من يغزل النور
الآن أَجْلِسُ عند حافّةِ فكرتي
بين التّجاذُبِ واستواءِ الماءِ
بين انْبِجاسِ الكُنْهِ مِن شَطَطِ الأنا
مِنْ بين مَنْ عبروا على معنائي
أحتاجُ وجهَكِ يا حقيقة كيْ أرى
وجهي المضيّعَ في الظّلال ورائي
لا تشبهي شكلَ القصيدةِ مرّةً
علِّي أُمَنّي النفسَ للشعراءِ
جودي عليَّ بحفنةٍ لخطى الظَّلا
مِ... سَيَنْفُخُ الشَّكُّ العَصِيُّ ضيائي
حَدْسُ الرمالِ يقينُ مَنْ أُصْلُوا على ال
مَعْنى الجلِيِّ بسيرة الصحراءِ
عطشٌ بوُسْعِ الماء.. رَيُّ عيونهِ
بعد الحنينِ وبعد فصلِ بكاءِ
أُفقٌ يرمِّمُ في صدايَ شروخَهُ
ماعادَ كليّ يحتوي أجزائي
والكونُ حول الغار لستُ بموقنٍ
كيف استحالَ بوسعِهِ بـ"حِراءِ" !
"اقرأ" وهذا النور يُضِفي حلّةَ ال
معنى المُتِمِّ لوجهة الأشياءِ
"اقرأ" وشَقَّتْ فلَّةٌ لربيعها
مجرى العروقِ بصخرةٍ صمّاءِ
ودبيبُ رعدٍ في الكلام يحثُّ قَلْ
بًا يمتطي أفقاً منَ الأصداءِ
كفًان دربٌ للنجوم يَؤُمّها
من حُبِّه تمشي على استحياءِ
جاءت إليه وآنست في قُرْبِهِ
وطنًا شفيفَ الرّوحِ والآلاءِ
أشتاق...هذا الليل وَجْهُ ترقبٍ
مثل النجوم وكلّها أسمائي
وأنا الأخير قد اقتفيتُك متعَبًا
شوقا تركتُ السابقينَ ورائي
أجْتابُ هذا الضوءَ أمشي عاريا
كلٌّ يداري سوءةً بردائي
صلّى عليه اللهُ ثمَّ تَوَزَّعَتْ
قوتًا على الأيتامِ والفقراءِ
في كفِّ مَن يُعْطى يقوم محمدٌ
بعيون معطٍ مُقْبِلٍ بحياءِ
في رفّةٍ مِنْ قلب أمٍّ بِانْتِظا
رِ وحيدِها بالبابِ كلّ مساءِ
في فرحةٍ إن عاد يَغْمُرُ صدرها
في فرحةٍ إن راح في الشهداءِ
في خبزِ جارتنا إذا نثرت فتاتا
للحمامِ وفي سقاة الماءِ
في فَرْحَةِ الموتِ التي رَقَصَتْ أَمَا
مَ السِّرِّ عند تَبَتُّلِ الأحْياءِ
في عُرْسِ محبوبٍ ينالُ حبيبَهُ
صلَّى عليه وقال صَلِّ ورائي
وسَيُنْجِبانِ محمّدًا والمصطفى
طه وأحمدَ إخوة الزَّهراءِ.
الكَوْنُ في كَفَّيْهِ رَمَّمَ شَكْلَهُ
لِيَعودَ مِنْ سَفَرٍ مِنَ الأَشْلاءِ
الأرضُ تَحْسُدُها السَّما في خَطْوِهِ
قَدْ أَنْصَفَ اللهُ السَّما بسماءِ