الأحد ٢٣ نيسان (أبريل) ٢٠٢٣
بقلم عزة مصطفى عبد العال

مـازن والشجرة

غضب مازن من أصدقائه أثناء اللعب، كانوا يلعبون بكرة القدم فغضب لأن صديقه أحمد أمهر منه في اللعب ولم يستطع مازن التفوق عليه ولم يتحمل الهزيمة بعد أن أحرز أحمد الهدف الرابع، نظر إليه مازن بحدة وقال "أنت أناني"، ثم تركهم وغادر، حاول أحمد أن يلحق به ويتحدث معه ليوضح له أن اللعبة تتطلب المهارة في الأداء لكن مازن ابتعد.

مشى مازن وحده في النادي حتى وجد شجرة كبيرة فجلس بجوارها ليستظل بظلها، من شدة غضبه ظل يمزق الحشائش المحيطة بالشجرة حتى عثر على قطعة صغيرة من الحجر مدببة الطرف فأخذها وكتب على الشجرة "مازن غضبان" وبعد أن انتهى سمع صوتا يئن:

 آه لقد ألمتني.

نظر مازن حوله فلم يجد أحدا لكن الصوت استمر في الحديث:

لقد جرحتني ياصديقي.

التفت إلى الشجرة وتراجع للخلف وهو يقول بخوف:

من المتحدث؟

ردت الشجرة:

أنا الشجرة لماذا حفرت قشرتي بذلك الحجر؟

تلجلج مازن وقال:

أنا لم أقصد كنت فقط أكتب اسمي.

احتجت الشجرة:

وهل تقبل أن يكتب أحدهم اسمه على جلدك؟

تردد مازن قبل أن يقول:

لا.

تنهدت الشجرة وقالت:

هذه القشرة تشبه جلدك وقد آلمتني.

تساءل مازن:

كيف تتألمين وأنت مجرد شجرة؟

ابتسمت الشجرة وقالت:

لأنني كائن حي مثلك آكل وأشرب وأنام وأنمو.

كست علامات الدهشة وجه مازن فقالت له الشجرة:

سأسألك سؤالا ماذا يحدث لو قطعني أحدهم هل ستظل فروعي خضراء وتخرج منها الثمار؟

أخذ مازن يفكر وتذكر عندما ذهب مع أبيه إلى النجار ليصنع له دولاب خاص به فرأى هناك أخشابا كثيرة, وعندما تساءل من أين تأتي كل هذه الأخشاب؟ أخبره أبوه أن الأشجار مصدر الأخشاب حيث يقطعون الأشجار ويأخذون منها الأخشاب، فاستدرك وقال:

 لا أيتها الشجرة ستجفين وتتحولين إلى خشب.

أسرعت الشجرة وقالت:

إذن طالما جذوري ممتدة في الأرض فأنا كائن حي مثلك والآن أخبرني لماذا مازن غضبان؟

أطرق رأسه وقال:

لأنهم أنانيون ولا يحبون اللعب معي.

أنت مخطئ يا مازن فأنا أراقب الأولاد الذين يأتون إلى هنا وأعرف أن أي لعبة تتطلب المهارة في الأداء وكل شخص لديه القدرة على التفوق في لعبة معينة ولا يستطيع التفوق في كل الألعاب لذلك يجب أن تتحلى بالروح الرياضية وتتقبل انتصار الآخر وهزيمتك، ويجب أيضًا ألا تغضب بسرعة وأن تسمح للأصدقاء بتقديم الأعذار وتبرير الأسباب التي دفعتك للغضب.

فكر مازن فيما قالته الشجرة وتذكر أنه ماهر في ركوب الدراجة وعندما يتفوق عليهم ويسبقهم لا يغضبون كما يفعل كلما تفوق عليه أحد في لعبة ما، فأومأ برأسه وقال:

معك حق أيتها الشجرة أعتذر منك لأنني تسببت في ألمك.

قالت الشجرة في سعادة:

هذا لا يكفي يجب أن تعود إلى أصدقائك وتعدني بألا تكون مازن الغضبان.

قال مازن:

أعدك أيتها الشجرة.

عاد إلى أصدقائه معتذرًا فاقترب منه أحمد وأعطاه الكرة ليبدأ اللعب.

=انتهت =


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى