الأحد ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
كفيفة غزة تطرب المتضامنين
بقلم ملكة أحمد الشريف

مع الأسرى في مقر الصليب الأحمر

في يوم التضامن الأسبوعي مع الأسرى كل اثنين في مقر الصليب الأحمر بغزة يتكرر مشهد المعاناة والآلام والآهات التي ترتسم على ملامح ذوي الأسرى ينتظرون أمل الحرية لأبنائهم .
ففي اليوم الذي صادف السادس عشر من يناير من هذا العام اختفت معالم الحزن و الأسى من وجوه أهالي الأسرى للحظات لنجد الابتسامة و الفرحة ترتسم على وجوههم هذه المرة، ليست لأسير أفرج عنه من سجون الاحتلال، ولا لقرار صهيوني يسمح لهم بزيارة أبنائهم الذين لم يروهم منذ زمن بعيد، بل لصوت امرأة كفيفة تعزف بعودها وتغني من أجل الأسرى وحريتهم وهو ما اعتبروه جديداً بالنسبة إليهم.

"نور الأمل بارود" هي امرأة كفيفة لا تبصر أمامها، تحمل في يدها "عود" وتغرس في عقلها أناشيد وأغاني وطنية للإفراج عن الأسرى لنيل حريتهم، فهذه المرأة أبت رغم إعاقتها إلا أن تشارك أهالي الأسرى آلامهم وآمالهم بطريقتها الخاصة.

ألحان وأغاني جميلة شدت قلوب أمهات الأسرى حتى آخر دقيقة في اليوم التضامني الأسبوعي لهم في مقر الصليب الأحمر بغزة حيث غمرتهم فرحة عارمة وابتسامة علت وجوههم رغم آلامهم وأحزانهم على أبنائهم وأحبتهم.

من أغانيها وألحانها :"مهما ضام السجن وطال.. لازم يجي يوم ويزول.. وتشرق شمس الحرية.. وبعد الليل بيجي انهار.. يا أسرانا يا أحرار.. إرادة وعزم وإصرار.. بالصمود والتحدي.. وقفوا في وجه الأشرار"..هذه بعض الكلمات التي أنشدتها "نور" من أجل الأسير وأهله المتضامنين في مقر الصليب الأحمر.

حيث تجمع عشرات الأهالي حول "نور" لسماع صوتها الجميل وألحانها الرائعة وعيونهم ترنوا إلى رؤية أبنائهم وأحبتهم ويغمرهم شعور بالفرحة والسرور نتيجة ما أحدثته أناشيدها وألحانها في قلوبهم، متمنيين أن تدوم هذه المرأة وأن تأتي كل يوم اثنين في مقر الصليب لتشاركهم في معاناتهم.

بدورها قالت الكفيفة نور بارود جئت اليوم لأشارك وأتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال، ومع أهاليهم الصامدين المتضامنين مع أبنائهم في مقر الصليب الأحمر بغزة، آلامهم وأحزانهم وأقول لهم انتم الذين تأسرون الاحتلال الصهيوني بصبركم وعزيمتكم وصمودكم".

ووجهت بارود رسالة لأهالي الأسرى قائلةً :"إن الصبر والثبات سيحقق أمانيكم وأحلامكم بالإفراج عن أبنائكم لأننا في أرض الرباط"، مضيفةً: سنضحي بأغلى ما نملك من أجل أن تعود أرضنا وأن يعود أسرانا إلى ديارهم مكرمين معززين.

وأنهت "بارود" بصوتها الشجي سلسلة من الأناشيد التي أجبرت المستمعين من أهالي الأسرى والصحفيين أن يبقوا منصتين لها حتى آخر ألحانها التي غنتها من أجل حرية الأسير الفلسطيني.

وأعرب أهالي الأسرى شكرهم لهذه السيدة الكفيفة على إطلالتها التي لم يعهدوها من قبل طوال فترات الاعتصام على مدار سنين وتمنوا من جميع أفراد الشعب الفلسطيني أن يتضامن معهم كل بطابعه الخاص كما كان من نور التي فاجأتهم بهذه الوقفة الانسانية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى