الخميس ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠٢١
بقلم محمد أحمد زيدان شاكر

معا سويا

ألـم تَـشعرْ بأنك لـست شـيّا
ألـم تـجلسْ وحـيدا أو خليّا
ألم تنظرْ إلى الملكوتِ حينا
ألـم تسألْ لماذا صـرتُ حـيّا
لـقد مـرَّ الزمانُ ولـستُ إلا
سرابا فـي الزمان بدا جليّا
فـلا الأيامُ تعرفني قـديمـا
وتطـويني اللـيالي الآن طيّا
فهل جئنا إلى الدنيا هـباءً
أمـن مـعنى سـتقرأُ مُـقلَتيّا
وهـل جِئنا لنظمئَ أم لنُروى
وإنْ نُـسقى تُـرى مـاء نـقيّا
حيارى في الحياة نُرى حيارى
وإن مِـتنا أنَـكْتَشِفُ الخَفيّا!
بـلى في غربة الإحساسِ تَـبقى
تَـرى أفـقا كـئيبا أو رديّا
فألـقِ الريبَ إنَّ الريبَ حُـزنٌ
وأمسـكْ بـي نَسـيرُ معا سويّا
ألـم تشعرْ بـأنـك بعض ريـح
وتطـوي الأرض والأفـلاك طـيّـا
ألـم تُغلِقْ بهذا الكون عينا
لـتُبصرَ حـينها كـونا عـليّا
ألـم يـهـتزَّ مـِنْ كَفَّيكَ جِـزعٌ
ألم يُسقِط لك الرطَبَ الشهيـّا
ألـم تَـحلُمْ بسيرك فوق نجـم
ألم تُـمسكْ بـقبضتكَ الثريّـا
بلى فـي نشوةِ الإحساسِ تبـدو
كـأنك قـد غـدوتَ مـلائـكيّـا
فألقِ الحزنَ إنَّ الحُـزنَ سِـجنٌ
وأمسكْ بـي نطيـر معا سويّـا
ألـم تشعرْ بأنـك مثل شـمـس
وقـد نَثرتْ شُعـاعـا لؤلؤيـّا
ألم تـحلمْ بأنـك بعـضُ غيـم
ومـن مطرٍ مـواتا صـار حيـّا
ألم تبحرْ ببحرِ الحـب يومـا
ألـم ترجـعْ بقافلةٍ غـنيّـا
ألم تنثرْ بدُرِّكَ يـا صديقـي
ومِـنْ كَـرَمٍ غـدوتَ الحاتميـا
بـلى في رقَّـةِ الإحساسِ تبـدو
كـأنك قـد غدوتَ لـنا نبيـّا
فألـقِ اليأسَ إنَّ اليأسَ مـوتٌ
وأمـسكْ بـي نُحـبُّ معا سويّـا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى