السبت ٢٨ أيار (مايو) ٢٠١٦
بقلم حفيظة مسلك

مع وقف التنفيذ

لم يتمكن من تحديد هوياتهم ..مجرد العبور قبالتهم يعطيك انطباعا أنك في الخلاء بدون حدود..ترجل عن بنات أفكاره و همس في أذن العقل كيف للمنطق أن يوزع الغنيمة بالتساوي ويكتفي بالفتات غير عابئ بأن الحق حق مهما كانت الأسبابـ؟

المصافحة الأولى بوح خافت يفتك بالمكان وجدرانه الباهتة والثانية حياء ضوء مكبوث الملاح وصقيع ملامح هواء يلتمس المغادرة والثالثة بساط خشن كلما تملكه اليأس جعل جثته سجية لثورة غاضبة ..تصطدم الأشياء ببعضها على أجنحة العمر المنسي..صدقتَ يا أنا وكلي مصيبة !! ما هكذا تورد الإبل يا رجل!!?ما كان لليث أن يحتقر وللفأر مرتبة!! ضقتُ ذرعا منك يا جميل الأوصاف .. عفوا يا غريب الأطوار!! هاتٍِ فواتيري أغدو إبن الجزاء في الدرب مرتجلا..
مثالية تقبع في الصفر والاكتفاء بخيلاء التيه و التحرر من الاختبار الذهني للأشياء المحسوسة ..عالم فوضوي يئن تحت وطأة الحاجة.. كل هذا وهو في حالة من اللاوعي يفرق الشتات كلما نظر الى العناوين الغابرة والملامح الشاحبة..مكياج موحد للتغرير بالفريسة والنيل من عفويتها حيث يسمى "المتلقي" بالقارئ المنفصل عن رأسه والموصول بنبيذ التبعية... يلبد سماء السماحة بإشارة من أصبعه والمقصي من لعبة الكلمات المتقاطعة..يهز رأسه هيهات أن يشملني غروركِ المصطنع والفوز عليّ مكرها ..هناك يعيش الوريد المتقطع..وهنا ترقد أخر الأمنيات رنّ الجرس وسحب ما تبقى من آدميته بسيجارة رخيصة...

هشيم اليقظة ينتفض ليعود إلى أنا والطوفان من بعدي..يضع قبالته كل الافترضات الممكنة عن هوية الطارق ..مضى وقت طويل لم يتفقده أحد..!! لم يسأل عليه الضمير الغائب فجراََ ولا الجار والمجرور قبالته طوعاََ.. فرحة تأخد حذرها لقدوم هذا الجاثم على صدره ..أسئلة من نوع آخر تحزم حقائبها لحظة المواجهة..ما هي إلا ثواني حتى فتح باب منزله المهترئ ..وافرحتاه !!! ساعي البريد يردد تحيته المرهقة في لحظة خاطفة و يسرع في تسليم الرسالة المستعصية الفهم في هذا الوقت بالذات.. مجرد تخمين بائس يصارع مضمونها بعد التوصل بها ..لا مزيدا من الأخبار بعدما ان سئم منها الخاطر ،لا يمكن لأحدهم أن يفسد ما تبقى من عمره فالأيام تشبهه في رتابتها وعقدة لسانها وعلى مقربة من التأمل و الاقامة الجبرية لا شيء يستحق التفاعل علنا ما دامت الكائنات حوله لا تستجيب.. إنها رسالة من صديق غيّبته السنين زجرا.. يقاسمه لوعة الهجران والسؤال عن الأحوال خريفا ..ابتسامة ماكرة يغشاها البكاء جهرا..ونزل الدمع أخيرا جمرا.

كان صباحا اجتماعيا مع وقف التنفيذ ورسميا جدا في الأخد والرد..معركة محرومة من الوداع الأخير..أفٍِ ..أفٍِ على نقاش عقيم طالما تهرب من لوعته ووحدة ملّ منها حد العشق في صورتها النمطية.. إمرأة عجوزلا تمل من الغرام الأسود والمبتذل.. في كل مرة يتقبل الصدمة على مضض غير مدرك أنه للأسف أصبح من المتقاعدين والمغادرين طواعية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى