقالت الممثلة اللبنانية كارمن لبس أنها اختارت أن تلعب دور امرأة قوية مثل سيليا سانشير لتكسر الصور النمطية عن المرأة في العالم العربي.

وسانشيز من أبرز شخصيات الثورة الكوبية وكانت صديقة حميمة لفيدل كاسترو وتولت مناصب قيادية حتى وفاتها.

ويبدو أن كاسترو سمع بالمسرحية ولذلك أرسل سفيرته في لبنان لحضور ليلة افتتاح المسرحية.

وقال الممثل اللبناني بيار داغر الذي لعب دور كاسترو في المسرحية "أحببت الفكرة خصوصا أن فيديل كاسترو ما زال حيا، أحسست انه لدي تحد في تأدية دور فيديل كاسترو وهو لا يزال على قيد الحياة. وفيديل كاسترو علم أننا نلعب المسرحية فأرسل السفيرة إلى هنا وكان لديه الحشرية ليرى كيف نعالج الموضوع وأحبت السفيرة المسرحية في ليلة الافتتاح".

وأطاح كاسترو بديكتاتور تدعمه الولايات المتحدة في عام 1959 واستطاع البقاء في الحكم من وقتها رغم الحروب الخفية والمعلنة التي دخلها مع تسعة من الرؤساء الأمريكيين. وأقام كاسترو مجتمعا اشتراكيا على نمط الاتحاد السوفيتي السابق على مسافة 140 كيلومترا فقط من الولايات المتحدة.