الاثنين ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
حوار مع الشاعرة السورية سلافة لبابيدي
بقلم أحمد مظهر سعدو

ملهمي الأول والأخير محمود درويش

الشعر له أحكامه الخاصة به وغالباً ما يحمل صفات وروح الكاتبة.. هكذا تحدثت إلينا الشاعرة الشابة سلافة لبابيدي.. التي تكتب الشعر بشفافية واضحة وتمسك بالشعر الوطني والقومي على خطى محمود درويش الملهم لها.. ولغيرها من الشعراء.. فتنتج شعراً جميلاً، تحاول أن تصفه بأنه الأقرب إلى النثر الجميل.. في حوارنا مع سلافة نمسك بتلابيب القصيدة ونحلق معها في ملكوت الأدب .. فنسمع منها كلاماً جزلاً يشد القارئ ويهيم في فضاءات أخرى.

1. بعـد العدوان على غزة وذاك الصمود العظيم الذي فعلـه الشعب الفلسطيني.. ما الذي أنتجه هذا الكفاح في مخيال الشاعرة سلافة؟
 نعاني أحياناً من احتباس للكلمات في ظروف قاهرة، فلا نستطيع التعبير عن غضبنا أو حزننا بشكل جيد.. مع هذا فصمود غزة فاق أي منطق وحتى عندما خرجت مني بعض الكلمات الغاضبة لم أرها وصلت لحجم الأسطورة التي صنعها الشعب الفلسطيني هناك.

2- بين القصة والشعر لقاء لابد منه.. هل التقيا ضمن منتوجك الأدب ي؟
 الشعر هو قصة منظومة مفعمة بالإحساس وكما نرى في الأدب الإنجليزي أو
الأمريكي نجد أن القصة كالشعر والشعر أشبه بالقصة.. لست من مبدعي الشعر أو محترفيه، إنما أقترب من شعر النثر لأعبر عن حالة وجدانية تطرأ لدي، ولدي بعض التجارب البسيطة في القصة القصيرة وأنا أرى أن للقصة مستقبلاً قوياً عن باقي الفنون الأدب ية، فالقصص القصيرة تختزل مشاعرنا بتعابير لطيفة ومختصرة تكون أكثر واقعية لأحاسيس القارئ مهما اختلفت ميوله، وأنا أن خيرت أجد نفسي في القصة القصيرة وربما قد أبدع فيها مستقبلاً بسبب ميلي لهذا النوع من الكتابة السريعة والمؤثرة.

3- وهل أنت مع من يقول بأن المستقبل للرواية والقصة القصيرة.. وأن الشعر لم يعد له أي سوق؟
 الشعر له أحكامه الخاصة به وغالباً ما يحمل الشعر صفات وروح كاتبه، إنما القصة هي أكثر وضوحاً وبساطة وقرباً من الجماهير لهذا أرى أنها تستمر أكثر من الشعر، لأن الشعر أكثر تعقيداً بالنسبة للقارئ.. وخصوصاً في زمن تميل فيه الأغلبية إلى البساطة المقنعة أو الأفكار الواضحة التي تمتع القارئ وتشبه تفاصيل حياته في أجزاء كثيرة إذ نرى في الأدب الأمريكي لون من ألوان الأدب السهل الممتنع الذي أضفى لون من ألوان الشعر القصصي بأبعاد جميلة وجماليتها جاءت أحياناً بغموضها، حتى اتبع الأسلوب القصصي في الكتابات الصحفية اليومية في أعمدة الصحف فبعدت الكتابة الصحفية عن الرتابة والجمود، لذا نرى أن القصة لها حضور قوي وسبقت الشعر أحياناً ولوقت من الزمن ,وأحياناً تزاوجت في كل موحد عبر فن القصة الشعرية لتعطي وقعاً خاصاً للقارئ أو المستمع.

4- ما رأيك باستمرار إنتاج شعر هابط على طول المدى؟
 في كل مرحلة زمنية هناك نكبات أدبية تخص المرحلة وعلى مر العصور كان الشعر الهابط نتاج حالات ترتبط بالقيم والفكر، ومع هذا لا أجد انه حالة عامة فهو لا يبقى طويلاً ولا يؤثر إلا في شرائح لها صفاتها النفسية والاجتماعية والشعر الهابط هو لون من ألوان التعبير عن ضياع القيم وتدهور الأخلاق ورغم هذا لا أرى حجم كبير في الحالة الأدب ية إنما هو بدعة مؤقتة سريعة الزوال.

5- هل قرضت الشعر الغزلي.. أم أن الوطن أخذ كل خطك الشعري؟
 الشعر السياسي أو شعر الوطن له نصيب كبير في أفكاري وكتاباتي، فالهم الوطني يأخذ أغلب المساحات ويتجسد في بعض الحالات الإنسانية في الحب أو قيمة الحب للإنسان دون غزل لأني لا أتقن هذا النوع من الكتابة.

6- ماذا يشكل في حياتك الشاعر نزار قباني.. وأيضاً الشاعر محمود درويش؟
 ملهمي الأول والأخير هو محمود درويش، قرأت شعره صغيرة وتنفست بأفكاره حتى كدت أتقمص بعض كلماته دون أن أشعر، فمحمود درويش حالة شعرية فريدة لا أبالغ أن قلت أنها أسطورية فشعره السياسي يختصر أفكار ومشاعر آلاف العرب، ولا أرى منافس له سوى نزار قباني عبقري الشعر العربي والحالة التي لن تتكرر فعبقرية نزار بإنسانيته وتوحده مع المرأة بشكل لا يوصف حتى يكاد يشعر وكأنه ينطق بإحساسها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى