الثلاثاء ٢٥ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم سعد علي مهدي

من دفتر انتحاري

( 1 )

سوف أمضي..

لا تقل أين؟ لماذا؟ كيفَ ؟ لكنْ ..

طالما عنديَ علمٌ بالأماكن

واحتفال ُ البوم يحتاج خرابا ً للمساكن

ليس يعنيني سؤالٌ حينَ أمضي

نحو أرض ٍ غير أرضي

وأناس ٍ ليس لي منهم سوى..

حقد ٍ وبُغض ِ

ربما فيهم شيوخٌ هجروا طور الكهوله

أو نساءٌ تتفادى نظرة الحبّ الخجوله

ربما فيهم صبايا ..

وهدايا ..

وابتساماتُ زهور ٍ عرفت عطر الطفوله

ربما فيهم .. ولكن

سوف أرمي بعضهم في ذنب بعض ِ

ثمّ أفنيهم جميعا ً ..

حينَ أفنى بينهم نبضا ً بنبض ِ

كي أرى الله وقد نفذتُ أمرا ً ..

هو فرضٌ منه لكن .. أيّ فرض ِ

( 2 )

منذ أن كنتُ ..

وظلّ الموت يجتاحُ عيوني

ولقاءُ الله يغفو بين أهدابي ويقتاتُ جبيني

كيف لي أن ألمسَ الطيفَ..

وأن أشرحَ ماذا يعتريني

كلما فكرتُ في يوم القيامه

حيثُ أنهارٌ من الخمر ..

وأنهارٌ من الشهد ..

وأوصافٌ لها في خاطري ألف علامه

كلما اشتقتُ إلى الجنس..

رأيتُ الحورَ في بحر ظنوني

سابحات ٍ بين شوق ٍ وحنين ِ

إنها الجنة ُ تدعوني إليها ..

مع شرط ٍ ..

هو أن أذبحَ من دانوا بدين ٍ غير ديني

( 3 )

لم أصل بعدُ إلى العشرين من عمري ..

ولا أرجو زياده

طالما كان وراء الموت سرّ ٌ للولاده

حين أستشهدُ..

فالموتُ قتيلا ً في سبيل الله ..

من أرقى مقامات العباده

هكذا أدركتُ ما تعنيه آفاقُ السعاده

حيث لم أعرف من الدنيا سوى شيخ ٍ ومسجد

وصدى ً كان ومازال يردّد

(كلّ مَن خالفكَ الرأي على الضحكة .. كافر

كلّ من خالفك الرأي على الدمعة .. كافر

كلّ من خالفك الرأي على اللحية .. كافر

ليس من شيء ٍ لهم إلا الإباده)

عندها أجهدتُ نفسي..

لأخوض الحرب ضدّ الكفر من دون هواده

طالما في قتل مَن خالفني الرأي ..

طريقٌ للشهاده

( 4 )

يا رفاق الدرب يا أثمنَ من كلّ نفيس

جاء أمر الله في شأني ..

كما قال الرئيس

باركوا لي هذه الزفة َ ..

زيدوني من البارود ..

ألقوا كلّ ما يحتاجهُ الموتُ على جسمي ..

فإنّ الوقتَ قد حان كما يومُ الخميس

إنها ليلة ُ عرس ٍ ..

وأنا فيها العريس

سوف أنسى بعد هذا اليوم أشباح الكآبه

بعد أن ألقى رسول الله مسرورا ً ..

كما ألقى الصحابه

سوف أستلقي على ظهر سحابه

كي أعيش الجنة الخضراء ما بين مياه ٍ وحقول

هكذا الشيخ يقول

لمسة ٌ صغرى على الزرّ ..

سترميني إلى صدر الرسول

) 5)

جاهزٌ للموت من أجل الحياه

جاهزٌ يا رحلة التبشير في درب الإله

سائرٌ نحو جنان الخلد ..

والتفكيرُ بالجنة يلغي أيّ تفكير ٍ سواه

ليس تثنيني سدودٌ أو حواجز

لا ولن تمنعني أيّ ركائز

طالما التكبيرُ يعلو في الشفاه

وكلام الشيخ من خلفيَ يدعوني

لكي أقتل في كلّ اتجاه

إنها الجنة ُ لا شيءَ سواها ..

ونعيمٌ أبديٌّ في حياة ٍ خالده

سوف ألقى مَن مضى قبلي شهيدا ً ..

من رفاق ( القاعده )

ولتكن بشرى ..

وراياتٌ تزف النصرَ من بعديَ في لمسة زرٍّ واحده

( 6 )

أين أحقادُ قرون ٍ في دمائي كامنه

أين تاريخٌ من الأورام قد زاد احتقانا ً ..

في القلوب الواهنه

يا بحار الموت ..

هل ما زلتِ عطشى لدماءٍ ساخنه

فاصبري ..

مازال في الوقت مجالٌ لدقائق

بعدها تبتهجُ الأرض بأعراس الحرائق

وليكن ..

ما يحمل البركانُ من رعب ٍ لأزهار الحدائق

إنها حفنة ُ أرواح ٍ ولا بدّ ستمضي ..

نحو أعماق جهنم

بينما أذهبُ للجنة ِ ..

كي أغسلَ أوجاعي ..

بأنهارٍ من الخمر بها غيرُ محرّم

دون أن أشعر من تقطيع أوصالي بعضو ٍ يتألم

هكذا الشيخُ تكلم

(7 )

هل سيروي كاتبُ التاريخ عني

كيف سطرتُ البطوله

أم يرى في سيرة الأحداث عارا ً

تستحي منه الرجوله

لا يهمّ الآن ما يُكتبُ ..

فالشيخ سيتلو في البلاغ

أنني لم أختر الموت بديلا ًعن فراغ

لا ولم أعرف غسيلا ً للدماغ

إنما اخترت جنان الخلد من تلقاء نفسي

واختصارا ً لأمان ٍ مستحيله

سوف يختارُ من الآياتِ ..

ما تنطقُ في عشق الجهادِ

ثم يسترسلُ في ذكر شعارات ٍ ..

لتحرير البلادِ

وليكن موجُ الرزايا ..

فوق بحر ٍ للرمادِ

حيث أن الشيخ لا تعنيه ِأثواب الحِدادِ

(8)

هي ذي الأرضُ ..

وهذا الهدفُ المرسوم ُ في الخطّة ِ ..

يبدو لي كما برج حَمام ِ

واختيار الوقت مرهونٌ بما بعد الضحى ..

في ذروة الموج على بحر الزحام ِ

روضة ٌ في الشرق ..

والحيّ الجنوبيّ تغطّيهِ مدارسْ

إنما الشارع كالبحر ..

ومن بعد قليل ٍ ..

سيطيرُ الناسُ من عصف ٍ كأسراب نوارسْ

حيث لا ساحلَ إلا من ركام ِ

أو دخان ٍ لحطام ِ

إنني في ساعة الصفر ..

وهمسُ الحور يدعوني ..

لكي أسرعَ من أجل المنام ِ

في سرير ٍ للغرام ِ

(9)

قد يظنّ الناسُ في موتي قرارا ً بانتحارْ

أو يقولونَ بأني ..

مدمنٌ أسكرني الجهلُ وأعياني الدوار

أو بأني فاقدُ الوعي .. وضيعٌ

تافهٌ..

أصغرُ من شأن ٍ لذرّات غبار

أرعنُ الرأي .. حقودٌ

مجرمٌ ..

أقذرُ ممّا يحتوي ذيلُ حمار

قد يقولون ولكن ..

ليس فيهم أحدٌ أبصر مثلي

جنة ً باتت عليهم ضائعه

ليس فيهم ..

من رأى الحور تغذي رغباتي الجائعه

إنني في لحظة الصفر ِ..

وقد حمّلني الشيخُ بما يكفي من البارودِ ..

كي أصعدَ فورا ً للسماء السابعه

طائرا ً فوق جناحيّ انفجار

(10)

هي ذي حورية ٌ مدّت يديها باتجاهي

فاستثارَت بهجة ُ التكبير من بين شفاهي

وليكن بعدُ الدمار


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى