الثلاثاء ١ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم سامي العامري

موشحات برلينية - موشح الحرية

غيرُ مُجْدٍ في مِلَّتي مَن تعامى
عن نهوضٍ وأيُّ صرحٍ تداعى!
إنـما الخالدُ الشــبابُ فداما
فـي اتقادٍ وروعةٍ ما استطاعا
أنتِ حريةُ مَحْياي وموتي
أنتِ حريةُ إطراقي وصوتي
أنت حريةُ شـكي وقُنوتي
أنتِ لا حريةٌ من دون قوتِ
قلْ: سلاماً غدَ الهوى وسلاما
كلَّما اشـتاقَ خافقانِ وجاعا
صرتَ مجداً وللوسامِ وساما
وللُقيا المدى صـدىً وذراعا
أنتِ في القلب صباحاتٌ وقَطْرُ
وإذا ساءلتِني هل أنتَ حُرُّ؟
أفُقٌ حريتي والحُبُّ نسرُ
عالياً يحيا كمَن يُحييهِ هَجرُ!
هي تجتافُ أضلعي والمساما
وتشنُّ الشذا شميماً مُطاعا
فمـداري أنـوثةٌ تتـرامى
خفتُ سطحاً فأوصلتْنيَ قاعا!
ليس بالعمر الذي ليس يؤوبُ
من مراثيهِ وقد ماستْ طيوبُ
ودَعاهُ الحلمُ والحلمُ ضُروبُ
نخلةً والفيءُ عن فيءٍ ينوبُ!
لا تَكُفِّين عن جنونٍ وياما
قدتِ للنصر مركباً وشراعا
حيث لاقاكِ كلُّ وردٍ زِحاما
مثلَ سهلٍ لكنَّ فيه امتناعا!
لمْ يُطَعِّمْ مِثلُهُ بالرعبِ شَعبا!
حـاكمٌ علِّمَنا الأشـعارَ غَيبا
ولذا قد شاقَ تأريخاً وأصبى
فاعتلى مَشرحةَ الأنصاب نُصبا!
قد تخورُ السنون عاما فعاما
وتذوبُ الفصولُ فينا سِراعا
غير أن الحـريرَ كان هُواما
أفَكلُّ الذنوبِ تخفي اقتناعا؟
خَدَّرَ الوهمُ الزمانَ العربيْ
كلُّ جلادٍ رسـولٌ ونـبيْ
وشـقيٌّ يرتـقي لـلأدبِ
قيلَ ليْ: حريةٌ وا عَجَبي!
فجأةً سرتِ في الصميم مُداما
أحَريٌّ بسُـكرةٍ أنْ تُشاعا؟
هي ليسـت كسُـكرةٍ لتُداما
إنما البرقُ حينَ هُـزَّ يراعا
يا حياةً أجَّجَتْ بيْ كلَّ جمرَهْ
ليس سراً أن يذيعَ الحُبُّ أمرَهْ
ما نطقتُ الحُبَّ والأحبابَ مَرَّهْ
أبداً إلاّ وكان القصـدُ ثورهْ!
إنْ تكنْ أبـحرٌ لحُبي مُقاما
فالأثافي الأمواجُ تدنو تِباعا
وسـأبني على البحارِ خياما
ودُواراً سـأفتدي وصُداعا!

(*) الموشح هنا هو الرابع من مشروع لكتابة عدد من الموشحات
ويحاول أن يجتهد في الشكل والموضوع .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى