الثلاثاء ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم سامر عبد الله

مونولوجست

إلى دمشق ياسمين الشام
البلادُ..
البلادْ....
أوصيكَ البلاد ويرحلْ
كان أبوكَ على غيرعادة الخاصرة
يحضنكَ بذراعين
مفتوحتين على الأسئلة ْ
غدا ً تكبر يا ولدي
ويستحمُّ أبوكْ
يحتويه الرسم شاهق
الترابْ
غدا ًيسألونكَ
عن موتكَ فقلْ :
لموتي وجه ضاق به النصابْ
البلاد التي أحببتُ
وتمنعتُ وتلهفتُ
وتشظيتُ
سيكون لكَ في المتبقي
من الزمن الهشيم
مقولة ما.....
معشوقة ما.....
يا بنيّ
المدينة القديمة
اِمرأة قديمة
تـُعتقني في مساماتها
بسبعة أبوابٍ
لأخرُجَ بالزبد المفعم
الاشتياق
وأعود كما ينزلق البكاءْ
* * *
..البلادُ.. البلادْ
أوصيكَ البلاد فلا ترحل
إلى ضفتين من رحى
المطر لتعجنكَ أصابع
الندم
وينضج الفقر في جيبكَ
سنابلا ً لذيذة الطلع ِ
هنا الشوارع
الحوانيتُ..
الألفة.ُ.
الغربة.ُ.
وكلّ من أدمنتُ في اشتياق
يالا الياسمين حين يصير
بشرا ً
يبادلكَ الحديث أطرافا ً
من زهر نيسان
يتمشى الظل لا( وحيدا ً)
وبين كانونين ألجُ
الاِنتشار الزهري الميلادْ
* *
 
أيتها السيدة الكروية...
هنا أقلـّب التفاصيل
ما بيننا لأعترف الخلاف
وأضع اليد اليمنى
على تماثل التكهن
فأعودُ… أدسُّ أنكِ أجملْ…
ظليلٌ أنا بكل ما تحسسني
العراءْ
أقولُ:
أنّ هناك في الذاكرة
طيفين لنبض ٍيشبهكِ
بلادٌ تجوسُ رائحة القرنفل
المعطوب بأشعة بنفسجية
وأناتٍ بشمس لازوردية
ظليلٌ أنا ..
أستجر لغة العناق الوجيز البوح
وأعرفُ أني لن أقترب
أكثر من مفردات النفس
لئلا أكون دنيـّا ًكالحواس
أيتها الغارقة ما بين.. بين
سينتشلكِ الصحو
ذات مرة
أنكِ أكثر واقعية..!
هنا أقلبُّ التفاصيل ما بين خطين
متقاطعين من يدي
فتقولُ بصارة لا تعرف
الانتظار
أنكِ خماسية في القزحية
والتشبع المصلي
وأنكِ فقاعة تضمحلُّ
عند مدخل الوريد
ويصير اتساعكِ وترا ً
جديدا ً للغناءْ
تقولُ :
أنّ البياض في المرادفتين
يصلحُ للقصيدة
وقد يعلو وزنا ً
وغنة ً...
فتصيرين آية ْ
أقلبُّ الصفحات التي نسيتُ
هل من معجزة ٍدون رسول؟!
أيتها السيدة:
حين يكون وجهكِ
صوب السنابل
ميمما ً بالحقول
تصير الأرض يباس
الدم في عروقي
وأكون قيد احتجام ٍ
قد تأخذني النبضات
عالياً..
عاليا...
كما روح في مجوسْ
يقايضني الكحل بمديح
النساء
كلنا قلب ...ونبض
وكحل مديح...
يا جمر النبوءات القديمة
حين تناحرني العين فويق
هدب الشام
تفيء بي العاصمة
هنا أغادر نفسي حتى
أتطاول على المنفى
فإن قيلَ: ( أنتِ )
صدقوا..
 
ظنكِ الشمس في حصاد
تموز
أما ً توزع الحليب
على الناهدين كلما تمايل
طير وغرّدا
أغادر الشام مصقول الخافقين
تعبُّ الزهيرات في كفي
لأنكِ ودمشق بارقتا حيرة
أنحني في اغتراب
تفصلنا مسافة السلام
تحية قوم لا يعلمونْ
لأنك ِودمشق ضفتيّ عابر ٍ
أمرُّ مطرزّ القلب
في وشاحكِ المخملْ
لأنكِ ودمشق حقل كستناء
جاءت البيادر مخاض النجم
صوتا ً أخضرا ً
فتـّح برعم الكون
غدا ً سيولدُ الخير
وقولي: صـدقوا...
 
* * *
إلى دمشق ياسمين الشام

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى