الخميس ٩ أيار (مايو) ٢٠٠٢
في ظل أزمة اقتصادية خانقة:
بقلم أشرف شهاب

مصر تستورد طعام الكلاب والقطط !!!

هناك من المصريين أنواع وأنواع.. ككل شعوب العالم.. لكن هناك أقلية لا يرضيها أن تفتح عيونها، ولا يقلقها ضميرها، ولا تشعر بأى قدر من تأنيب الضمير. هذه القلة من المصريين استباحت لأنفسها أن تتصرف بشكل مستفز، يمكن أن يهدد سلامة المجتمع المصرى، ويؤدى إلى إثارة القلاقل لا قدر الله.

والأرقام التى سنوردها فى السطور التالية ليست من تأليف "مجلة فلسطين"، ولا الحقائق التالية جاءت من وحى خيال مراسل المجلة. ولكن كل تلك الأرقام موضوعة حاليا داخل تقرير أمام رئيس مجلس الوزراء المصرى د.عاطف عبيد. هذه الأرقام والحقائق تؤكد أن هناك من المصريين من يسعون للالتفاف حول السلطة للحصول على المكاسب، لكنهم فى الحقيقة يضربون بتعليمات الرئيس مبارك عرض الحائط.

تقول الأرقام أن مصر استوردت من أنواع الجبن المختلفة التى تم حصرها فى 32 نوعا، ما قيمته نحو 121 مليون جنيه فى العام الماضى فقط. هذه الحقيقة تأتى على الرغم من أن مصر تعتبر من الدول المنتجة للألبان. كما أن هذه الحقيقة للأسف تأتى رغم أن بمصر العديد من شركات تصنيع الأجبان سواء من الشركات الحكومية أو من شركات القطاع الخاص. ويشير التقرير الحكومى إلى حقيقة أخرى هى أن "رجال الأعمال" الذين تحاول مصر منحهم كل الفرص من اجل العمل والكسب، قاموا باستيراد لعب للأطفال، وحتى فوانيس رمضان المشهورة لم تسلم من حمى الاستيراد، وتم استيرادها من دول جنوب شرق آسيا بتكلفة بلغت نحو 27 مليون جنيه. كما استوردت مصر يا ميش ومكسرات شهر رمضان ما بين قمر الدين والفستق والبندق والجوز واللوز وعين الجمل وغيرها بمبلغ يساوى 83 مليون جنيه.

وإذا جادلنا البعض فى أنه من الطبيعى أن يسعى بعض القادرين من أبناء الشعب إلى التمتع بالثروات التى وهبهم الله إياها، حتى لو كان ذلك على حساب اقتصاد البلاد المتدهور،والذى هو فى أمس الحاجة إلى العملات الصعبة لبناء واستيراد المعدات والآلات لبناء وتوفير فرص عمل لملايين الشباب العاطلين. وهنا يمكننا أن نلتمس بعض العذر لمن استوردوا الأجبان والمكسرات المختلفة لزوم شهر رمضان الكريم. ولكن..ما هى حجة البعض فى الأرقام التالية: استورد المهتمون بصحة الكلاب والقطط أغذية من الخارج خصيصا لحماية معدة حيواناتهم من الطعام المحلى، وخوفا عليهم من التلوث بالأكل المصرى. وبلغت قيمة فاتورة استهلاك أغذية القطط والكلاب خلال آخر ستة شهور من العام الماضى حوالى 2 مليون جنيه. رغم أن مصر يمكنها أن تستفيد من هذا المبلغ فى بناء دور للأيتام أو لأطفال الشوارع. وبالطبع لن نحرم الأثرياء من قططهم، ولكننا سنرجوهم أن يطعموها من الطعام والأغذية المحلية، بدلا من الاستيراد من الخارج. فنحن فى نهاية الأمر لسنا من أعداء الحيوانات، حتى لا يثور ضدنا أعضاء جمعيات الرفق بالحيوان.

الظاهرة الأغرب هى الأرقام التى تصل إلى نحو 5 ملايين دولار لاستيراد الآيس كريم من الخارج.

لقد تناولت العديد من الصحف المصرية ، وكتاب الأعمدة هذه الظواهر المؤسفة. وتحدث البعض، ومن بينهم مجلتنا فى أعداد سابقة عن الإنفاق الرهيب الذى يشكل استنزافا لموارد البلاد من العملات الصعبة، كظاهرة تكرار الحج والعمرة، وظاهرة استيراد لحوم النعام، بل ووصل الأمر أن البعض يستوردون عشاءهم من العواصم الأوروبية ليصلهم على متن الطائرة مباشرة ساخنا. ومن بين الأرقام التى تثير الدهشة أن المصريين ينفقون حوالى 2.6 مليار جنيه على المقاهى الشعبية ومقاهى الفنادق، فى حين يصل إجمالى ما ينفقه المصريون على غذائهم إلى نحو 56 مليار جنيه سنويا. منها نحو 4 مليارات جنيه فقط على السجائر وحدها.

الأرقام تثير الفزع، وتستدعى أن يعيد المجتمع المصرى بجميع قطاعاته النظر فى أسلوب حياته. فليس من المعقول أن تعانى البلاد من تصاعد الأزمة الاقتصادية يوما بعد يوم، وفى نفس الوقت تتزايد نسب الاستيراد أو الإنفاق السفهى.


مشاركة منتدى

  • شكرا على المعلومات المفيدة التى وردت فى تقريركم
    أود أن ألقى الضوء على أن جمعيات الرفق بالحيوان لا تعنى باستيراد طعام الكلاب و القطط من الخارج.. جمعيات الرفق بالحيوان تطالب بالرحمة بالحيوان و عدم استخدام اقسوة و الافراط فيها لأن الحيوان خلق الله..
    ربما يتبادر في أذهانكم مما سيأتي إننا المهتمون بقضايا الرفق بالحيوان مدللون.. و لا نراعى الرفق بالإنسان الذي هو في حاجة ماسة و ملحة..
    لا يا سيدي فالذي يعطى جزء من وقته للرفق الحيوان طبيعي أن يعطى أكثر وقته للرفق بالإنسان.. و لسنا بصدد الإعلان عن سبل مساعدة الناس لآن ذلك يكون بسرية لنبل الهدف. أما الحيوان.. فالمناداة بالإحسان للحيوان و الرفق به و عدم القسوة إنما هي من سمات الإنسانية..

    اليكم بعض المواضيع التى تعنى بها جمعيات الرفق بالحيوان:
    الذبح : آداب الذبح
    علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله (إن الله كتب الإحسان على كل شيء , فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة , وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة , وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)، فالذبح له آداب ينبغي على المسلم مراعاتها، ومن هذه الآداب التي تدل على عظمة هذا الدين أنه حث على راحة الحيوان المذبوح قدر المستطاع،
    الرفق بالحيوان فى الدين
    ولنقرأ هنا فقرات من بيان وزير الأوقاف المصري الشيخ أحمد حسن الباقوري، الذي ألقاه في مجلس الشعب المصري، مبينا مآثر الوقف الخيري الإسلامي.
    قال رحمه الله: (ولقد تأخذ أحدنا الدهشة - وهو يستعرض حُجَج الواقفين - ليرى القوم في نبل نفوسهم، ويقظة ضمائرهم، وعلوِّ إنسانيتهم، بل سلطان دينهم عليهم: يتخيَّرون الأغراض الشريفة التي يقفون لها أموالهم، ويرجون أن تنفق في سبيل تحقيقها هذه الأموال.
    وربما استشرفت النفوس إلى أمثلة من هذا البرِّ يعين ذكرها على تفصيل هذا الإجمال. فإلى هذه النفوس المستشرفة نسوق هذه الأمثلة:
    وقف الكلاب الضالَّة
    ليس كل كلب ضال عقور و نحن المسئولين حكومة و شعبا بسبب عدم الرعاية و عدم تطبيق أصول و مبادىء الإسلام في التخلص من نفاياتنا.. و عدم التعاون مع الجمعيات الخيرية المختصة التي قدمت عرضا للحكومة بتولي مشروع ضخم لتعقيم الكلاب الضالة و اخصائها دون تحميل الدولة أى ميزانية.

    دينا ذوالفقار
    ناشطة في حقوق الإنسان و الحيوان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى