موسم البندق
أتخيل أنه: لا يظهر السنجاب حول كوخي الخشبي داخل الغابة، إلا في موسم البندق. بعدها يختفي ولا أعرف أين، ربما في عشّ أو ملجأ خفيين.
أحب السناجب على طبيعتها البرّية خاصة حين تستأنس فيها بالبندق من راحتي، تتجاسر بالاقتراب وأنا مطمئن أنها لا يمكنها أن تؤذيني، مثلما يستحيل عليّ أن أؤذيها. إنها لطيفة جميلة جدا، رشيقة، ملامحها مدهشة وهي تكتنز الحبة بأكملها في أحد خديها فتبدو مضحكة، كتلتها الصغيرة مع شموخ ذيلها رائعان، ولونها متتبدّل.
لا يمكنني تمييز الذكر من الأنثى فهما متشابهان.
تخزّن المؤونة في أماكن مختلفة يقال أنها تحفظها في ذاكرتها الجغرافية ولا تنساها أبداً.
لمّا عرفت تنفّعها الطبيعي منّي، وانتهازيتها لأنني أريدها حولي لأكثر من الموسم، صرت استعدّ لحضورها مسبّقاً، واجد الجد لعدم ابقاء بندقة واحدة على الأشجار الأمهات. صرت اوزّعها بحيث يمكنني الاحساس بقدومها، لأراقبها واستمتع أكثر بها.
السنجاب لا يحبّني بالتأكيد وهو فقط يستجيب لطبيعته، حتى لو انتصب على رجليه وفرك البندقة بأسنانه وهي بين يديه، أمامي، قبل أن يخزّنها في خده مقشّرة. أنا الذي يحب السنجاب وعليّ أن اتفهمه وأصبر!
المشكلة أن هذا الكائن الرشيق والذكي فهم محبتي له وما أفعله، فصار يثقل عليّ ويتأخر. يخطف كل مرة بندقة ويقفز هاربا، عكس تجميعها السابق الذي كان يفعله، نحو الجذوع وعلى الحصى، ثم يعود ثانية وثالثة ودواليك. لم يعد يقبل الالتقاط من راحتي. ولا أدري كيف، لكني بدأت المح تعابير للخوف حول انفه.
تماماً كما تفعل حبيبتي الخيالية معي حين تضطر مرغمة لزيارتي في الكوخ المنعزل!