الأربعاء ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم أحمد مظهر سعدو

مقامة أدبية على بوابة مشفى للطفولة 

حدثني عيسى بن هشام قال: في واحة للطفولة ونسق لضحكة إذا غردت في ظامئ الرمل أعشبا،وفي زمان ما من لحظات للتدفق والعطاء الإنساني لفلذات الأكباد.. وضمن تلافيف المعطى الطفولي المؤسساتي.. قدر الله أن يكون في ذؤابة الإدارة الشفائية للأطفال طاووس ليس ككل الطواويس، دأب طول النهار،وبعضاً من الليل،أن يجرب بالناس عقده وأمراضه فينفش ريشه إيذاناً بانفلات صراخ مِن فيه،مع بعض من نثرات (تفتفة) لا تخلو من رائحة كريهة،ناهيك عن ذاك الذي ينتجه بين الفينة والأخرى،من سوية بائسة للكلام،واعوجاج للغة،وتكويع للأدب والخلق.. حتى لكأنه يقف فوق مزابل التاريخ،يحاول بقصد أو بدونه،أن يطال الناس المهذبين،دون انتبـاه أو أهمية لمريض يئن،أو زائر يحن،كما أنه ودون أي التفـاتة خلقيـة لطبيعة البشر،وآهاتهم،وآلامهم،ولكأن الوجود المؤسسي قد خلق له وله وحده دون سواه..

ولعل هذا الطاووس وريشه المنفوش دائماً،وعلى طول المدى قد اعتاد منذ خمسة عشر حولاً أو يزيد،على ممارسة توضعات وارتماءات أمراضه النفسية التي لا يملك أحد على ما يبدو القدرة على مساعدته في الشفاء منها. ناهيك عن (الزعيق والبعيق) الذي يطال مسامع كل من قدر الله له أن يَعبُرَ صدفة من ممر،كان ساحة وملعباً لذاك الطاووس المنتهية صلاحيته منذ زمان غابر ونافر.

ثم تابع عيسى بن هشام في مقامته قائلاً: لم يأل هذا الطاووس جهداً من النعيق صباح مساء،فارداً أسلحة التدمير الشامل،ومستعرضاً مضادات الصواريخ البالستية التي بحوزته،وهي عادة ما تتوافق مع وعيه المغلوط،في التعامل مع الأطفال وحق الأطفال بالحياة،وبالضرورة ذوي الأطفال،وعيونهم الساهمة في المجهول،والناظرة إلى مآلات وملاذات ربانية،لابد آتية،لا ضير من تجسدها نفعاً لعيون بريئة،ستكبر يوماً،وستكون أمل المستقبل،لوطن حاضن للجميع،وآيل للسمو والعطاء،متجاوزاً كل هؤلاء الطواويس المنتفجين بأمراضهم النفسية تلك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى