الخميس ١١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

موَّالٌ على شفةِ النّخل

محمد يحيى محمود حمدان

موّالٌ على حجر النَّخلْ
"كَشَاعرٍ"
شَاردٍ فِي وَجهِ نَخْلَتِهِ
يَقدُّ مِن لَحْمهِ قُوتًا
لِرحْلَتِهِ
يُسَائلُ السَّعفَ المُخْضرَّ حِينَ دَنَا
عَليِهِ ظِلًّا فَهلْ
يُصْغِي
لأنَّتِهِ؟!
مُلقىً عَلى العُشبِ
حَيثُ الشَّمسُ فاردةٌ
ضَفَائرَ الضَّوء تَقْبِيلًا
لِمُقْلَتِهِ
يَنْسلُّ مِنهُ ليُلقِي ظِلَّهُ حَجَرًا
فِي بِرْكَةِ الصَّمتِ
فِي صَحْراءِ
عُزْلَتِهِ
يَرنُو إلىَ المَاءِ
فِيْمَا عَيْنُهُ دَمَعتْ
فِي زُرْقَةِ النِّيلِ
شَيءٌ مِن
طُفُولَتِهِ
وَفِي المَوَاوِيلِ
حَيثُ النَّايُ حَشْرجَةٌ
يَشُدهُ العَزفُ مِن أوْتِارِ بحَّتِهِ
قِبابُ جَاريدَ،"عُرْجُونٌ" تَشبَّحَهُ
ليَأْكُلَ الأَمْسَ تَمْرًا
ملء "سُبْطَتِهِ"
يُنفِّضُ الحُزنَ
مِن عَيْنَيهِ؛ قَامَ مَشى
لأينَ؟ _لَا دَروَ مَلْفُوحًا_
بشَمْلَتِهِ
نَادَيتُهُ قَالَ لِي "حيٌّ"، وَغَادَرَني
كَيْمَا يُصوَّفُ فِي عَيْنَي
حَقِيقَتِهِ
وَقَالَ للعَينِ سِيْحِي
فَالبِلادُ ضَرَائِحٌ مِن السَّيرِ
كُلٌّ فِي
طَرِيقَتِهِ
يُعَلِّمُ الأُفْقَ _فِي التَّصوَافِ_ مَيْدَتَهُ
وَيَلْضُمُ النُّجمَ أحْجَارًا لسُبْحَتِهِ
كَمْ أَشْعَلَ الرُّوحَ شَمْعًا
صَوبَ "مُقْتَدَسٍ"
مِن التَّسَابِيحِ؛ كي يَفْنَى
بِسَجْدَتِهِ
لَكنَّهُ مَحضُ مَاءٍ طِينُهُ لُغَةٌ
مِن "التَّكَاوِينِ" تُفْضِي بِي لِصُورَتِهِ
تَنَهدٌ مُوجِعٌ؛
سَيٌر؛ وُقُوفُ بُكىً؛
إنْسَانُهُ دَارسٌ معَنى قضيتهِ
وَطِفْلُهُ لَمْ يَدعْ فِي العَيْنِ دَمْعَتهُ
إلَّا وَحَمَّلهَا حُزنًا
لِقَرْيَتِهِ
يَسِيْرُ حَيْثُ
بَدتْ كَفُّ الرِّمَالِ ’مَنَادِيلًا’
وَأوَّلُ حِضْنٍ...
حِضْنُ غُرْبَتِهِ
يَسِيْرُ حَيُثُ دَوَى صَوتٌ
: أَيَا وَلَدِيْ
كُلٌّ يَعُودُ وَلَو أَمْضَى
بِغَيْبَتِهِ...
الصَّمْتُ مُتَّكَأُ الصَّحْرَاءِ فَامْشِ مَعِي
لِأَنَّ حَدْوَكَ لَمْ
يُخْلَقْ
"لِلَعْنَتِهِ"

محمد يحيى محمود حمدان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى