الأربعاء ١٦ أيار (مايو) ٢٠٠٧
حوار حول الأدب الإفريقي الفرنكوفوني
بقلم كمال الرياحي

مع المستفرقة الفرنسية دومينيك رانيفوزون

لم تعد إفريقيا السوداء تمثّل الفضاء الأسطوري والخرافي الأكثر غموضا والفضاء البكر الذي يغري المكتشفين والباحثين في الانتروبولوجيا والجيولوجيا وفي نشأة الأديان والإنسان فقط ، بل أصبحت منذ سنوات قبلة النقاد الباحثين في الأدب فقد قدّم الأدب الإفريقي خصوصية جديدة للمكتبة الأدبية العالمية واستحق من خلالها انتزاع جوائز عالمية كبرى أهمها نوبل عن طريق وولي سوينكا (نوبل للآداب 1986) نيجيريا. ونادين غورديمر (جنوب إفريقيا) ، 1993 وجون كويتسي من جنوب إفريقيا 2003
دومينيك رنيفوزن ناقدة فرنسية وأستاذة بجامعة السربون لسنوات اختارت أن تلاحق المتون الأدبية الإفريقية في جزيرة مدغشقر . وخصّصت بحوثها لدراسة هذا الأدب وتعدّته إلى دراسة تاريخ الأدب الملغاشي فصنّفت عددا من الكتب حوله وأقامت لسنوات في مدغشقر تتقصّى تفاصيل الحركة الإبداعية هناك .

التقيناها لأوّل مرة في الجزائر في الملتقى الدولي للسرديات بجامعة بشّار فكانت لنا لقاءات أخرى أثمرت هذا الحوار الذي صحبتنا فيه رنيفوزن إلى عمق جزيرة مدغشقر كاشفة لنا عمق ما يحبّره الكتّاب هناك .

1- كيف كان اللقاء الأول لدومينيك رانايفوزون بالأدب الإفريقي ؟ وما سرّ هذه الالتفاتة ؟
 بدأت أبحاثي انطلاقا من الوضع في مدغشقر بما أنني تعرّفت على هذا البلد بفضل زوجي منذ 25 سنة .
في البداية ، قرأت وتابعت : البلد ، الناس ، علاقاتهم بالذاكرة والأدب . حضور أوغياب هذه العناصر في تكوين ثقافتهم وتوارثها . ثم شرعت في انجاز أطروحة عن الأدب الفرنكوفوني سنة 1998 في محاولة لتحليل معمّق لهذا المنجز ولأصوله ولخصوصياته وأبعاده وقد وقعت مناقشة هذه الأطروحة سنة 2002 في جامعة باريس 13 .

منذ ذلك الحين . اتّسعت دائرة اهتمامي لتشمل مناطق أخرى من الأدب الفرنكوفوني الذي وجدت فيه أوجه شبه كثيرة بالأدب الملغاشي .
إن الإهتمام الكبير الذي أوليه لهذا الانتاج الفرنكوفوني خارج الحدود الفرنسية والحدود
الملغاشية يدخل ضمن اهتماماتي بالإمكانات التعبيرية للغة الفرنسية وقدرتها على الخلق . وهي لغة مشتركة لكل هذه الآداب وفضاء لتنافذ الثقافات .

2- سوف نعود إلى هذا بأكثر دقة، لندخل عالم الأدب الملغاشي هل تعتبرين أن هذا الأدب أدبا مهمّشا ؟

 عندما نتحدّث عن “الهامش” أو” المحيط” ، هذا يعني أننا نفكّر انطلاقا من “مركز” قد يكون ، ضمنيّا ، باريس . لقد كانت هذه الوضعية هي القائمة رسميّا طيلة الفترة الاستعمارية حيث السيطرة اللغوية لم تكن سوى إحدى إشارات السيطرة السياسية .
اليوم ، مازالت باريس مكان الهيبة حيث يتمركز عدد كبير من دور النشر وحيث تسند الجوائز الأدبية المرغوب فيها . وفي معرض الكتاب–مارس 2006- وقع الاحتفاء بالفرنكوفونية كضيفة شرف ، غير أن الوضعية تغيّرت . فشبكات الفرنكوفونية تشجّع على التبادلات جنوب-جنوب ، ويقع تنظيم عديد المعارض والمهرجانات في أماكن مختلفة لذات الغرض ، كما انه بدأت تظهر دور نشر لفائدة أدب الجنوب في الكيبيك مثل ” مذكرات المحبرة” ؟، ومالي مع ” شجرة التين” وفي أنتناناريفومع ” تسيييكا ” .

كما شجعت شبكات الانترنت هذه المبادرات التي اعتبرتها صحّية جدّا . الأدب الفرنكوفوني الملغاشي ، الذي يتواجد مع الأدب باللسان الملغاشي ، هولسوء الحظ قليل الانتشار في مدغشقر نفسها .
في فرنسا حيث تنتشر أعمال بعض الكتاب ، يقع خلطه بالأدب الإفريقي
 طبيعي ، أليست مدغشقر بلدا إفريقيا؟؟؟
 مبرّر هذا الخلط وغير مبرّر في آن ، فهذا الأدب يعكس ما يحصل في جزيرة مدغشقر ، التي هي جزيرة قريبة من إفريقيا ولكن في نفس الوقت مختلفة جدّا بسبب سكّانها الذين ينحدرون ، في معظمهم ، من آسيا .

3- كيف تخطّيت الصعوبات والوصول إلى هذه الضفّة القصيّة ؟ هل أتقنت اللغة- أولنقل اللهجات الملغاشية - أم اكتفيت بالمدوّنة المكتوبة بالفرنسية ؟
 مازالت بصدد تعلّم الملغاشية غير أني لست متمكّنة منها لدرجة القدرة على تحليل نصوص أدبية ، ولهذا السبب لا أشتغل إلا على النصوص الفرنكوفونية ، وإن كنت آخذ بعين الاعتبار الإنتاج الملغوفوني ، الذي يتعلّق خاصة بالشعر .
تواجد هذين المنجزين ظاهرة هامة جدّا لأن جانبين من الحس الملغاشي يجدان إمكانيات مختلفة لتعبيرات متكاملة .
العوائق الأخرى تتعلّق بالمنطق ، بالإحساس ، بفهم المسكوت عنه ، وهوكثير جدّا، كل ذلك يأتي بالصبر والسماع وربط الملاحظات بالقراءات والتفهّم ، وهذا ما يسمّى بالاندماج ولا يأتي الأمر قرار .

4- المعروف عن الأدب الإفريقي أن قسما كبيرا منه هوأدب شفوي . هل ينسحب هذا الأمر على الأدب الملغاشي ؟
 فعلا ، هنالك عديد الخرافات والأمثال الشعبية التي يعمد الكل الاستدلال بها في الخطاب الذي يكوّن الحياة الإجتماعية ، الأغاني والأحاجي …كل هذه الأجناس يقع جمعها ونشرها لأنها أجناس تهددها أساليب الحياة الجديدة : التلفزيون …ولكن هذا الاهتمام ليس جديدا . فمنذ القرن 19 نظّم المبشّرون والملوك هذا العمل . الأدب الشفوي يتغيّر كالأشخاص واللغة والحياة ، هوجانب من الثقافة . يغذي الإنتاج الكتابي ويتغذّى هونفسه من عناصر الحياة العادية .
الأدب باللغة الملغاشية مكتوب أيضا منذ 150 سنة ، مع نصوص عديدة في الشعر والمسرح والأغاني ونصوص في الفلسفة والتاريخ والاتنولوجيا وأدب الرحلة والمقالات السياسية والروايات .

5- ما هي خصوصيات هذا الأدب ؟
 الأدب الفرونكوفوني في مدغشقر ، كما في بلدان عديدة أخرى ، يرجع باستمرار إلى الوضعية في مدغشقر ، الوضعية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية ….
المشاكل العويصة التي تعترض هذه الجزيرة التي تعاني في هذه العشريات الأخيرة من آفات ومشاكل كبرى وتغرق في فقر مدقع .
 وصلت نسبة الفقر فيها إلى نسب مفزعة
 وهوكذلك، هناك إذن حاجة للكلام ، للصراخ وللتعبير عن المعاناة والتعبير عمّا لا يمكن قوله في النقاشات اليومية أولغياب مناخ للحوار في مجتمع مثل مدغشقر .
 طبعا، أينما كان الفقر لا تسأل عن حرية التعبير والديمقراطية .
 أجل ، لذلك يبدولي الأدب بالفرنسية يبدولي أساسا مساحة لحرية التعبير ، جرعة أكسجين مهداة في حالة من الاختناق . وهوبالإضافة إلى ذلك فضاء خلق لغوي لا ينبغي أبدا نسيان هذا الجانب الجمالي الذي دونه لا نتحدّث إلاّ عن تحقيق صحفي وليس عن أدب .
في هذا المضمار ، كل كاتب يحاول ابتكار طرق للتعبير خاصة به .
 هل يمكن أن تذكري لنا أمثلة دقيقة عن هؤلاء الكتاب وما يميّزهم عن بعض ؟
 طبعا أعطيك بعض الأمثلة ، دافيد جاوُومانُورُويلعب كثيرا على استراتيجية التناص وترجمة الأمثال والسخرية . راهاريمانانا وميشال راكوتوسون يعيدان توظيف الشخصيات المرجعية القديمة في الخرافات ويشتغلان عليها . آستار نيرينا وفولونا بيكار تعتمدان على جمالية التكثيف التي تقترب من الشعر الكلاسيكي لل”هانتُي” . وهلم جرّا .

6- هل للكتابة النسائية أي ثقل في المشهد الأدبي الملغاشي ؟
 مدغشقر عرفت ملكات منذ 1828، رانا فالونا إيار التي تلتها ملكتان بنفس الإسم هذا البلد إذن متعوّد على أن تصل النساء فيه لكلّ مراكز المسؤولية والنفوذ . توجد عديد الكاتبات في مدغشقر ، كما هوالشأن بالنسبة للرسامات والموسيقيات والشخصيات السياسية كالوزراء والدينية كالقس الروتستان والجامعيات وسيدات الاعمال.

كراريس راتسيفا ندريا هَا مَا نَانَا (1978-1926) كانت روائية وشاعرة شهيرة باللغة المالغاشية .إيستار رامامُونجيسُوَا كتبت وتكتب كثيرا باللغة الملغاشية .
كذلك الأمر مع الروائيّتان والمسرحيّتان شارلوت رافُنُومانجاتُوكريستيان رَامانَا نْتْسُوَا في مدغشقر ، وميشال راكُوتُوسون في فرنسا …دانييلاّ راسُوَاهاهارُوواستار نيرينا كانتا شاعرتين كبيرتين .
يمكنك أن تقرأ في “أخبار مدغشقر” أقدم الكاتبات أوالقاصات بَاوُورالاَمْبُو، ليلاَ رَاتْسيفا نْدْريهَا مانانا ونساء صغيرات في السن مثل ريلُوفي ونيَالي آنْدْريا مانا نْجارَا …

كما ترى ،إذن ، كل الأجيال حاضرة ، ولكنني لن أقول مع هذا أنني أميّز أدبا نسائيّا كظاهرة. هناك كتّاب يهتمّون باللغة والوقائع ومن بينهم نساء ، كل واحدة منهنّ كغيرها من الكاتبات، تعمل على رسم دربها الخاص .

7- هل استطعت ، باعتبارك ناقدة ، أن تتخلّصي من عين المستعمر القديم وأنت تباشرين نصوص الملغاشيين بعيدا عن التبشير؟
 لقد ولدت سنة الاستقلال ، ولذلك استطعت الانفلات من الجوالاستعماري والعقلية التي كانت سائدة فيه ، وليس لي أي مزيّة في ذلك . ولكن لابد من الاعتراف بحقيقة أنه ، في الغرب ، المعايير الأدبية مختلفة عمّا هو، ضمنيّا ،ومعمول به في بلدان فرونكفونية أخرى .
لا يوجد في هذا شيء من الاستعمارية بالمعنى السياسي للكلمة . إن مستلزمات شكل الاشتغال على اللغة والخلق الفنّي ودرجة التأقلم الدنيا للمتلقّي الغربي كلّها عوامل تؤثّر في انفتاح السوق الفرنسي للنشر من عدمه . وهذا الأمر معمول به في كل مكان في العالم ، فما إن نجتاز الحدود الثقافية علينا ان نتقبّل النصوص التي تكون متكيّفة مع الإطار وليس مع آخر ما يعتبر صاحب هيبة بالنسبة للبعض ويعتبر عاديا بالنسبة للبعض الآخر .
ومن هنا جاءت أهمية أن نعرف جيّدا المجتمعات التي يولد فيها الأدب الذي ندرسه ، كي لا نطبق بعمى المعايير غير المناسبة ونحتقر ما هومناسب لكن لوضعيات أخرى .

8- عرفتِ الأدب العربي الفرنكوفوني – شمال إفريقيا- ما رأيك في هذا الأدب والرواية تحديدا ؟
 بفضل زملاء من الجزائر ، تحديدا ، قرأت روايات مغاربية كثيرة خلال السنوات الأخيرة ، ولا بد أن أعترف أن هذه المنطقة متقدمة فعلا على المحيط الهندي . الروائيون عددهم كثير ، يعرفون كيف يوظّفون الأدب الكلاسيكي ويغذّون كتاباتهم أيضا بالكتابات الغربية . هذا الفضاء المغاربي ملتقى الطرقات المشتركة للآداب الفرونكفونية .
أنا معجبة كثيرا بآسيا جبّار ، ميساء باي ، الرزقي ملال وعبد القادر الجماعي وأحب أن أدخل في فكّ الشيفرة الصعبة التي تتطلّبه قراءة كاتب ياسين ورشيد بوجدرة وأمين الزاوي . هذا تمرين ممتع وأحيانا مؤلم أن تدخل في حساسيات أخرى ، أن تترك نفسك تُستدعى في لغتك الخاصة وتمرّ إلى عوالم أخرى وتكتشف جزءا فقط من ثرواتها وطرقها المسدودة ، مازالت إذن أمضي في طريقي المغاربي .

