من هنا مر ... الكبار.

تمهيد :

( رشفات من حزن لا يذوب )

(ماذا أقول؟

وصمت راح يسكننا؟ ..

كخمر في شغاف الروح

... في الأنفاس ...

..في التاريخ ..

في الأحباروالأخبار والقلم؟

ماذا أقول؟

وهذاالصمت يركبنا ..

مطايا نحو وادي التيه

كي نحيا به ...في وهدة للنوم..

بل في ساحة العدم؟)

عود على بدء

(في غمرة الأهواء نخشى صوتنا

ونخبئ الكلمات في بئر السكوت )

بيروت حاضرة الدخان .

والموت مفرزة تهيم على الدروب .

(ها نحن نزدرد الغبار)

***

بيروت حاضرة الدماء ..

ولعنة في كل خدر للهوان ...

بيروت في أكفانها ...

جاءت لتسكن في المساء قصورنا ...

صرخاتها .. جاءت لتقطف روحنا ..

ها نحن نلتمس النجاة ونختبئ .

أين المفر؟

( يا ويل من شرب الخيانة في كئوس من دمي)

ها نحن نبدع في السكوت وننزوي..؟

..نبكي و نلتحف الوجل..

نهذي ونحتضن الهلع)

( يا ضيعة الأمراء في صحرائهم)

( يا رعشة الفقراء في أسمالهم )

(يا نفحة البارود في أنفاسهم)

(يا بهجة الشهداء في جناتهم)

بيروت حاضرة الطفولة والهوى.

في فرحة جاء الصغار ليدرسوا

شهروا الأظافر في كفوفهم النحيلة ...وانتشوا.

حفروا على وجه الصخور دروسهم.

راحوا على قصف القنابل فوقهم ...يتذاكرون الأبجدية.

(في حضرة الأشلاء نتلو سفرنا

ونرتل الآيات في زمن السكوت)

ها هنا مر الصغار .....بساحة الشهداء ...

تبرق في الشموس دماءهم ..

ونشيدهم ملأ الفضا ..

فلتصمتوا .. يا أخوتي ..

( يا طعنة في أضلعي ..)

هذي ترانيم البشارة فانتظر.

هل تستكين دماؤنا في العرق أو يجلو المطر؟.

لا ألف كلا لا وزر.

كل الكتائب قد وعت درس البطولة .

لاتخف .

(إيه تقاويم الدماء بأرضنا ...

لن تزهري غير الحماسة ..

والكرامة ...

والتألق في السما.

لن تفتحي إلا تفاسير الحياة وتنتشي ..

بالمجد ..بالنور البهي ..

بقدسنا ... في ليلة الإسراء ..

تجتمع القلوب ...

تشد أحبال الكرامة فوق معراج الدماء.)

(في زهوة الأنوار نشدو وردنا

ونرتل الآيات في همس القنوت)

إيه وصايا الأولين.

إيه دموع الآخرين.

إيه دعاء الأولياء .. بقلب داجية المحن.

إيه جموع الراحلين بلا وطن ...فلتفرحوا ...

إيه قطيع الصامتين ...على وسائد من وهن.

إن الدماء بشارة ..تتلو نشيد الفتح يحمل سيفه...في الفجر حشد القادمين.

لتسكتوا ... واحنو الرؤوس ...بحضرة الأشلاء .

الآن تكتمل الشعارات النبيلة ...

في عيونهم الجميلة ..فاصمتوا.

(ها هنا مرالكبار