9- ما هي نقاط التشابه ونقاط الاختلاف بين الفرنكفونية الإفريقية السوداء والفرنكفونية العربية ، وأنت الباحثة في الأدب المقارن ؟
إن نقاط التشابه تخصّ وضعية هذه الآداب : كلّها في حالة التقاء . لغات تتغذّى من ثقافات ( شفوية أومكتوبة ، قديمة أوحديثة ،دينية ..أحيانا )
هذه الآداب تعطينا فرصا جديدة لمساحات ثقافية كانت فيما مضى مغلقة على نفسها . وهي كذلك المكان البعيد الذي يمكّن من التفكير والتساؤل عن المجتمعات ، لأننا نعلم جيّدا أن الابتعاد ، عن طريق اللغة أوالمنفى، يساعدنا على الوعي بالقيم وبالحدود اللامرئية لتلك الثقافات والمجتمعات عندما نعيش معهم ذهنيا .

هذا بالنسبة لنقاط التشابه وهي قويّة جدّا . أما بالنسبة للإختلافات فهي تتعلّق بالطّبع بالمجتمعات التي تولد فيها هذه الآداب وتتسبّب في حضور موضوع دون آخر .

هنا التساؤل يتعلّق بالذاكرة ، يتعلّق التساؤل الممنوعات التي تمسّ مجالا ما من الحياة . هنا مجال آخر .

في كل مكان ، يحاول الأدب فتح الأبواب المغلقة واستكشاف الذكريات الممنوعة . تمثّل الكتابة فرصا لابدّ من استغلالها للتحرّر من الأغلال ومحاولة العيش عبر الأساطير. كما تمثّل أيضا فرصا للحصول على المكانة التي نستحقّها في عالم مفتوح ولكنّه لا يأتي ليهديك هذه المكانة ، لا بد أن نستحقّها أوّلا . أن نحصل عليها لأنفسنا بأنفسنا لا بد أن ننتزعها من خلال الخلق .

10- هل مازال الكاتب الأسود يلهج بسؤال الحرية والتحرّر أم أنه تجاوزها بعد ذهاب زمن العبودية وانتهاء الاستعمار الأوروبي ؟
تعود فترة أدب النضال التي تمجّد القوميات إلى السنوات الأولى للاستقلال . كنّا نعتقد إذن أن الأدب لابدّ ان يكون في خدمة الدّول التي سوف تُبنى ،أن يقدّم الأدوات الإيديولوجية قبل كل شيء . ويدخل في هذا الإطار الصورة الثقافية للثنائيات : مسيطر/ مسيطر عليه وأسود / أبيض ومحلّي / مستورد.منذ أربع عشريات تغيّرت التوازنات الدولية وراجعت المجموعات البشرية مفهوم الهويّة الذي حسم أيام تمجيد النضال .

لقد فرضت الوقائع المعقّدة والمؤلمة نفسها على النظريّات . ومازال الأمر متعلّقا بالحرّية ، وبالهوية ، ولكن منابع الانغلاق أصبحت في مستويات مختلفة وتوجد داخل المجتمعات كما في خارجها ، إن الآداب تعبّر عن حركة المراجعة هذه وتحكي الأوجاع الداخلية ، الظلم الذي يمسّ أعضاء نفس العرق ونفس الثقافة .
إن هذه الاهتمامات وقع التعبير عنها بأشكال أدبية مختلفة جدّا وتذهب حتّى الفوضى الداخلية في مرحلة السّرد وحتّى ابتكار مفردات جديدة لإعطاء شكل للفوضى ، للعبث ، لفقدان معنى التاريخ الذي تغرق فيه هذه المجتمعات .

11- يتّسم الأدب الإفريقي بالمحلّية الشديدة فهوأدب يتشرّب من الميثيولوجيا والبيئة والعادات والتقاليد والدين . هل اكتشاف هذه العوالم المدهشة كان محفّزا لك للعمل على هذا الأدب أم كان ، بصعوبته ، منفّرا ؟
 يوجد في كل أدب ، بما في ذلك الأدب الفرنسي ، جانب من التشفير الثقافي ، عناصر إيماء، إيحاءات قد لا تكون مفهومة تماما إلا للقرّاء الذي يعيشون داخل تلك الشيفرة ، بالمراجع التي تعمل لديهم بشكل طبيعي .

ويبدوهذا الجانب جليّا عندما تهتمّ بالآداب المنحدرة من ثقافات أخرى لأنك تفهم أنّك غريب عن كلّ هذه الإشارات المتناثرة في النصّ : أسماء الأماكن والشخصيات لا تذكّرك بشيء ولا تعني لك شيئا ، وقد يغيب عنك مغزى بعض ردود فعل الشخصيات درجة الخضوع أوالتمرّد ، موضوع المطالبات أوالانتقادات لا يبدوواضحا .

يوجد في هذا الغموض نفسه جانب محيّر لا يشجّع البعض ولكنّها ، بالنسبة إلى تحديدا ، جانب مبهر . وهوالذي يجذب القارئ المتعب من عمله المسطّر الذي يعرفه حق المعرفة فيودّ أن يترك نفسه ينقاد إلى مخيال لا سيطرة عليه عقليا .
أحد الأسباب الرئيسة لنجاح الآداب الفرنكفونية في فرنسا يعود حتما إلى ذلك الغموض الذي يبعدنا عن نقطة الارتكاز الأوروبية متمثّلا في أدب فرنسي واثق من قيمته المرجعية العليا .

هذه النصوص تلعب اذن دورا كاشفا أمام وضع لا يمكن اعتباره حتميّا . إنها تدفعني إلى إيجاد العناصر الناقصة ، إعادة قراءة التاريخ – خاصة التاريخ الاستعماري – بنظرة الآخر ، أوالآخرين ووضع وجهات النظر هذه الواحدة مقابل الأخرى . هذا الأمر يتطلّب مجهودا حقيقيا لكنه يفضي إلى آفاق أخرى وشعور بالتحرر إضافة إلى النظرة النسبية إلى المعارف وهي أمر ضروري لأي باحث . كل هذا ، أدين به للآداب الفرنكفونية ، لهؤلاء الآخرين الذين يتدفقون على المشهد الأدبي الغربي.

12- هل واجهتك مشكلة العثور على المراجع والوثائق لهذا الأدب الإفريقي ؟
 بكل تأكيد ، لا بد أن أدرك المفاهيم الضمنية للنصوص الأدبية ، أن أبحث من ناحية الإتنولوجيا ، التاريخ ، علم الاجتماع وحتى العلوم الدينيّة ، كل هذا دون الغرق أوإضاعة الخيط الذي يتمثّل في تحليل المتون.
أشتري عديد الكتب في تنقلاتي ، وهذا يبين لي أيضا أن المنشورات الفرنسية وحدها لا تعطي فكرة كافية عن انتاجات ثقافة ما وإنّما هي فقط نتيجة اختيارات بعض أصحاب القرار .

التعويل على بيبلوغرافيا وضعها آخرون ، يعني أن نترك أنفسنا سجناء اختياراتهم التي هي مبررة بالنسبة لأعمالها وليس لأعمالنا نحن .
13- هل ساهم تنوّع اللغات المحلّية في اثراء هذا الأدب أم ساهم في تشتيت ملامحه ومدوّنته بين مدوّنات ؟
 تعدد اللغات التي تستند عليها الآداب الفرنكوفونية يسهم في طرافتها بمعنى تميّزهم ، في ابتكار كلمات أوتعابير مأخوذة منها وهي عديدة جدّا وتظلّ دائما منبع اكتشاف وانبهار ، حتى بالنسبة للذين لا يفهمون اللغات /المنبع .
هنا أيضا ، من لا يستطيع الوصول إلى هذه اللغات لا يستطيع أن يدّعي فهم النصوص تماما ولكنّه يتقبّل ما يكفي من المعنى واللامعنى ليشعر أنه مدعوإلى عالم ذهبي لم يكن يتصوّره . تباين الأشكال هوببساطة انعكاس لوحدة التمشّي بين الثقافات . وهويبين أيضا مدى قدرة اللغة الفرنسية على استيعاب المفاهيم ، المفردات والهياكل الغريبة عنها .
يتعلّق الموضوع إذا بتشعّبات نواح عديدة من حركة واحدة .

14- كيف كانت صورة الرجل الأبيض في أدب الكاتب الأسود؟
 لم يكن هناك ، مثلما هوالحال في زمن العبودية ، هاجس الرجل الأبيض الذي ينبغي أن يقع وضعه دائما في مواجهة الرجل الأبيض ، هذا التعبير نفسه أصبح له اليوم معنى مختلف جدّا حسب المناطق إذا كنّا في هايتي أوفي الجزر الإفريقية الفرنسية في مدغشقر أوفي موريس ، في عالم المهاجرين في فرنسا أوفي المغرب العربي . هذه الاختلافات في المعاني في الواقع لا يمكن الانتباه إليها إلا ممن يستطيع الوصول إلى ذاكرة الطبقات ، التي توارثت أفكارا معيّنة .
الكتاب يناورون أويتلاعبون بهذه المفردات حسب مشاريعهم الشخصية مما يجعل القراءات أحيانا صعبة .
في مدغشقر ، البيض قليلوالحضور نسبيا في النصوص المعاصرة لأن الاختلالات الاجتماعية متأتية لدرجة كبيرة من موازين القوى الداخلية في المجتمع ، عديد النصوص الإفريقية الحديثة ، مثلا “عبور ” للدجيبوتي وابري . “عندما نرفض أن نقول لا ” الرواية التي ظهرت بعد رحيل أحمدوكوروما أو”على نار هادئة ” للقُموري سليم هاتوبوتسير في المقابل إلى تأثير أوروبا على رجال السياسة الأفارقة.

الرجل الأبيض يظلّ ،إذن، في كواليس هذه النصوص التي تظهر الوضعيات المصائبية التي يؤدي إليها الحفاظ على السلطة من طرف مسؤولين مرتشين.

15- يقول أحد النقّاد أن الرواية هي الجنس الأدبي الوحيد الذي دخل عن طريق الاستعارة ، بينما الشعر والمسرح كانا جزأين من الثقافة الإفريقية . كيف ترين هذا الرأي ؟
 صحيح أنه في أغلب البلدان ذات التقاليد الشفوية ، الجنس الأدبي الأول هوالشعر ، تُفاجأ بحضور سهرات شعرية ، برؤية عدد الدواوين المنشورة ، رغم أن القراء تتحكم بهم قدرة شرائية محدودة جدّا مثلما هوالحال في هايتي أومدغشقر . المسرح أيضا جنس ديناميكي لأنه يصل إلى الناس بشكل مباشر .
ولكن هذين الجنسين الشعبيين ، المناسبين للأوضاع والعقليات ، قليلا النشر ، ولا يقع تصديرهما كثيرا ولذا فإنهما ليسا معروفين كفاية من النقاد الغربيين الذين يكتفون فعلا لكن لا نجدها في المراجع . في الغرب ، الناشرون اختاروا أن يعرفوا خاصة بالروائية من خلال المسابقات . يقع التدخل إذا في الإنتاج الأدبي حسب الطلب الغربي ،وهذا يمكن تفهمه ولكن لا ينبغي أن يجعلنا ننسى أنه ليس انعكاسا صحيحا للإنتاجيات المحلّية .

16- رأى المستفرق الفرنسي روبير باجيار أن الرواية السيرذاتية هي النوع الطاغي على الرواية الإفريقية ، هل لمست هذا في الرواية الملغاشية ؟
 لا لأنّ المجتمع الملغاشي لا يرفع كثيرا الخطاب الفردي كل فرد هوقبل كل شيء عضوفي مجموعته ومتضامن مع تمشياتها وقيمها .
لا شك إن هذا يخلق مشاعر اختناق لدى أولئك الذين يريدون تقديم خطابهم وحدهم مسؤولون عنه .

ميشال راكوتوسون وجان لوك راهاريمانانا يجرؤون على إدخال عديد العناصر الذاتية في رواياتهم مما يمس قدسية التقاليد وهيبة الأجيال السابقة ومنزلة قرية الميلاد ، القومية كل هذا يسهم في انشقاق هذا الأدب الفرنكفوني الذي يتجرأ على الخروج عن التضامن المقدّس أوالأسطوري .كانت النتيجة المؤسفة لهذا التوجه في الإخفاء والسكوت أن شخصيات كبيرة ترحل دون أن تترك تحليلها الخاص للاحداث التي لعبت فيها دورا هاما ، أقصد مثلا نبلاء المارينا الذين استقبلوا المبعوثين الانكليز الأوائل ، في قادة الحركات القومية لسنة 1915 (v.v.s) أو1947 ( mdrm) الذين لم يعطنا وجهة نظرهم عنهم سوى رايمون ويليام رابمانانجارا وآلبار راتسيمامانغا. ما ينقصنا هونظرة من الداخل لفترات عديدة . ليس لدينا سوى وثائق طويلة – أكثر من اللازم- مكتوبة من طرف أجانب يقدمون فيها نظرة خاطئة .

17- أرى أن الحكاية الشعبية تمثّل نبعا لمعظم القصص القصيرة الإفريقية . كيف وجدتها “دومينيك” في المشهد القصصي الملغاشي ؟
 الأدب الملغاشي ، كما سبق وقلت ،أدب تساؤل ، صحيح أنه يستعيد عناصر شعبية مثل التقاليد والنظرة القريبة لحياة القرى والمدن ، ولكن ذلك يحدث دائما مع مسافة من السخرية .

وفي هذه المسافة يُولد الأدب ، إنّه لعبة إخراج هذه العناصر المأخوذة من الواقع .
التجذّر في الواقع المشترك للجميع ، في صورة شخصيات ( الراقص إيبونيا في مسرحية بنفس الإسم لميشال راكوتوسون أورانوروامرأة المياه في الخرافة التي أصبحت شخصية في الرواية نور ، 1947 ، لراهاريمانانا) أووصف التقاليد السحرة لدى جاوُوما نُورُو، حمام العظام الملكية في ” حمام البقايا”.لميشال راكوتوسون ، تغيير الأجداد في مسرحية فاماديهانا لكريستيان رامانا نتسُوَا، كل هذا يؤصّل النصوص لكنه لا يكسبها الديمومة .
هي مرسومة في واقع اجتماعي يحث على الرفض ، هذه النصوص لا تصدر عن وضعيات جامدة ولا تقدّم كصور هويّة إلزامية ، وإنّما أماكن وأزمنة تفرض نظرة ذكية وجديدة للإختيار لما سيظل صالحا للمجموعة .

18- يقول المستفرق الإنجليزي كلايف ويك أن الأدب الإفريقي بارتباطه الشديد بحالة افريقيا الراهنة والمجتمعات الإفريقية يجعله قبلة السوسيولوجي أكثر من الناقد . هل هذا صحيح ؟
 حتى لوكان الأدب يشمل كمّا كبيرا من المرجعيات ، لا يجب أبدا حصره فيها فهي تصبح عندئذ شاهدة ، انعكاسا ، مذكّرة كالنص السياسي أوالصحفي وهذا أمر سيء لأنه لا يترك مجالا للتخييل.
على الأدب أن يحتفظ بخاصيته أوينصهر في هذه الأجناس الأخرى ، التي لديها أيضا قواعدها ، كالوفاء للواقع مثلا .
قراءة الآداب الإفريقية كوثائق ، يعني أن نقع في مصيدة الرواة الضمنيين الذين اختاروا المواضيع ، وجهات النظر ، أدخلوا تأويلاتهم ، واحتفظوا لأنفسهم بعض أجزاء لنفس الوقائع لأسباب تخصّهم ولا يكشفون عنها .
الروايات ، حتى وإن كانت مليئة بالوصف المستلهم كليا من الواقع ، لا يمكن أن تكون تامة وموضوعية كما ينتظر من الأبحاث الاجتماعية .
عندما نقرأ الآداب الإفريقية بهذا الشكل ، فنحن نتبنى النظرة الفوضوية والمتشائمة التي جعلت هذه الآداب تظهر ، وهذا ليس عدلا لأنه ما زالت هناك أشخاص وأشياء رائعة في هذه القارة .

من حق الكتاب أن يختاروا الضواحي الفقيرة عوضا عن الطبيعة ، الأشخاص العنيفون وعديمي الإنسانية عوضا عن الأشخاص البنائين القادرين بعدُ على المحبّة ، ولكنها كارثة أن نعتبر خيالهم الذي هوجزء من الحقيقة ، الحقيقة كلها. هذا خداع لعناصر الحياة التي، تظلّ في قلب هذه المجتمعات مثل الخمائر . إذا ، فلنقرأ الأدب على ما هوعليه ،كأدب . ولنقرأ وثائق أخرى لنرى ، بالموازاة ، مصادر أخرى للمعلومات ستضيء أكثر نظرتنا لهذه الآداب .

19- هل وجدت أثار للثقافة العربية الإسلامية في الأدب الملغاشي ؟
 وصل العرب ( ولا ندري عددهم ) إلى مدغشقر في قوارب من الجزيرة العربية في القرن 13 لأساب مجهولة إلى اليوم . ولم يعودوا أبدا لإقامة علاقات مع المكان الذين فرّوا منه( الجزيرة العربية).

لقد ظلّوا منغلقين على أنفسهم ، على الساحل الشرقي وفي الشمال ، ومنهم تنحدر الشعوب المسمّاة أنتيمورووسجّلوا أخبارهم وبعض قواعد علم الفلك في مخطوطات تسمّى ّسوراب” ونجد فيها اللغة الملغاشية بالحروف العربية .
هذه المخطوطات التي تسمّى “عربية –ملغاشية” كثيرا ما ألهمت السّحرة الذين أصبحت لهم هيبة معيّنة تحيط بهم فاحتكروها وجعل تداولها سريا بينهم.
هذه الكتابات وقع تعويضها في سنة 1820 بالكتابة بالحروف اللاتينية لنفس اللغة .الملغاشية ولم يقع أبدا استيراد اللغة العربية إلاّ فيما تعلّق بمفردات التقويم .

من جهة أخرى ، في فترة أقرب (القرن 19) ، لعب التجار العرب الوافدين من جنزبار دورا هاما في المنطقة ، ببيعهم لمزارعي كل الجزر أفارقة وقع استعبادهم من شرق افريقيا . تواصل هذا إلى سنة 1896 ، حيث وقع استعمار مدغشقر من طرف فرنسا ، وتواصل حتى بعد تاريخ منع الرقّ في أوروبا 1984 .
هذه التجارة لم تترك أثرا في الذاكرة الجماعية ولكنها مؤكّدة تماما في الوثائق .
منطقة المحيط الهندي تحاول تطوير ثقافة تكون تاليفا للشعوب الآتية من آخر العالم .

الكريولية الملغاشية أوتعدّد الثقافات ، كلٌّ يحاول إيجاد توازن يحافظ على انسجام هذه الجزر المسكونة من أشخاص شديدي التباين. فقط القمور استطاعوا ، بعد التخلّص من ثقافة البانتُو، أن يطوعوا ثقافة عربية إسلامية مهيمنة لا تأخذ بعين الاعتبار الطبقات الأخرى من الثقافة والسكان البانتووالملغاش .
20- كيف ظهرت صورة المرأة في هذا الأدب ؟

 الأدب التقليدي : الشعر الهاينتُني ، يصوّر المرأة بشكل رائع ، النصوص الأكثر حداثة من النوعية الواقعية تبين صعوبة ظروف الحياة وتظهر معاناة النساء من المجاعة ، الظلم ، العنف الجنسي فهن ، كالرجال ، ضحايا غرق المجتمع في التخلّف.

21- هل يبدوالأدب الملغاشي أدبا محافظا ؟ بمعنى هل أمكن له كتابة الجسد واستنطاق المسكوت عنه ؟
 الأدب الملغاشي الفرنكوفوني أكثر تحرّرا من الملغوفوني لأنه يستفيد من المسافة اللغوية والمكانية . ومن ثم يمكنه تجاوز المحرمات اللغوية والاخلاقية في الكتابة بالفرنسية بينما يبدوالأمر صعبا جدا بالملغاشية فهي لغة العادات والشفرات والقيم المقدسة ولغة الهوية …

ندّد ميشال راكوتوسون باتجار الطلاب المعدمين بأجسادهم للعيش ،مما أدى بهم إلى السيدا التي تفتك بهم كل حين فجعلهم هذا العار يموتون في صمت .
وتحدث دافيد جاومانوروجان لوك هاريمانانا بالفرنسية عن أعمال الهتك والعنف التي يمارسها الجنود وتجّار الهجرة غير الشرعية والأغنياء من معدومي الضمير والسّحرة الأنذال دون أن يلقوا عقابا.

22- هل التفات النقد الفرنسي إلى أدب إفريقيا فيه رغبة في استعادة الوصاية على هذه المنطقة ولوكان ذلك عبر النقد ؟
 أرجوأن لا يكون الأمر كذلك ، المجتمع الفرنسي يعطي مكانا أكبر من ذي قبل للآداب الفرنكوفونية ولكن الكفاح مازال متواصلا . مثلا لا بد من إقناع الأساتذة بالمكانة الهامة التي تستحقها هذه الآداب ، خاصة أن المجتمع الفرنسي مختلط ولاشك الشبان ذوي الأصول الأجنبية/ أبناء المهاجرين ، أنهم يجدون في ذلك نوعا من الاعتراف .

حتى وإن كان بعض النقاد يحتفظون بنوع من التعالي بالنسبة للنصوص التي تعبر عن مجتمعات مشتتة ،فلينظرون إلى القيمة الأدبية للنص وليس شرعية السلطة الموجودة .
الاعتراف بقيمة كاتب تعني فتح أبواب النشر أمامه ولكن ذلك لا يعني فرض أي سيطرة عليه أومنطقه ، بالعكس يفترض لفت انتباه القارئ إلى هذه المنطقة وربما أحيانا رفض تدخّل القوى الغربية .

23- اتسعت دائرة اهتمامك من الأدب لتشمل التاريخ العام هل أسرتك إفريقيا بشمسها الدافئة ؟ دون أن ننسى أن زوجك طبعا ملغاشي ؟
 لن أقول إنني انبهرت لأني أحاول أن انظر بموضوعية ، وليست الشمس أوالفلكلوما يهمني ، انما الناس الذي يعيشون في ضوئها، الطريقة التي تعبّر بها الذاكرة الجماعية عن التاريخ، عن الثقافة عن العلاقة بالآخر.

مفاتيح عدد من الألغاز الحالية تكمن في هذا التاريخ الذي توليه الثقافة الأوروبية اهتماما يذكر .
اهتممت إذا بالتاريخ لأتجاوز خرافات هؤلاء وأولئك، أقصد الملغاشيين والأوروبيين، وحتى أفهم الرهانات الحقيقية ودور الأدب الذي يعبر بطريقته عن ذاكرة الشعوب. لا بد للناقد من وسائل ليفرق بين ما هوواقعي وما هومن نبع الخيال.
وفي إطار هذا التوجه،اثر أطروحتي عن الأدب، كتبت معجما عن الشخصيات التاريخية في مدغشقر صدر سنة 2004 في مدغشقر تحت عنوان ” من يكون؟”، منشورات سابيا .

24- هل يمثّل اهتمامك بالأدب الملغاشي منطلقا ونقطة ارتكاز لرصد التجارب الأدبية الأخرى في إفريقيا ؟
 بكل تأكيد لأنني لا أجد اهتماماتي المتعلقة بالعلاقات مع الآخر وكسر جدار الصمت وفتح فجوات في الجدران المحرمة في إفريقيا فقط بل في المغرب العربي . أنا أسائل ما يبدوبديهيا في الهويات ، غيرن ان ما لاحظته هوأن اللهجات والتيمات والإبداعات اللغوية تختلف غير أن الموقف يظل نفسه في العمق . أظن انه إذا تعاملنا مع الأمر بهذه النظرة الحيادية سيكون الأمر ممتعا وسنمر من فضاء مكاني إلى آخر ونحلل عناصر الأدب واستراتيجياته الفنية وكيفية تمرير هذا الموقف أوذاك .

ومع ذلك فإنّ هذا الاهتمام متعدد الاتجاهات في إطار شبكة من الثقافات لا يرمي إلى جعل كل هذه الثقافات تُزجّ في نفس الخانة لأن لكل ثقافة خصوصياتها بالتأكيد .

نشر الحوار ورقيا في نسخته العربية بمجلة عمان الثقاقية

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى